مقالات

يأجوج ومأجوج هذا الزمان(الجزء الثالث) تابع تفسير الآيات

عدنان بحروه
وقال صاحب التفسير الكاشف في موضع السدين أنها بلاد تقع شرقي البحر الأسود يسكنها الصقالية –كما قيل- في تعبيره.[تفسير الكاشف، ج ١٩، ص ١٥٩ ]
ثم أنه عليه السلام التقى وراء الجبلين قوما يعيشون البساطة، ولا يملكون العنق الفكري، ولا يستطيعون إتخاذ التدابير والسبل المناسبة للدفاع عن أنفسهم، ولذا عبّر القرآن الكريم عنهم بأنهم: ((لا يَكادونَ يَفقَهونَ قَولًا )) ، واختلف حول عدم تفققهم للقول على أقوال :-
الأول: أنهم قاصرون عن الفهم والإدراك بالحد المطلوب.[من وحي القرآن، ج ٩ ، ص ٣١٦
قال في الأمثل: البعض احتمل ان الآية السابقة لا تعني أنهم لم يكونوا سعرفون اللغات، بل كانوا لا يفهمون محتوى الكلام، أي كانوا متخلفين فكريا. [ الأمثل، ج٩، ص٣١٦ ]
الثاني: أنهم كان لديهم وعي عادي بحسب ما تقتضيه ظروفهم البيئية البدائية، ومما يويد هذا القول أن فكرهم العادي المنطلق من واقع بيئتهم وجغرافيتهم جرّهم إلى اعتماد مقولة بناء السد.
الثالث: أنهم لا يتكلمون كلاما كاملا ، وبتعبير آخر إنهم يتكلمون بعبارات ناقصة لقلة فهمهم في التعبير عما يريدونه والإشاره عليه، ولذا هم تحدثوا مع ذي القرنين بعبارات ناقصة لا يمكن الإعتداد بها.
الرابع: لديهم لغتهم الخاصة بهم، ولدي ذي القرنين لغته الخاصة به، فوجب هنا وجود مترجم لهم، ولذا قال في الجديد في تفسير القرآن المجيد[ ج٤، ص٣٦٣ ] لم يفهموا قوله ولا عرف لغتهم لغرابتها، وقال في مجمع البيان(( أي خصوا بلغة كادوا لا يعرفون غيرها. قال ابن عباس : كادوا لا يفقهون كلام أحد، ولا يفهم الناس كلامهم.[ ص٣٨٧].
الخامس: وهو قول ضعيف وهو يعتمد على عبارة(لا يكادون) حيث أنهم بمقتضى هذا اللفظ كانوا يفهمون بعض الأشياء بصعوبة دون البعض الآخر، وهذا ما أورده الطبرسي في مجمع البيان حيث قال: (( وإنما قال لا يكادون)) لأنهم فهموا بعض الأشياء عنهم، وإن كان بعد شدّة.
مجمل الحديث هنا أنّ ذا القرنين عرف ما يريدون منه وإن اختلف كيف فهم فهي منقسمة على عدّة أقوال:
الأول: أنه عليه السلام فهم كلامهم بإعجاز من الله تعالى كما في قصة سليمان عليه السلام عندما علّمه الباري منطق الطير ومن هنا نستفيد من إعتبارين:-
الإعتبار الأول: أنّهم كلموه مباشرة ودون وسيط بدليل قوله تعالى: ((قالوا يا ذَا القَرنَينِ )) .

