مقالات

شكراً، عفستولنا الديرة

عبر وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت لوحة تحمل اعلان تشهير بمخالفة تجارية سجل فيها نوع المخالفة وهي المغالاة في أسعار بيع الشعير، كما سجل الاسم الرباعي للمخالف، ورقم السجل التجاري، والعنوان، وغرامة مالية تبلغ 150 ألف ريال، وليت ذلك كان كل شيء فعلاوة على الغرامة، هناك اغلاق المؤسسة خمسة عشر يوما، وعدم صرف كامل الاعانة المخصصة للمؤسسة عن الشحنة التي يتم استيرادها قبل تاريخ الضبط، وايقاف المؤسسة عن الاستيراد ستة أشهر، وأخذ التعهد على المؤسسة بعدم المخالفة والا فانها تمنع من ممارسة نشاطها نهائيا، وعلشان اللي ما يشتري يتفرج تم نشر العقوبة على نصف صفحة، على نفقة المخالف، في ثلاث صحف محلية، احداها في المنطقة التي حدثت فيها المخالفة، أو قريبة منها.تاجر آخر يعمل في مجال أجهزة الحاسب الآلي وصيانتها وعمل الشبكات خالف القانون فعوقب بغرامة قاصمة بلغت مليوني ريال، وتم شطب السجل التجاري للشركة، وابعاد شريكه غير السعودي عن أراضي المملكة، بالاضافة الى التشهير بنشر الحكم في الصحف، والتهمة كانت مخالفة تستر تجاري.لو قرأ واحد من تجار الكويت المخالفين تلك العقوبات التي تطبق في السعودية لحمد الله كثيرا، وربما طق اصبع وهز وسطه وجتوفه، فلا أحد في الكويت يتجرأ ان يدنو صوبه، أو يسأله عما يفعله بجيوب المواطنين، وهي سياسة عقيمة تجعل كل تاجر طماع وغشاش ونصاب يحلم بالعمل في الكويت لو أتيحت له الفرصة، فأين يجد بلدا لا يساءل فيها عما يفعل، واذا حدث وسئل فباذن الله براءة. وزارة التجارة والصناعة السعودية تضع عقب قراراتها بعقاب المؤسسة، أو المنشأة الكلام التالي: (وزارة التجارة والصناعة اذ تنشر هذا الاعلان على نفقة المؤسسة المخالفة لتؤكد للجميع حرصها على استقرار الأسعار، وأنها سوف تستمر بعون الله بالتعاون مع وزارة الداخلية في معاقبة وردع كل من يتلاعب بالأسعار ويفتعل الأزمات برفع الأسعار واستغلال المواطنين).
طبعا لا يكلف الله نفسا الا وسعها، وقرارات قوية مثل تلك جماعتنا ما فيهم شدة عليها، ولو كان فيهم حيل وشدة جان ما كان فيه مجال لكل هذا اللعب الحاصل في الديرة، بالتالي ليس مستغربا ان التاجر في الكويت يتجاوز القانون، ولا يعاقب كما يحدث في السعودية، ودول الخليج الأخرى، طالما ان الطاسة ضايعة.عموما، نتمنى ان يكون مسؤولونا العاجزون قد قرؤوا عن تلك العقوبات، فمنها يعرفون حجم الخواء والضعف الذي يعانونه، ومنها يعرفون أنه في الوقت الذي تسعى فيه حكومات الخليج لحماية مواطنيها، يسعون هم لتطفيس عيشة أهلهم بقرارات أقل ما يقال عنها أنها تفتقد الذكاء والحصافة، ولا داعي ان نقول أكثر، ما نبي نزعلكم.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.