مقالات

صديقك من كذّبك!

سامي النصف
رغم اننا أكثر أمم الأرض استشهادا بمقولة «صديقك من صدقك لا من صدّقك» أي ان صديقك الحقيقي هو من يصدقك القول لا من يجاملك بالادعاء بأنه صدّق أكاذيبك، إلا ان أغلب تنظيماتنا السياسية ومنها التنظيم الدولي للإخوان يسوق لمبدأ «صديقك هو من يصدق أكاذيبك» ولا ينتقدها بل يظل يكررها أمامك حتى تصدقها أنت وتؤمن بها وتروجها كحقيقة لا يأتيها الباطل من أمامها أو خلفها! ويا لها من شطارة تؤدي الى الخسارة الأكيدة!

***

ومن ذلك تصديق ما يقال عن عداء التنظيم السري الخاص بالأمس للانجليز والتنظيم السري الدولي اليوم للغرب، وإنكار مسؤوليته عن عمليات الإرهاب التي اجتاحت مصر في الأربعينيات والتي نتج عنها قتل رئيسي وزراء هما أحمد ماهر باشا ومحمود النقراشي باشا ومحاولة قتل رئيس وزراء ثالث هو ابراهيم عبدالهادي باشا، إضافة الى اغتيال حكمدار (رئيس) شرطة القاهرة والقاضي المستشار أحمد الخازندار أمام زوجته وطفليه، ومحاولة نسف محكمة الاستئناف، ولاحقا محاولة اغتيال عبدالناصر وإنكار ما هو معروف بالضرورة حول من يقف خلف العمليات الإرهابية في مصر وليبيا وغيرهما هذه الأيام.

***

والحقيقة ان جميع الادعاءات التي استمرت لعقود بعدم وقوف التنظيم الخاص (الذي استبدل هذه الأيام بالتنظيم الدولي الذي لا يغتال الأفراد كحال الخاص بل الأمم والشعوب) خلف تلك الأعمال الإرهابية، قد تساقطت أمام الكتب التي أصدرتها قيادات ذلك التنظيم في الثمانينيات وما بعدها والتي أقرت بالمشاركة في تلك العمليات، إضافة الى محاضر التحقيقات والمحاكمات العلنية التي كانت تنشر بالصحف أولا بأول والتي تمت إعادة نشر مضابطها في كتب صدرت خلال السنوات القليلة الماضية.

***

وتتكرر للأسف الشديد عملية الكذب ثم تصديقه والثناء على من يروج له كالادعاء بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يصل للرئاسة بانتخابات حرة شهد على نزاهتها المجتمع الدولي، بل وصل للحكم عبر انقلاب عسكري ليلي تمت إذاعة بيانه الأول كحال جميع الانقلابات صباح اليوم التالي (!) وتتواصل الكذبة للقول بأن دول العالم أجمع لا تعترف بنظام السيسي، وان مطلب إعادة مرسي للكرسي قضية سهلة وممكنة وتحدث كل يوم في العالم، كما ان أوضاع التنظيم ممتازة ومرضية فيما يخص ما حدث في مصر وليبيا وسورية واليمن والإمارات وتونس والسعودية وقبلها الجزائر، فكله.. تمام يا افندم!

***

آخر محطة: (1) لمن صدق ويروج لأكذوبة الرفض المبدئي للانقلابات العسكرية كما تتم تسمية الوضع الحالي في مصر، هل نذكر بأن الاخواني سيد قطب هو اول من سمى انقلاب 23 يوليو 1952 بالثورة، وان الاخواني حسن الترابي هو من خطط ودعم انقلاب المشير عمر البشير في السودان.. حتى انقلب عليه!

(2) ومن الروايات التي تتكرر وتصدق ان سيد قطب التحق بالاخوان بعد ان شهد إبان وجوده في أميركا الفرحة العارمة للشعب الأميركي بمقتل حسن البنا ومعروف ان اغلب الشعب الأميركي لا يعرف حتى اسماء بعض رؤسائه حتى سمى جيمي كارتر بـ «جيمي من؟!» حتى يعرف ذلك الشعب المهتم فقط بعمله وهواياته وإجازته بما حدث لرئيس تنظيم صغير في بلد صغير يبعد عنه آلاف الأميال و… يا راجل!

samialnesf1@hotmail.com

salnesf@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.