مقالات

ارحموا من في الأرض

أيها المسؤول، ماذا يفعل أخوك اذا كان مكرها لا بطل، مجبورا لا همام. ماذا يفعل أخوك اذا بذل من الجهد أقصاه ولكن الرياح جاءت بعكس ما تشتهي السفن. ماذا يفعل أخوك اذا استخدم كل ما لديه من طاقة، وجرى جري الوحوش، ولكنه عجز عن الوصول الى ما يريد، وفشل في تحقيق ما يطمح اليه من أهداف. اذا وجدت أخاك مربطّا مقيّد اليدين، هل تقدّر ظروفه وتعينه وتعاونه الى ان يفرجها الله عليه، أم تتعسّف معه، وتزيد الأمور صعوبة عليه، فتجعله يكره العيشة هو واللي خلّفوه.

يقول المثل أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، وحين لا يكون بيد الانسان ان يفعل شيئا، لا تأنٍ أنت كمسؤول وتستخدم سلطتك لتزيد ألمه ألما، وتزيد جراحه تقيّحا، وكأن ما فيه لا يكفيه، وكأنه ناقصك، والقصة كالتالي. موظف شاب يعمل في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أراد ان يحقق طموحه بنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في المجال الذي يحبه، فقدم على بعثة، واستطاع ان يحصل عليها. تعب وثابر واستطاع ان يحصل على درجة الماجستير في احدى الجامعات الغربية، ويشاء الله ان يقف الأمر عند ذلك الحد، فلطبيعة تخصصه لم يجد جامعة واحدة مهتمة أو معنيّة بالتخصص الذي يدرسه، بالتالي فشل في الحصول على قبول من أي منها لاكمال درجة الدكتوراه.

راسل الكثير من الجامعات، ولم يحصل على مراده، وبدلا من ان تساعده الكلية بالبحث عن جامعات قد يكون لديها ذلك التخصص، تعاقبه بالفصل من الوظيفة ظلما وعدوانا، ولا يعود لوظيفته الا بعد تدخلات وواسطات ومراجعات كثيرة متعبة، مجهدة ومهينة.

لم تمض أشهر على عودته للوظيفة الا وقد صدر قرار آخر بخصم مبلغ 23 ألف دينار من راتبه، تكاليف دراسته الجامعية. لم يشفع له ان كان مواظبا وملتزما في الدراسة، ولم يشفع له أنه نجح وحصل على درجة الماجستير في تخصصه، وكأن الكلية تنتقم من عدم اكماله رسالة الدكتوراه على الرغم من ان الأمر خارج عن ارادته، ولو كان قد حصل على قبول في جامعة تهتم بذلك التخصص لما تردد الشاب لحظة في الالتحاق بها.

هذا التعسف مع ذلك الشاب بلغ من العجب مداه، وفي حين ان ديننا مليء بالمواعظ مثل ان الله في عون المرء ما دام المرء في عون أخيه، ومن فرّج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، الا ان بعض المسؤولين الكويتيين هداهم الله يعتبرونها فرصة تهيأت لهم لابراز الأنياب والفتك بالضحية ان وقعت بين أيديهم قضية لو تمعنوا فيها، وأولوها الاهتمام الكافي، وشغلوا ادارتهم القانونية بما يرضي الله لحلت المشكلة بأقل قدر من الأضرار. قضية ذلك الشاب نضعها بين يدي معالي وزير التربية، ومدير الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب داعين الله لهم القدرة على رفع الظلم عنه وانصافه.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.