صيادون وفرائس
هي لعبة يتم الاعداد لها جيدا، ولا يتطلب الأمر بعد ذلك غير اتقان الدور، لكي تقع في الفخ واحدة ساذجة غريرة (مو مفتحة باللبن)، وفي بلد قوانينه تسهل على النصّابين المضي في خططهم، فلا عجب ان يحقّق بعضهم أهدافه وطموحاته. الفتيات الكويتيات كما الشباب الكويتي صيدة ثمينة، وقوعها في الفخ غالبا ما يكون ذا فائدة ان لم تكن آنيّة، فمستقبليّة، وهي وسيلة من وسائل أكل العيش، وكسب الرزق، فما الذي يساعد هؤلاء على جرائمهم؟ إحدى مشاكلنا في الكويت هي فتح مدة الاقامة الى ما لا نهاية، وعيزنا نقول بلاها تلك الطريقة في ترك الوافد يقيم في البلد حسب رغبته، بدون مدة محددة، فيتوالد، وتتزايد أعداده، وها هي النتائج نراها بأم أعيننا كل يوم، استجلاب لمن تبقى من الأسرة من أب وأم واخوة وأقارب، واكثار من ولادة الأطفال بسبب العناية والرعاية الطبية المتوافرة لهم بفضل الكرم الكويتي، ووظائف تنتقل من الأب الى الابن الى ابن الابن، وثقافة تقليدية وضعت الدين وتعاليمه على الرف، وطفقت تمارس كل طرق كسب المال غير الشرعية من رشى، الى غش، الى سرقات، الى خيانة أمانة، ناهيك عن الضغوطات على البنى التحتية من مياه وكهرباء وشوارع ومجاري، ومصيبة جديدة لم نعتد عليها وهي النصب على بنات الكويت، والكذب عليهن ما يؤدي الى خسارتهن الكثير. الاقامة الممتدة في الكويت بلا ضوابط نتيجتها أشخاص يتحدثون اللهجة الكويتية كأحد أهلها نتيجة ولادتهم في الكويت، وتعلّمهم في مدارسها، واختلاطهم بأبنائها، وعملهم في مصالحها، وأحيانا يخرج من بين هؤلاء من يصدق نفسه، فيعيش الدور كاملا، ويبدأ في استغلال تلك المعطيات من أجل اصطياد فتاة كويتية يلعب عليها دور العاشق المتيم، ويعيش معها قصة حب يتبعها زواج، قليلا ما يكون ذا نهاية سعيدة، فالزوج غالبا ما يحلم بسكن لأسرته من الدولة، ويحلم بجنسية لأبنائه تحمل ما تحمل من مزايا تخدمه في النهاية، وربما حلم بجنسية له على أساس أنه من مواليد الكويت وممن قضى عمره كله فيها، ومع عدم تحقق تلك الأشياء قد تظهر مشاكل في الأسرة لا تحمد عقباها. واذا كان الزواج هنا أمرا مقبولا، على اعتبار أنه حلال فهناك ما هو مرفوض تماما، وهو ذلك الانتحال للصفة الكويتية من قبل فئة نصابة وجدته فرصة للكسب السريع. هؤلاء النصابون يستخدمون بطاقات مدنية مزورة، ويدّعون أنهم يعملون في وظائف لامعة، أو أنهم أبناء أسر معروفة، ليخدعوا البنات ويغشّوهن، يساعدهم في ذلك اتقان الكشخة والسكبة بالدشداشة والغترة والعقال، ومع سهولة استئجار أو استعارة السيارات الفارهة التي تعمي البصر والبصيرة، تكتمل الحبكة، وتقع الفريسة في المصيدة بسهولة تامة، خاصة ان بعض بناتنا مغرمات بالمظهر دون المخبر، ومهتمات بالشكليات أكثر من اهتمامهن بالأساسيات، وتأتي الطامة بعد حصول الشاب على مراده من صور وتسجيلات حيث يبدأ التهديد لابتزاز الأموال والمصالح من البنات، وما أكثر القضايا من تلك النوعية التي انخرط فيها المواطن والوافد معا. من هنا نكرر المطالبة بتحديد فترة اقامة الوافد في الكويت بحيث لا تتعدى السنوات الخمس، يعمل فيها ويكسب رزقه ويغادر الى بلده بحفظ الله، ليأتي غيره ويستفيد، فنحافظ على البلد وأهله، ونفيد وافدا آخر قد يكون بأشد الحاجة للعمل في بلدنا، ونقف دون ان تتحول الكويت الى حارة كل من ايدو الو.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw