انزين ايواء لعيالنا
لو أقاموا مسابقة لعشاق التصوير لاختيار الصورة التي تشع بهجة وسعادة وحبورا فلا أظنهم سيجدون أفضل من صورة افتتاح مركز ايواء العمالة الكويتي ففي الصورة التي شملت مع وزيرة الشؤون بعض الشخصيات العامة، ظهر الجميع فاشخا فمه بابتسامة عريضة عرض خيباتنا، واسعة وسع الممر الذي وقف فيه الضيوف محتفلين بقص شريط الافتتاح. المركز من النوعية الفاخرة تبارك الرحمن، فهو مركز انساني عالمي، يعني شيء يرفع الرأس، ويطول الرقبة أمام الناس، خاصة تلك الفئة العاشقة لنا، المتخصصة بنا، (اللي قاعدتلنا عالوحدة). مركز الايواء، هذا حسب ما نشر، من أفضل المراكز في العالم، فهو يحقق الأسس والمعايير الدولية المتعلقة بالانسان وحقوقه، وهو مفتوح للجميع بلا معوقات، وسفراء الدول التي تأتي منها العمالة داخلين خارجين للاطمئنان على رعاياهم، والدنيا ربيع والجو بديع.المبنى باسم الله ما شاء الله جديد بقراطيسه، متكامل يا الله من فضلك، تم تزويده بحاجات ومحتاجات، فهو يضم بين جنباته خدمات طبية متكاملة، ومستشارين نفسيين، واجتماعيين، وقانونيين، وسيارة الاسعاف موجودة، واقفة عند البوابة على أهبة الاستعداد كي لا يتعطل أحد، دع عنك الكرم الحاتمي المتمثل بتقديم خمس وجبات طعام، يعني الجماعة ماكلين شاربين نايمين الى حين التحويل الى رب عمل جديد اذا أرادوا، أو العودة الى بلدانهم اذا أحبوا، مع قبض مستحقاتهم كاملة. عطف، وحنان، واهتمام، ورعاية عالية المستوى، تخسي سويسرا، وكله من أجل ان تسكت عنا منظمات حقوق الانسان التي لا تعمل بضمير واخلاص الا عندنا، أما الكفيل الكويتي فما كل تبن حشاكم، يدفع مئات الدنانير من أجل استقدام خادمة، ثم تهرب، فيخسر هو أمواله ولا احد حاسّ فيه، ويدفع مبلغا لاستقدام سائق، ويفاجأ بأنه متخصص بركوب الحمير، أما قيادة السيارات فلا علم له بها، فيضطر الى دفع المزيد من النقود بغرض تدريبه، وبعد ان يتشرب الصنعة، ويتعرف على مختلف الأماكن والمناطق، يهرب أو يتحايل من أجل العمل عند آخرين براتب أعلى، وأيضا يخسر الكفيل أمواله، وأيضا لا يشعر به أحد. الكويتي لا نصيب له الا الجهد والعناء والتعب أما العمالة الهاربة أو الدلوعة أو التي ترفض العمل، فلها الراحة في مركز الايواء، والداد حق المواطن الكويتي اللي ما يدري يلاقيها من منو والا من منو.عموما، يوم فيكم حيل وشدّة تسوون مركز ايواء عالمي وحديث للغُرب، وراكم ما تسوون مراكز مثله لعيال الكويت ممن ابتلوا بآفة المخدرات، ولا يجدون العلاج المرضي لهم، وغالبا ما يعودون للتعاطي بسبب عدم الجدية في العلاج. شفيكم يا حظي عيزانين تبنون لهم مبنى محترم، وعلى أحدث طراز، مزود برعاية طبية متكاملة، واستشاريين نفسيين واجتماعيين، وقانونيين كما فعلتم بمركز الايواء، تعيدون فيه تأهيلهم بشكل مدروس لاعادتهم الى الطريق القويم. شفي ايدكم قاصرة معاهم والا كل شي تسوونه لازم يكون حق غير أهل الكويت.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw