مقالات

ومن ظلم وين يروح!

في بداية ظهور تلك المشكلة في البلد، كان أقصى تخوف هو ان يبتلى منزل في كل منطقة بها، وكان بالامكان علاج ذلك لصغر حجم تلك المشكلة وقتها، ولكن ذلك لم يحدث، وأدى التراخي الحكومي في العلاج الصحيح والجدّي في ذلك الحين، الى زيادة المخاوف أكثر، وكان هناك توجس من وصول المخدرات الى مستوى تكون فيه موجودة في بيت من بيوت كل قطعة من قطع المنطقة، اذا لم تقف الحكومة موقفا حازما في هذا الموضوع. يستمر التراخي خاصة في تنفيذ أحكام الاعدام على تجار المخدرات، واحكام القبضة على الحدود، ما رفع من مستوى المخاوف عند المخلصين في هذا الوطن من العاملين في الميدان الى الخط الأحمر، فبدأ التحذير من تفاقم المشكلة الى حد ان يكون بيت في كل فريج من فرجان المنطقة مبتلى بتلك الآفة، مع جميع ما يترتب عليها من مشكلات كبيرة، وها هو الخوف ارتفع منسوبه ليصل الى الدرجة الأسوأ أو درجة الكابوس من ان نجد ذلك البلاء قد ضرب فردا من أفراد كل أسرة من أسر المنطقة، وكل ذلك بسبب سوء علاج ذلك الملف من قبل الحكومة، وبسبب الفشل في التعامل معه بما يحفظ الكويت وشبابها من الضياع. المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه استشعر المشكلة جيدا، فأصدر مرسوما بلجنة عليا مختصة بالوقاية من المخدرات، على أمل ان تعمل بشرف وضمير وأمانة ومهنية من أجل حفظ الكويت وأهلها من تلك السموم المدمرة، وتمر الأيام ليتوالى فشل تلك اللجنة في عملها، ولتثبت أنها ليست على مستوى الثقة الممنوحة لها، والدليل الارتفاع المطرد والمتزايد في أعداد المتعاطين، وارتفاع أعداد المتوفين بجرعات زائدة. اللجنة فشلت في وقاية الكويت من خطر تلك الآفة، على الرغم من تعاون عدة جهات فيها، وأصبحت المخدرات بكل أنواعها موجودة ومتوافرة بمتناول اليد، وبدلا من استبعاد بعض الفاسدين من قيادييها، واستبدالهم بالمختصين الذين بذلوا عمرا في العمل في ذلك الميدان، يصدر مرسوم جديد يلغي المرسوم الأول، ويتم حلّ اللجنة غير مأسوف عليها، ويمضي كل الى شأنه ولا كأن شيئا قد حدث. تلك اللجنة عليها علامات استفهام كثيرة كان لابد من البحث عن اجابات لها، وهناك أموال بالملايين ذهبت هباء منثورا بدون وجود نتيجة لها على أرض الواقع، وهناك سوء تصرف وسوء استخدام لصندوق اللجنة، وهناك موظفون شرفاء ظلمهم مسؤول فيها لوقوفهم ضده في طريقة ادارته، المفروض ان يتم استدعاؤهم، وسماع أقوالهم، وتنظيف ملفاتهم التي تفنن المسؤول في تشويه المعلومات فيها، ورفع الظلم عنهم ووو. أبناء الكويت مستهدفون، ولجنة تشترك في ادارتها جميع مؤسسات الدولة كل فيما يخصه، يمكن ان تكون ذات فائدة عظيمة للمجتمع الكويتي، والحل ليس بنسفها، انما تخليصها من أيدي العابثين، ووضعها بأيدي المهنيين المتخصصين من يخشون الله، ويحبون وطنهم، فهؤلاء فقط هم من بيدهم احداث تغيير.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.