مقالات

قناة «المجلس».. وحلفاؤها الجدد!!

نظن أحياناً ان بعض الناس يتمتعون بـ«الحصافة»، والنفاذ الى جوهر الأشياء.. فتكون لديهم «بصيرة» ورؤية الى جانب نظرتهم للأمور.. وفي الحقيقة، فانه اذا كان بعض الظن اثماً، فان كثيراً من حسن الظن «وهم كبير».. والتمتع «بالبصيرة» النافذة أمر يستعصي على الكثيرين!!.
من هذا المدخل انتقل الى حديثي الذي يبدو انه سيكون مستمراً حول «مطب» مبارك الدويلة وسقطة وزارة الاعلام.. والتي بدأت نشرها بمقال بعنوان (من سينقذ الاعلام من «مطب» الدويلة)، واذا كانت «الاعلام» صمتت دهراً فان غيرها نطق (!!!) في الحقيقة، ولم يكلف نفسه عناء قراءة السطور.. والأفكار التي أوردتها في مقالي.. وهي أساساً للكويت وليست لي.. ولا لغيري.. ولا للوزير ولا للغفير، هي فقط كلمات للكويت.. فالفضيحة كويتية بامتياز، ولعل هذا ما منع وزارة الاعلام ان تفتح فمها وتنطق بكلمة، مثلما أصابها الصمت بعد ردي الموثق عليها بالمستندات على كل مخالفات وتجاوزات وزارة الاعلام!!.
٭٭٭
لم يقرأ القطب «مبارك الدويلة» مقالي الذي أشرت اليه جيداً، ورغم أنه صاحب الواقعة، الفضيحة (لا فرق) الا أنه اختار ان يرد علي في صحيفة «القبس» في سطور تجاهل فيها طرحي وانتقاداتي الواردة في مقالي المعنون باسمه، مثلما فضل ان يصفني «بقصر النظر».. و«أنني لا أري الا أسفل قدمي».. وكنت أتمنى عليه ان يشير لنا، هذا القطب الاخواني التاجر – اذا كان حقاً يرى – كيف يكون بُعد النظر؟ لعله في النهاية يكتشف في نفسه «المقدرة» و«البصيرة» اللتين تمنينا ان يتحلى بهما، فاذا به أيضاً يفتقد اليها، وهو يكتب ويحلل مقالي.. حيث يقول الرجل:
«.. قناة «المجلس» هي قناة لمجلس الامة، وليست تابعة لوزارة الاعلام. لذلك، ما يصدر منها يمثل المجلس أو صاحب المصدر، ولا يمثل بأي حال من الاحوال حكومة الكويت. ونواب المجلس يُفترض انهم يمثلون الامة ولا يمثلون الحكومة، وكلنا يذكر الاساءات التي تعرضت لها الشقيقة الكبرى من بعض أعضاء هذا البرلمان من دون ان نحمل الحكومة تبعية ذلك وفي أكثر من مقابلة مع بعض النواب في احدى القنوات الفضائية تمت الاساءة بالاسم الى احدى الدول الشقيقة وحاكمها! ولم نعتبر هذه كارثة اعلامية على الحكومة واحراجا لها كما اراد البعض ان يصوره! فكل ما يقال في الفضائيات هو مسؤولية قائله، لكن المشكلة من قصيري النظر الذين لا يرون الا أسفل أقدامهم!..».
٭٭٭
لو كنت تجيد القراءة بعينيك ولو أنبأتك بصيرتك فأنت من أدنت نفسك أولاً بما سقته من أمثله.. هل من أحد يستشهد بمثل هذه الأمثلة يا «بومعاذ».. فيقول «كلنا يذكر الاساءات التي تعرضت لها الشقيقة الكبرى»، هذا معناه أنك اذا أساء أحد الى الشقيقة «الصغرى» الكويت في تلفزيون «رسمي»، ستعتبر الأمر وكأنه لا يعنيك أو ربما ستتركنا نحن لكي ننتصر للكويت ونرد الاساءة عن الكويت، وعن الشقيقة الكبرى أيضاً؟! لأنك تراها ليست كارثة اعلامية!.
