مقالات

سفير فوق العادة

من أقدم السفراء الذين يملكون من القوة والمنعة سفيرنا في بريطانيا خالد عبدالعزيز الدويسان، الاقامة الطويلة للسفير الدويسان في العاصمة البريطانية لندن لم تنعكس علينا ككويتيين بفائدة كبيرة نحلم بها ونتمناها، أقلها اقناع الحكومة البريطانية باعادة الرسوم التي تقبضها السفارة عندنا بلا مبرر في حال رفض اعطاء الفيزا لمواطن كويتي يرغب بالسفر الى بريطانيا، ولكن عتبنا على السفير هنا ليس في ذلك انما في موضوعين آخرين مختلفين. أولا فيما يخص الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير هناك شكوى ان الطلاب الكويتيين الدارسين هناك لا يجدون من السفارة العون والمساعدة التي يمكن ان تعينهم في ابراز احتفالاتهم بأعياد الكويت الوطنية، وما يقومون فيه لا يعدو ان يكون جهودا ذاتية بسيطة منهم لا تبرز قيمة المناسبة الوطنية الكبيرة مهما فعلوا، على عكس احتفالات الأشقاء الخليجيين الذين تتعاون سفاراتهم معهم بكل ما تملك فتساندهم وتمدهم بالوسائل، وتدعمهم بالامكانيات من أجل ابراز المناسبات الوطنية بأبهى شكل، وأجمل حلّة، الأمر الذي غالبا ما يثير اعجاب الزائرين وتقديرهم. نأتي للناحية الأخرى، تشكو احدى المرافقات لزوجها الدارس في لندن عن معاناتها فيما يخص دراسة أبنائها في مدارس انجليزية، فحسب كلامها بدأت ابنتها الصغيرة تميل للتعاليم الدينية المسيحية وتقتنع بها، وهو أمر يهدد انتماءها ودينها، وقد حاولت علاجه بضم ابنتها لمدرسة سعودية تعطي دروسا يومين في الأسبوع لابقائها مرتبطة بالثقافة العربية الاسلامية ولكن الطلب رفض، وهو رفض لم تتوقعه على أساس ان الأمر مفتوح لمواطني دول مجلس التعاون لخدمة جميع أبناء دول المجلس، فتفاجأ بأن المدرسة مخصصة للسعوديين فقط، الأمر الذي يطرح تساؤلا مهما، اذا كانت المملكة حريصة على أبنائها وانتمائهم، فقامت بفتح مدارس تعلمهم فيها أمور دينهم وثقافتهم العربية، فماذا فعلت الكويت والسفير الدويسان لأبناء الكويتيين المبتعثين للدراسة هناك، ولماذا لم تحذُ حذو المملكة. لماذا لم يعمل السفير على فتح مدرسة صغيرة أو فصول ملحقة بمدارس معينة لعلاج تلك الناحية المهمة بعد التشاور مع الخارجية والحكومة الكويتية في ذلك الشأن باعتبار ان السفير لا يتصرف من كيفه. لماذا لم يتقدم بتلك النصيحة لحكومته لصالح أبناء وطنه، ولماذا لم يستفد من التجربة السعودية، ولماذا لم يستغل العلاقات الكويتية البريطانية المتميزة، ولماذا لم يستغل الجو الديموقراطي المنفتح هناك لتحقيق تلك الغاية، وغيرها من غايات وأهداف تصب في صالح الكويت وأهلها. تلك تساؤلات طلبة كويتيين يدرسون في بريطانيا نوجهها لسعادة السفير المحترم، آملين منه الرد، وسنكون بالانتظار.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.