الإعتبار الثاني: أن عموم قوله تعالى : ((وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا ﴿٨٤
يشمل تعليم اللغات ومعرفتها على إختلافها وكثرتها. قال الطبرسي في مجمع البيان (( ويجوز أن يكون الله تعالى فهّم ذا القرنين لسانهم كما فهّم سليمان عليه السلام منطق الطير .
ومن هنا نستنتج أن الأصح كونه عليه السلام كلمهم رأسا ومن دون وسيط[ الجديد في تفسير القرآن المجيد، ص٣٦٤]
الثاني: أنه عليه السلام كلمهم بواسطة مترجم.
الثالث: أنه عليه السلام فهم مرادهم عن طريق الإشارة، قال صاحب التفسير الكاشف[ ج١٦، ص١٥٩ ] ولكنه فهم فهم مطالبهم بالإشارة أو بواسطة مترجم.
١١-﴾ قالوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا ﴿٩٤﴾
تكلمنا سابقا عن موضع وموطن يأجوج و مأجوج وهنا لا بزس أن نأخذ بقول الجديد في تفسير القرآن المجيد(والظاهر أنهم الصينيون وما ورائهم في متقطع بلاد الترك في أقصى الشرق [ج٤، ص٣٦٣ ] ) ومن هذا المنطلق ورغم الإختلافات في طريقة كلامهم معهم ، فهم ناقشوه على ثلاثة أمور :
الأمر الأول: وجود ظاهرة إفسادية عامة إسمها (( يأجوج ومأجوج )) .
الأمر الثاني: أنهم عرضوا على ذي القرنين عليه السلام المال لقاء ما سوف يفعله، بدليل قوله تعالى : ((فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا )) .
الأمر الثالث: عرضوا عليه السلام مطلبهم النهائى القائم على بناء السد يحول بينهم وبين يأجوج ومأجوج، قال تعالى: ((تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا )).
ورد في الأخبار أنهم قالوا لذي القرنين عليه السلام: فقد بلغنا ما آتاك الله من الملك والسلطان وما أيدك به من الجنود ومن النور و الظلمة،وإنّا جيران يأجوج ومأجوج وليس بيننا وبينهم سوى هذه الجبال وليس لهم إلينا طريق إلاّ من هذين الجبلين لو مالوا علينا أجلّونا من بلادنا ويأكلون ويفترسون الدواب والوحوش كما يفترسها السباع ويأكلون حشرات الأرض كلها من الحيّات والعقارب وكل ذي روح ولا نشك أنهم يملأوون الأرض ويجلون أهلها منها، ونحن نخشى كل حين أن يطلع علينا أوايلهم من هذين الجبلين، وقد أتاك الحيلة والقوة…[ قصص الأنبياء، ص١٨٣]

-﴾ قالَ ما مَكَّنّي فيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعينوني بِقُوَّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَبَينَهُم رَدمًا ﴿٩٥﴾
ولمّا سمع منهم ما قالوه له عليه السلام، فأتاهم الجواب علي ثلاث نقاط:
النقطة الأولى: ردّ عرضهم بإعطاء المال، لأن الله أعطاه الحكمة والقوة والكثير من النعم التي تغنيه عن مال الدنيا.
النقطة الثانية: لم يطلب منهم مساعدتهم في بناء السد ولكن طلب منهم سبل المساعدة من رمكانيات تؤدي بالنهاية إلي تنفيذ غرضهم، وقيل في معنى القوة في الآية الشريف التي طلبها عليهم السلام منهم: الرجال، قوة الأبدان،العمل، الآلات المطلوبة.
النقطة الثالثة: الهدف من هذه المساعدة هو بناء السد، وإختلف في معنى الردم على أقوال:
أ-السد والحاجز.
ب- السد المتراكب بعضه على بعض.
قال ابن عباس: الردم أشد الحجاب.[مجمع البان،ص٣٨٨]
وقال في الأمثل : ((كلمة ردم)) على وزن ((طرد)) وهي في الأصل تعني ملء الشق بالأحجار، إلّا أنها فيما بعد أخذت معنى واسعا بحيث يشمل كل سد، بل وشمل حتى ترقيع الملابس.
يعتقد بعض المفسرين أن كلمة ((ردم)) تقال للسد القوي، ووفقا لهذا التفسير((فإن ذي القرنين قد وعدهم بأكثر مما كانوا ينتظرونه)).
١٣-﴾ آتوني زُبَرَ الحَديدِ حَتّى إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتوني أُفرِغ عَلَيهِ قِطرًا ﴿٩٦﴾
تم بناء السور على ثلاثة خطوات:
الخطوة الأولى: طلب منهم أن يأتوه بقطع الحديد، فجعلها بين الجبلين حتى صارت قطع الحديد متوازية معهما.
الخطوة الثانية: أمرهم بأن تنفخ النار في الحديد، فلما اشتعلت النار بالحديد، صار الحديد جمرا وقطعة واحدة، أو صار الحديد كالنار في مظهره من شدة اللهب.
الخطوة الثالثة: طلب منهم أن يعطوه نحاسا مذوبا فصبه على السد بين الجبلين حتى ينسد الثقب الذي فيه،ويهذا أصبح السد جدارا صلبا تاما حجارته من الحديد، وطينه من نحاس مذوب.
ورد في قصص الأنبياء[ص١٨٣] أنه عليه السلام أمر بقطع الحديد والنحاس بالألماس، ومما جاء فيه : أنه دلهم على معدن الحديد والنحاس فضرب لهم في جبلين حتى فتقهما واستخرج منهما معدنين من الحديد والنحاس، قالوا: بأي قوة نقطع هذا؟؟