لقد أسأت في ردك من حيث لا تدري، حيث تعتبر ان الاساءة الى الدول ورموزها مسألة عادية، ثم تستشهد بأنه «في أكثر من مقابلة مع بعض النواب في احدى القنوات الفضائية تمت الاساءة بالاسم الى احدى الدول الشقيقة وحكامها»..الخ.
٭٭٭
أنت تسوق المقال وكأنه نوع من البطولة وكأنه أمر طبيعي مقبول.. ولا غضاضة فيه، لكن قبل هذا دعني أقل لك لماذا تستشهد بالنواب؟ لماذا تستشهد بهم وأنت لست منهم.. «كنت».. و«انتهى» الأمر!!.
من معرض حديثك ترى أن الاساءة مقبولة للشقيقة الكبرى، وبالتالي للإمارات وولي عهدها!! انتقل الى ما تصورت انه رد وأنه تم بناء على تفكير، فبالله عليك كيف علمت، وكيف تأكدت ان قناة المجلس هي قناة مجلس الأمة؟ هل لديك سند قانوني حصلت عليه من الاعلام؟ – عفواً – قدمه لنا حتى نكف عنها؟.
٭٭٭
هل ذهبت بنفسك الى الوزارة واطلعت على الوثائق أم قدم لك حلفاؤك في التجارة والسياسة «المستندات» وأطلعوك عليها؟ فلتزودنا بنسخة منها؟ هل قالوا لك – هنا أو هناك – ان البرتوكول الموقع بين قناة المجلس ووزارة الاعلام يعطي قناة المجلس الحق في ان تنتقل ملكية القناة الى المجلس مع «ستديو» من ممتلكات الحكومة، وموظفيه فوق «البيعة» ومعهم أيضاً «اشارات البث»، طيب باسم من هذه الاشارات؟ باسم قناة المجلس أم باسم وزارة الاعلام؟!.
ثم على أي أساس تقول ان ما يصدر عن القناة يمثل المجلس ولا يمثل الحكومة؟! ألم تقرأ المقال؟ فلماذا كتبت اذن؟ اذا لم تعلم ان مدير القناة هو الناطق الرسمي باسم الحكومة، وأنه تم تعيينه كوكيل مساعد في وزارة الدولة لشؤون مجلس الوزراء وهو مازال مديراً للقناة! اذا كنت حصيفاً وذا بصيرة.. وقدرة على التحليل والتفكير فكيف أجزت لنفسك تجاهل هذه المعلومة، بأن مدير القناة صار ناطقاً رسمياً للحكومة!!.
٭٭٭
نعلم يا «بومعاذ» ان نواب المجلس يمثلون الأمة، ولكن نحن نتحدث عن «شرعية القناة».. من عدمه أساساً هذا هو الموضوع.. ولم تكن للنواب علاقة بالموضوع!!.
أما فيما يتعلق بتأثير الاساءات التي تتعرض لها الدول من جانب نواب عبر القنوات الفضائية، فأنت ايضاً لم تنتبه الى الكثير من الأمور أولاً أنت: لست «نائباً» انما كنت «ضيفاً» على البرنامج، صحيح أنك تتحمل مسؤولية ما قلت، ولكن أيضاً يتحمل المسؤولية القانونية مقدم البرنامج والقناة، وأي شكوى سيقدمها طرف ستكون موجهة لكل هؤلاء الأطراف.. لكن السؤال هنا هو: كيف تقوم وزارة الاعلام بادانة نفسها وتحول قناتها وموظفيها ليوضعوا تحت طائلة قانون المرئي والمسموع.. والذي يدين أي نوع من التطاول مع الدول الصديقة ويمس علاقات دولة الكويت بها؟!.
