اقتصاد

تراجع أسعار النفط والمضاربات وراء الانخفاض الحاد للبورصة

أرجع اقتصاديان كويتيان الخسائر التي منيت بها سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) في تداولات اليوم الى انخفاض أسعار النفط في حالة استغلتها المجموعات المضاربية بالشائعات وأثرت على نفسيات المتعاملين لاسيما الصغار منهم خشية المزيد من التراجعات.
وأوضحا في لقاءين منفصلين مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم أن الحالة المتراجعة للقطاعات المدرجة ألقت بظلالها السلبية على العديد من الاسهم خصوصا الصغيرة أو ما يطلق عليها (الشعبية) التي بلغت الحدود الدنيا في حين شهدت الاسهم القيادية ضغوطات من المضاربين وأعطاهم المبرر انخفاض اسعار النفط.
وأضافا أن البعض تعمد تحطيم بعض المستويات السعرية للعديد من الاسهم ذات الاداء التشغيلي كما كان للتراجعات التي طالت الاسواق الخليجية التي تعرضت الى هزات ايضا ما جعل المستثمرين يتكبدون خسائر فادحة أخرجت بعضهم من تلك الاسواق والاتجاه صوب استثمارات موازية كالعقارات.
فمن جانبه استغرب الخبير في أسواق المال ومدير سابق لاحدى الشركات نايف العنزي القاء اللوم من جانب المتعاملين في السوق على تراجعات الاداء لانخفاض اسعار النفط متسائلا عن عدم تجاوب البورصة حال ارتفاع أسعار النفط.
وقال العنزي أن السوق مرآة للدورة الاقتصادية التي تنعكس على عموم الشركات المدرجة اضافة الى تغليب بعض كبار صناع السوق مصلحة شركاتهم دون اعتبارات أخرى للدور المناط بهم في أوقات الازمات التي تلم بباقي المتعاملين لاسيما الصغار منهم.
ولفت العنزي الى أن لغة الارقام في البورصة لا تحتمل التفسيرات أو التأويلات كما الحال في الشأنين السياسي أو الاجتماعي ما يعني وجوب اعادة النظر من جانب الجهات ذات الصلة لدعم أهم مرفق اقتصادي يهتم به الكثير من الكويتيين.
من جانبه قال المحلل المالي ورئيبس جمعية (المتداولون) محمد الطراح إن تراجع أسعار النفط يعتبر العامل الابرز في تهاوي السوق الذي يعاني أصلا عدة عوامل سلبية سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الخارجي ما جعل بعض المتعاملين يلجأ الى عمليات جني الارباح خصوصا في ظل عدم المساندة الحكومية وكذلك غياب كبريات المجموعات الاستثمارية وهجرتها الى اسواق اخرى.
وأكد الطراح ان السوق بات يفتقد بشكل رئيسي الى المحفزات الاساسية ومنها تلكؤ بعض المحافظ أو الصناديق الاستثمارية التابعة للمؤسسات أو الشركات المدرجة ما فاقم من خسائر المستثمرين لاسيما الصغار منهم وجعل بعضهم يتبع سياسات عشوائية في الاوامر المتعلقة بالبيع او الشراء وهو ما تعكسه جلستا اليوم وامس.
وعلى صعيد تداولات جلسة اليوم فقد توضح من مجريات الحركة أن هناك ضغوطات بيعية على الاسهم الشعبية دون ال100 فلس في حين شهد بعض الاسهم التشغيلية شراء بسيطا بطريق الانتقائية من جانب بعض مديري المحافظ والصناديق الاستثمارية تجاه الاسهم القيادية ومنها ما هو تحت مؤشر (كويت 15).
وكان لافتا في منوال الاداء استمرار وتيرة البيع العشوائي على عموم الاسهم سواء كانت تشغيلية قيادية أو حتى متوسطة القيمة السعرية ما سبب غياب صناع السوق في حين كانت القيمة النقدية المتداولة معقولة وقد تكون نسبة كبيرة منها ناجمة عن البيع.
وحاولت دفة المسار العام تعويض جزء من الخسائر التي فقدها السوق الا ان حالة التذبذب والمضاربات التي كانت حاضرة خصوصا على بعض الاسهم للشركات الراكدة لم تساعد المؤشر السعري الذي ظل تحت وطأة اللون الاحمر منذ بداية الجلسة وحتى قرع جرس الاغلاق.
يذكر أن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) أغلق الجلسة اليوم منخفضا 2ر99 نقطة ليصل عند مستوى 8ر6397 نقطة وبلغت القيمة النقدية نحو 02ر26 مليون دينار كويتي تمت عبر 5952 صفقة نقدية وكميات اسهم بلغت 4ر234 مليون سهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.