جمعية الإصلاح الإجتماعي : القول أن الخمر من تراثنا وعاداتنا قول شاذ لم يألفه أهل الكويت
أصدرت جمعية الاصلاح الاجتماعي بياناً اليوم حول تصريحات بدرت من قبل أحد نواب مجلس الامة استنكرت فيه الدعوة إلى إباحة الخمر في الكويت وانها من العادات حسب ادعاء هذا النائب وهذا نص البيان:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم وسلك سبيلهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد :
فقد صدق الله العظيم القائل : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون (هود 116 ، 117(
عاشت الكويت – بفضل الله –في ظلال القيم والمبادئ المستمدة من شريعتنا الإسلامية الغراء، وعليها تربت الأجيال تلو الأجيال، الذين عرفوا بمحافظتهم على دينهم، وتمسكهم بتعاليمه، وغيرتهم على ما يمس شريعتهم التي ارتضاها الله للبشرية، وهذا ما جبل عليه الآباء والأجداد الذين عرف عنهم حبهم للخير، وغيرتهم على دينهم ومحارمهم، وتمسكهم بتعاليم الشريعة السمحة، وإنكارهم للمنكر بالحكمة والموعظة الحسنة،وقد كان ولا زال ولاة الأمر من أسرة الصباح الكريمة عبر التاريخ حماة لتقاليد الكويتيين المتمسكة بالقيم الاسلامية , وقد توج ذلك تاريخيا بدءا بتحريم وتجريم الخمر سواء قبل الدستور بقانون الجزاء 16 و 45/ 1960 او بعد البدء بالحياة البرلمانية بعد الدستور بقانون 206 وما تلاه من تجريم الخمر في أول مجلس أمة 1964 ولا زال ولاة الأمر على ذلك العهد داعمين لكل ما يعزز الهوية الاسلامية فى المجتمع الكويتي وما تأسيس اللجنة الاستشارية لاستكمال تطبيق الشريعه ودعم العمل الخيري ومؤخرا تتويج سمو الأمير لقب قائد العمل الانساني الا علامة فارقة على ثبات الكويت على ركائزها المستمدة من الشريعة الاسلامية الغراء, وما عدا ذلك من دعوة أحدهم بالقول أن : ” الخمر من تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا لماذا نمنعه … ؟” فهو قول شاذ و طارئ لم يألفه أهل الكويت الذين مات أجدادهم على ترابها الطاهر.
ولقد جاءت النصوص الدالة على تحريم الخمرتحريما قطعيا وهو من المعلوم بالدين بالضرورة، ومنها قول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ, إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (المائدة:90-92)،
وما ورد في السنة في تحريم الخمر ما رواه مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام ” ، وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أتاني جبريل فقال: ” يا محمد، إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها “.
وقد حذر علماء الأمة من استحلال الحرام، حيث ورد النهي عن ذلك في الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ … (المائدة 2).
إن جمعية الإصلاح الاجتماعي إذ تسعي لتعزيز وحدة الأمة وعدم تفريق كلمتها، فهى تنكر أي دعوات تهدف إلى تفريق المسلمين والإيقاع بينهم ,وتؤكد استنكارها الدعوة لاحلال ما حرم الله ، فإنها تطالب جميع الجهات المعنية في مؤسسات الدولة سواء الحكومة أو مجلس الأمة وكل غيور على دينه من موقع مسؤوليته باتخاذ ما يلزم من مواقف حازمة بالعمل بجميع الوسائل المشروعة لردع كل من تسول له نفسه التلاعب بثوابت الدين الإسلامي والعقيدة الصحيحة، ليكون عبرة لكل مستهتر بشعائر الإسلام ومشاعر المسلمين، وقد حذرنا الله تحذيرا شديدا من انتهاك حدوده بقوله : تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (البقرة 229).
نسال الله أن يلطف بنا وبجميع المواطنين والمقيمين، وأن يحفظ الكويت وأهلها من كل شر وسوء , وأن يعين سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح على استكمال مسيرة الأجداد بتعزيز قيم وتقاليد الكويتيين الأصيلة المستمدة من شريعتنا الاسلامية الغراء .