٭٭٭
ثانياً: انت تعترف بأنك أسأت لدولة الامارات متمثلة بولي عهدها الشيخ محمد بن زايد وتبرر ذلك بأن هناك نواباً أساؤوا للشقيقة الكبرى ودول شقيقة أخرى، نعم نحن نذكر هذه الاساءات والتي تم اتخاذ ما يلزم بشأنها من قبل الحكومة وهناك من تم تحويله الى «أمن الدولة»، أما في حالتك أنت، وأنت ضيف يدافع عن هذه القناة ومجلسها نقول لك يجب ان تتحمل الحكومة مسؤولية ما قلت لأن القناة مازالت تحت وصاية الحكومة، وهنا المفارقة التي لم تنتبه ايضاً اليها.. وهي ان الحكومة أساساً لا تسمح بأن تطرح عبر اعلامها الرسمي أي أمور أو قضايا أو ألفاظ قد تسيء الى علاقات الأشقاء، لكنها بمجاملتها لهذا المجلس ولرئيسه وقعت بالمحظور، وهذا ما نبهنا اليه وحذرنا منه سابقاً وكان تقديري أنك ستفهمه!!.
لست ضد حرية الرأي لأي كان فصاحب الرأي يتحمل مسؤولية ما يقول ولكني كنت أتوقع منك ان تدافع عن وجهة نظرك فيما قلته أنت وعبر مقالك «بالقبس» وليس ان تدافع عن المجلس وقناته!! والله إنه لأمر مضحك ان تقول عن المجلس ما تقوله الآن وأنت من قلت في مواقع أخرى عن هذا المجلس بأنه مجلس لا يمثل الشعب!! أين مبادئك وقناعاتك.. أين أقوالك في هذا المجلس التي تشهد عليك.. كل هذه التناقضات؟.
٭٭٭
يا «بومعاذ»: ان خوفك على رئيس الحكومة لا يعفيه من المسؤولية لا هو ولا وزيره. وعندما تقول ان كل ما يقال في الفضائيات – انما هو مسؤولية قائله – فأنت مخطئ حتماً، وراجع قوانين المطبوعات والنشر، ولتعلم أنك اذا تحدثت بالفضائيات فإننا لم نكن لنعلق عليك شخصياً، ونترك الجهات الرسمية الحكومية اذا ارتأت ان تحيلك للقضاء، وهناك تحدد المسؤولية! هل ما قلته يندرج تحت بند حرية الرأي، أم أنه يتعارض مع قوانين المرئي والمسموع أو أمن الدولة؟! ولكن ان تخرج علينا في قناة حكومية ولا ترى ان الحكومة مسؤولة وأن أقل ما يقال ان علاقتها مع الحكومة «ملتبسة».. بحكم بروتوكول التعاون الموقع بينهما، ثم لا ترى ان الحكومة ستكون مسؤولة عن ما بث عليها من جانب النواب أو من الضيوف، وأن الاساءة لا تعتبر كارثة اعلامية.. فهذا معناه ان عليك أنت مراجعة الطبيب بسبب «قُصر النظر».. الذي تعاني منه!!.
٭٭٭
الكويتية..
معالي وزير المواصلات ذكرت لك سابقاً عن الأخطاء الاجرائية وعدم اتباع اللوائح والقوانين في الممارسات لاختيار الشركات في «الكويتية» والتي لايزال يقوم بها بعض القائمين بالشركة، والتي لم تكن لديكم القدرة على الرد عليها، على الرغم من فداحة ما ذكرت فهل تستطيع الآن التحقق من الأخطاء الفنية التي وردت في مقال الأمس عن الطائرة الجديدة المثال الصارخ على ما قلت، والتي تستطيع معاليك ملاحظة الأخطاء فيها بالعين المجردة!! وهل تستطيع تجنب هذه الأخطاء في الطائرات القادمة؟!.
٭٭٭
كلمة أخيرة..
أبارك لاخواننا المسيحيين الذين يشاركوننا العيش في بلدنا المحب الكويت وفي كل أنحاء العالم العربي والغربي بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، جعله الله عاماً مباركاً علينا جميعاً، وأن تمنّ أوطاننا السلام والأمان.. كل عام وأنتم بخير.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.

منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.