مقالات

ليش إحنا صح وهم غلط؟

عندما يقتل من يتحدث باسم الاسلام ويقطع الرؤوس ويحرق ويسبي ويثير الذعر في الشوارع، وتتخذ الحكومات الغربية اجراءات ضدهم كالطرد، نفسر نحن المسلمين أن تلك اجراءات عنصرية لا تمت للانسانية بصلة، ونبدأ بمهاجمتهم ولعنهم ونعتهم بأقسى الصفات.

وعندما نرفض، نحن في الكويت، ان يتم تجنيس المسيحيين، الذين يستحقون التجنيس لوجودهم على ارضنا عمراً طويلاً، وقدموا خدمات جليلة، واضافوا باسمائهم إشعاعا حضاريا يتحدث عنه الآخرون، لثقافتهم وخبراتهم ودورهم البارز في المجتمع، نقول هذا حقنا ويجب الا يتدخل فيه الآخرون.

ازدواجية المعايير هذه، والحق الذي نفصله كما نريد، لايعبّران الا عن شيء واحد الاضطراب والخلل في التفريق بين من يضيف ومن يهدم، ومن يؤثر ايجابا ومن يؤثر سلبا.

ما قام به النائب الفاضل نبيل الفضل في تقديمه طعناً على ما اضافه نواب سابقون عام 1981 لقانون الجنسية، وهو ما يعتبر مخالفا للدستور، ومواده 7_9_35، هو رد اعتبار لكل مواطن شريف محب لهذه الارض، بغض النظر عن جنسيته الاصلية ودينه، طالما كان مواطنا شريفا استوفى كل شروط قانون الجنسية الاصلي قبل تشويهه، ومنهم المسيحيون، وهذا ينطبق بالتأكيد على اخواننا البدون، الذين يجب التفريق بين حالة واخرى، وفق معايير كثيرة، ومن بينها مستوى التعليم والخبرات، اضافة الى سنوات حياته على ارض الكويت.

سؤال واضح ومباشر: هل من تم تجنيسهم مؤخرا، لانهم ربما وجدوا ظهراً نقلهم من جنسيتهم الاصلية المبينة او غير المبينة الى الجنسية الكويتية، رغم انهم لم يعيشوا على هذا الارض سوى سنوات قليلة، وبعضهم غير متعلم، ولا يعمل عملا يضيف للمجتمع، ولم يقدم انجازا يضاف الى سجل الكويت العلمي او الصحي او اي مجال آخر، كما هو متوافر عند آخرين بحجة الدين، يعتبر تجنيسهم اضافة للكويت ام ماذا؟

الدول المتحضرة تنظر للمتجنس بجنسيتها من منطلق ما يقدمه وما يضيفه لها من علم وثقافة وحضارة، لا ان يأتي عالة عليها لمجرد انه يدين بديانة تلك الدول، والا لما وجدنا العالم أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب، المحسوبين على الدول التي تجنسا بجنسيتها، وهما من اصول مصرية، لانهما باتا محسوبين على هذه الدول اكثر من كونهما مصريان ويحملان جنسية اخرى.

يجب ان تتغير معاير التجنيس لما يفيد هذا البلد، ويعطى كل ذي حق حقه، فلا يكفي ان يعيش في الكويت 20 او 30 او 50 سنة. الاهم من ذلك سجله المشرف ودوره في المجتمع.

لابد ان ندعم كلنا ما شوّه من قوانيننا في فترة سيطر فيها فكر حرص على تغييرها بشكل ينسجم مع طروحاته ومعتقداته وتوجهاته فقط، فأخرج لنا قوانين مشوهة مبتورة لم تحقق للمجتمع اي ايجابية، بل العكس.

اقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.