فاستخرج لهم من تحت الأرض معدنا آخر يقال له السامور(أي الألماس) وهو أشد بياضا وليس شييءٌ منه يوضع على شيء إلاّ ذاب تحته،قصنع لهم منه أداة يعملون بها.
ونستفيد من عملية بناء السد أنه عليه السلام استطاع أن يخترع معادلة كيميائية معقدة،فكان من المؤسسين لعلم الكيمياء.
١٤-﴾ فَمَا اسطاعوا أَن يَظهَروهُ وَمَا استَطاعوا لَهُ نَقبًا ﴿٩٧﴾
هذه الآية تخاطب يأجوج ومأجوج قائلة: أنهم لمس يستطيعوا أن يخرجوا من السد من جميع الإتجاهات، وجاء في الحديث[قصص مجمع البيان،ص٣٨٩ ] إنهم يدأبون في حفره نهارهم، حتى إذا أمسوا وكادوا يبصرون شعاع الشمس، قالوا نرجع غدا ونفتحه، ولا يستشنون فيعودون غدا، وقد استوى كما كان.
١٥-﴾ قالَ هـذا رَحمَةٌ مِن رَبّي فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا ﴿٩٨﴾
بعد أن تم عليه السلام بناء السد وحبس يأجوج ومأجوج داخله، بين عليه السلام ثلاث حقائق تتعلق ببناء السد:
الحقيقة الأولى: أن بناءه رحمة إلهية، ومن مظاهر هذه الرحمة:-
أ-التوفيق الذي حظي به ذي القرنين عليه السلام في عملية بناء السد.
ب- توفير الزدوات اللازمة لبناء السد.
ج- إن بناء السد بهذا الحجم وبهذه القوة لم يتوقعها هؤلاء القوم.
د- كانت وظيفة هذا السد وقف فساء يأجوج ومأجوج،وقد كان الملك ذي القرنين عليه السلام دورا عاطفيا مهما بأنه لم يطلب مقابل عمله، ولذلك ورد أن ملوك الأرض الصالحين في الدنيا أربعة: ذو القرنين ، داوود، سليمان ويوسف [ قصص الأنبياء،ص١٧٨ ] ، يقول الشيخ محمد جواد مغنية في هذا المجال (( وبناء هذا السد أصدق مثال على أنه قد كان في تاريخ الإنسانية تعاون وتعاطف بين الدول الغنية الكبرى والدول الضعيفة، بين الشعب الذي يملك أسباب التطور، والشعب الذي لا يملكها.
الحقيقة الثانية: مجيء وعد الله تعالى، واختلف المراد من قوله ((وعد ربي)) على أقوال منها:
أ-المراد هو يوم القيامة (( أشراط الساعة)) .
ب- موعد خروج يأجوج ومأجوج مطلقا.
ج- بعد قيام دولة المهدي عليه السلام، وقيل بعد قتل الدجال.

