ما نملكه خطط طوارئ وليست تنميه
نائل نعمان
نتناول في هذا المقال معنى التنميه الحقيقي وكيفية قياسها وذلك لاهميتها في تطور المجتمع ومنافسته. وتعرف التنمية بانها ” مجموع السياسات التي تتخذها الحكومه والتي تؤدي الى زيادة معدلات النمو الاقتصادي والمحافظة على ضمان هذا النمو لتحقيق حاجيات المجتمع وتحقيق اكبر قدر من العداله الاجتماعيه كما يوضح مفهوم التنمية التغييرات التي تحدث في المجتمع بابعاده السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والفكريه من اجل توفير حياة كريمه للمجتمع ، وكما ان التنميه هي نظرة للمستقبل كرؤيه هي ايضا واقع بحساب معدلات النمو السكاني وتقدير عدد السكان في نهاية الخطة والتي من الواجب ان تستوعب اكبر من ذلك الرقم لمدة 5 سنوات على الاقل حيث تحل الخطة الخمسية اللاحقه . وهنا يكمن الفارق بين النمو والتنميه ، فالنمو هو مقدار كمي بينما التنميه هي سياسات واستراتيجيات ومتابعه لضمان استمرار هذا النمو .
الخطوات الواجب اتخاذها
رؤية وهي عبارة عن عرض لطموحاتها وتطلعاتها المستقبليه ويجب ان تكون هذه الرؤيه فيها من الابداع والتحدي ما يدفع القائمين على الخطوة الثانيه على الحماس.
وضع الخطه الاستراتيجية وفيها يتم تقدير الميزانية المطلويه والمتاح من العناصر والامكانيات البشريه والمده المقترحه لذلك
تضع الخطة التشعيليه او التنفيذيه من قبل الجهات المختصه والتي ستنفذ الاستراتيجبه على الرض الواقع
تقوم الحكومه بوضع اليات للمتابعه وتسمى مؤشرات التقدم والمتابعه وهي عباره عن مقارنة الواقع بالخطة التشغيليه اذا كانت مطابقه او متراجعه عن الخطه
في حالة تراجع الخطة التشغيليه عن مواعيدها يقوم جهاز متابعة الاداء باجتماعات عاجله لبحث المعضلات والطرق البديله لمعالجة الموقف
ولتوضيح ما سبق على أرض الواقع، يجب ان نبدأ بالرؤية وهي جعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا، يبدأ التخطيط الاستراتيجي بمراجعة القوانين القائمه وسبل تطويرها للسماح بالاستثمار الاجنبي ، بنيه تحتيه تشمل شوارع وجسور كبيره لاستيعاب الزياده، موانىء ومطارات جديده تستوعب حجم النمو السكاني بالاضافه الى العماله القادمه وغيرها ولو ركزنا على المطار مثلا فالمخطط يحسب طاقته الاستيعابيه ب 7 ملايين مسافر خلال عام واحد ولكنه بحاجة الى مطار يستوعب 13 مليون مسافر خلال 4 سنوات تنقل هذه المعلومات الى وزارة الاشغال للبدء في طرح المناقصه للتصميم والتنفيذ ووضع خطة تشغيليه لمدة زمنيه يمكنها من متابعة التقدم.
مشكلة حكومتنا هي في الخطوة الاولى وهي الرؤيه، فالرؤى دائما قاصرة ومتأخرة ودون الطموح، والدليل على ذلك كل المشاريع الحاليه والتي ستأتي قريبا ما ان تنتهي ستباشر عملها بكامل استيعابها وطاقتها، كمثال المطار الجديد ما ان ينتهي سيعمل بكامل طاقته وهو 13 مليون راكب سنويا وهو المقدر عام 2020، ولن يمضي عام 2021 حيث نعود الى الازدحام مرة اخرى ،مثال آخر شوارع الكويت حاليا طاقتها الاستيعابيه 950 الف سياره بينما المسجل لدى المرور حاليا 2 مليون سياره ، فما ان تنتهي المشاريع الحاليه ستعمل بكامل طاقتها ولن تجنبنا الازدحامات المستقبليه.
خلاصة الحديث ان ما تطلق عليه الحكومه خطط التنميه ما هي الا خطط طوارئ ليس الا ، ولا تتمتع بمقومات التنميه فالرؤية والخطط الاستراتيجيه والتشغيليه تنتظر اهمال الحكومه وتدخل اهل النفوذ للاستفادة لكي تبدأ !!!!!