الزياني: الانجازات الخليجية في مجال العمل البيئي تعكس الجهود الدؤوبة
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني أن الانجازات المتحققة في مجال العمل البيئي تعكس مستوى الجهود الخليجية الحثيثة والمشتركة والتي تتطلب عملا دؤوبا ومضاعفا.
وقال الزياني في كلمته خلال افتتاح أعمال الاجتماع ال18 للمسؤولين عن شؤون البيئة في دول مجلس التعاون الخليجي اليوم وتستضيفه دولة الكويت إن من بين الأهداف السامية التي يسعى المجلس الى بلوغها تتمثل في ايجاد البيئة الآمنة المستقرة والمزدهرة والمستدامة لمصلحة الشعوب الخليجية.
وأضاف أن قادة دول المجلس أولوا مسيرة العمل البيئي اهتماما خاصا منذ تأسيس المجلس وشكلت قرارات المجلس الاعلى المتعلقة بالبيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية محطات أساسية في مسيرة العمل البيئي المشترك وصولا الى تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتقدم والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وذكر أن المجلس الوزاري الخليجي في دورته ال 133 التي عقدت في (الدوحة) للتحضير لقمة قادة دول المجلس اعتمد الخطة الإقليمية للاستعداد والتصدي لحالات الطوارئ الطارئة الإشعاعية والنووية لدول مجلس التعاون.
ولفت الى أن مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ كلف بتنفيذ تلك الخطة وتقرر أيضا استمرار مجموعات العمل الأربع في أعمالها لتنفيذ نتائج الدراسة الإستراتيجية بهذا الشأن التي سبق وأعدها بيت خبرة كندي متخصص علاوة على تكليف الأمانة العامة العمل على استكمال برنامج تدريب الكوادر الخليجية في هذا المجال بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبي.
وأشار الى أن الأمانة العامة لمجلس التعاون ومركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ نظما في شهر سبتمبر الماضي ورشة عمل بعنوان (تقييم المخاطر الاقليمية لدول الخليج العربية) شارك فيها سبعون من الخبراء المتخصصين في مجال إدارة حالات الطوارئ في دول المجلس.
وبين الزياني أن الورشة عنيت بإعداد سجل للمخاطر التي قد تتعرض اليها دول المجلس في أي ظرف من الظروف بهدف زيادة مجالات التعاون والتنسيق المشترك بين الأجهزة المختصة في هذا المجال الحيوي ورفع مستوى القدرة والجاهزية لمواجهة حالات الطوارئ والتعافي منها بأقل الخسائر وتوفير الأمن والسلامة للمواطنين والمقيمين.
وأشار الى المياه باعتبارها أحد موارد البيئة الطبيعية في دول المجلس وتتعرض الى أخطار عديدة متمثلة بقلة مصادرها وزيادة استهلاكها وتلوثها بمختلف أنواع الملوثات داعيا الى مزيد من التداول والنقاش في ما يمكن عمله للوقاية ومكافحة تلوث المياه وتحسين نوعيتها والحفاظ عليها كثروة طبيعية لا غنى عنها في تحقيق التنمية المستدامة التي تسعى اليها دول المجلس.
ولفت الزياني في هذا الاطار الى موضوع نقل وتوطين وتطوير تقنيات تحلية المياه وتصنيع قطع غيار محطات تحلية المياه ما يتطلب من كل الجهات المعنية بالمياه أن تتدارسه برؤية مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار حاجة دول المجلس الى اقتناء هذه التقنية الضرورية.
ونوه بالجهود المتميزة للهيئة العامة للبيئة في الكويت معربا عن تقديره واعتزازه بزيارتها وما تلمسه خلالها من حسن تنظيم وأداء إداري متميز وكفاءات بشرية على أعلى مستوى من التأهيل والتدريب والخبرة والجهود الكبيرة في مختلف مجالات العمل البيئي وتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح والحكومة الرشيدة والشعب الكويتي على الجهود الملموسة والدعم المستمر والمتواصل لمسيرة العمل الخليجي المشترك تحقيقا لتطلعات مواطني دول المجلس نحو مزيد من التعاون والترابط والتكامل.
من جانبه أعرب وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة رئيس المجلس الأعلى للبيئة علي صالح العمير في كلمته عن خالص الشكر والتقدير للامانة العامة لمجلس التعاون على عملها الدؤوب في التنسيق ومتابعة القرارات والتوصيات التي يتخذها أو ترفع إلى قادة دول المجلس “وهو دور محوري يساهم في تحويل الرؤى الى واقع تتجسد فيه طموحات شعوب دول المنطقة.
وقال العمير إن الموضوعات المدرجة على جدول الاعمال تشكل حصيلة جهود مكثفة قامت بها العديد من اللجان والأمانة العامة وتناول مشروع البوابة الإلكترونية البيئية الخليجية التي ستساهم في عرض البيانات ونشر المعرفة البيئية الخليجية للمجتمع الدولي.
وأضاف ان مشروع البوابة الالكترونية سيكون النافذة للنهوض بالعمل الخليجي البيئي ومواكبة المستجدات الحالية والمستقبلية الرسمية للبيانات البيئية لدول مجلس التعاون محليا وعالميا الى جانب مساعدة الباحثين للحصول على معلومات بيئية موثوقة عن دول مجلس التعاون.
وذكر ان الاجتماع سيتناول مشروع إنشاء شبكة دول مجلس التعاون لدراسات تدهور الأراضي والتي تهدف إلى تفعيل مبدأ التعاون والتشاور لتحقيق التنمية المستدامة للأراضي المتدهورة واتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على البيئة بشكل عام واعادة تأهيل الأراضي المتدهورة بشكل خاص من خلال تبادل الخبرات والمعلومات بين المختصين بدول مجلس التعاون.
وبين أن من ضمن الموضوعات المدرجة التعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية والبنك الدولي والتعاون في اطار الحوار الاستراتيجي مع كل من تركيا والاردن والمغرب بهدف الاستفادة من الخبرات ونقل التجارب المتميزة بما يتناسب وخصوصية منطقة الخليج.
وأوضح أن هناك العديد من التحديات التي تتطلب تكاتف جميع الجهود والعمل على مواجهتها من خلال خطط وبرامج واليات واضحة والتركيز في المرحلة المقبلة على التدريب واعداد الكوادر الوطنية المؤهلة لقيادة العمل البيئي وإعطاء أولوية للبحث العلمي المنهجي لتقصي ومعالجة القضايا البيئة الملحة وتوفير المعلومات البيئة الصحيحة والدقيقة لمساعدة متخذي القرار.
من ناحيته أعرب الرئيس العام للارصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عمر الجاسر عن الشكر لدولة الكويت على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال الى جانب ادارة البحرين الناجحة للدورة السابقة والتي كان لها الأثر الكبير في اتخاذ خطوات تنفيذية على أرض الواقع.
وذكر أن الاجتماع يعد استمرارا للتعاون المشترك بين دول المجلس لتحقيق مبدأ التنمية المستدامة في المجال البيئي لاسيما أن هذا التوجه العالمي يلقى ويحظى بتوجيهات كريمة ودعم كبير من قادة دول المجلس بما يرقى بشعوب دول المجلس والنظام البيئي عموما إلى مستويات مطمئنة على الوضع البيئي مستقبلا.