بالمجمل أن الوعد الإلهي سيتحقق باندكاك السد وتسويته بالأرض.
الحقيقة الثالثة: إن وعد الله عزّ وجل لن يخلف، فهو متحقق حتما.
١٦-﴾ وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا ﴿٩٩﴾
القول الأول: ((وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ )) قيل فيها :
أ-أن يأجوج ومأجوج يموج بعضهم في بعض وهم داخل السور، بمعنى أنهم يتدافعون ويزدحمون ويتلاطمون فيما بينهم من شدة الإندفاع داخل السور.
ب- أنهم بعد خروجهم من السد يموجون مزدحمين في البلاد، يأتون البحر فيشربون ماءه ويأكلون دوابه ثم يأكلون لحوم الناس ولا يقدرون أن يأتوا مكة والمدينة وبيت المقدس. [ تفسير الرازي، ج٢١،ص ٤٩٩]
ج- أن المراد من قوله تعالى ((وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ )) أي يوم القيامة.
قال الرازي في تفسيره ( إلا أن الأقرب أن المراد الوقت الذي جعل الله ذلك السد دكا فعنده ماج بعضهم في بعض [ج٢١ص٥٠٠]
وقال الشيخ مغنية في تفسيره [ ج١٦،ص١٦٠] هذا إلى أنه لو كان المراد بمجيء وعده تعالى يوم القيامة أو بعد الدجال لكان السد موجودا الآن كما هو ومن الواضح أنه لو كان لبان،،،،
وقال في مجمع البيان : وتركنا يأجوج ومأجوج يوم انقضاء أمر السد، يموجون في الدنيا مختلطين لكثرتهم، ويكون حالهم كحال الماء يموج باضطراب أمواجه. [ مجلد ٦، ج ١٦، ص٣٩١ ].
د- قيل : أنه أراد سائر الخلق من الجن والأنس ويأجوج ومأجوج يختلطون بعضهم في بعض.
الأمر الثاني: ((وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا ))
يوم القيامة يصاحبه حدثان:
الحدث الأول: النفخ في الصور، واختلف عن معنى الصور:
أ-الصور هو قرن ينفخ فيه.
ب- أن الله عزّ وجل يصور الخلق في القبور بجمع صورهم ثم ينفخ فيها الأرواح.
ج- أن إسرافيل ينفخ في الصور ثلاث نفخات: نفخة الفزع، نفخة الصعقفيصقع فيها من في السماوات والأرض فيموتون، نفخة القيام لرب العالمين فيحشر الناس بها من قبورهم.[ مجمع البيان، ج ٣٩١ ]
الحدث الثاني: جميع الخلائق جميعا على صعيد واحد للحساب.
١٧-سورة الأنبياء : حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٩٧﴾
آيتان من سورة الأنبياء تتصلان إتصالا عضويا بالآيات الواردة في سورة الكهف حو يأجوج ومأجوج ، أمّ قوله تعالى : ((حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ )) إشارة واضحة إلى السد، أي فتحت جهة يأجوج ومأجوج، وعند خروجهم يرجععون إلى ماهم عليه من إفساد وقتل ونهب. وبالطبع ويقينا عند إقتراب الوعد وجيء يوم القيامة تشخص أبصار الكفار بمعنى أنهم يصابون بالصدمة التي تذهلهم.
بالمجمل ومن خلال تفسير الآيات القرآنية يتبين لنا أن ذو القرنين عليه السلام قام بثلاث رحلات :
الرحلة الأولى: باتجاه مغرب الشمس.
الرحلة الثانية: باتجاه مشرق الشمس.
الرحلة الثالثة: باتجاه المضيق الجبلي.
وقد ورد في كتب التاريخ أنه كان لذي القرنين عليه السلام جيوشا قادها في هذه الرحلات الثلاث.
أسباب نزول الآيات الواردة بشأن ذي القرنين عليه السلام:
أن مجموعة من كفار قريش وبتنسيق مع اليهود أو بتحريض ودفع منهم، قررت اختبار نبوة النبي محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم فقامت بطرح ثلاثة أسئلة على النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم :
السؤال الأول: عن الفتية من أصحاب الكهف> حيث قال تعالى: ((أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَبًا ﴿٩﴾ إِذ أَوَى الفِتيَةُ إِلَى الكَهفِ فَقالوا رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَهَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَدًا ﴿١٠﴾ فَضَرَبنا عَلى آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنينَ عَدَدًا ﴿١١﴾ ثُمَّ بَعَثناهُم لِنَعلَمَ أَيُّ الحِزبَينِ أَحصى لِما لَبِثوا أَمَدًا ﴿١٢﴾ نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِم وَزِدناهُم هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطنا عَلى قُلوبِهِم إِذ قاموا فَقالوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ لَن نَدعُوَ مِن دونِهِ إِلـهًا لَقَد قُلنا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾

السؤال الثاني: عن ماهية الروح، حيق قال تعالى: ((‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً، وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً، إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا‏}‏ ‏[‏سورة الإسراء‏:‏ الآيات 85-87‏]‏‏
السؤال الثالث: عن ذي القرنين ،حيث قال تعالى: (( وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا ﴿٨٣﴾سورة الكهف)).
فعن محمد بن إسحاق بإسناده عن سعيد بن جبير، وعكرمة، عن ابن عباس أن النضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة بن أبي معيط، أنقذهما قريش إلى أحبار اليهود بالمدينة، وقالوا لهم : سلاهم عن محمد، وصفا لهم صفتهم، وخبّراهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم من علم الأنبياء ما ليس عندنا. فخرجا حتى قدما المدينة، فسألا أحبار اليهود عن النبي صل الله عليه وسلم وقالا لهم ما قالت قريش، فقال لهما أحبار اليهود: اسألوه عن ثلاث، فإن أخبركم بهن،فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل فهو رجل متقوّل، فرأوا فيه رأيكم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ماكان أمرهم؟ فإنه قد كان لهم حديث عجيب.
وسلوه عن رجل طوّاف، قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.