عربي و دولي

صحيفة: عزل روسيا يزيد زعزعة الاستقرار العالمي

 

حذرت صحيفة “ساوت تشينا مورنينج بوست” الصينية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، من ميل الغرب إلى عدم مساعدة روسيا في تجاوز مشكلاتها الاقتصادية، مشيرة إلى أن الغرب سيخسر كثيراً من خلال التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه عدو.

وذكرت الصحيفة أن السبب في انهيار الروبل الروسي يعود إلى الانخفاض الحاد في أسعار النفط فضلاً عن العقوبات الغربية، وبالرغم من أن العملة استقرت نوعاً ما، فمن المرجح أن تشهد روسيا في هذا العام ركوداً حادّاً وتضخماً مرتفعاً وهروباً لرأس المال.

تداعيات الأزمة
ونوهت الصحيفة إلى تداعيات الأزمة المالية، وكيف يمكنها أن تؤثر على حلفاء روسيا والدول المجاورة، ومن بينها أوكرانيا، فضلاً عن تأثيرها السلبي على اقتصاديات الأسواق الناشئة التي تعتمد على النفط، وهو ما يزيد من الاستقطاب العالمي ويعزز الخصومة في الوقت الذي لا بد فيه من التعاون بين الدول لمواجهة التحديات العالمية.

وكشفت افتتاحية الصحيفة أن المتاعب الروسية وجدت أذناً صاغية لدى الصين، التي عرضت تقديم مساعدات غير محددة عند الضرورة، إذ نمت العلاقات بين البلدين منذ تسوية نزاع حدودي قبل عقد من الزمن حيث تضاعف التجارة منذ ذلك الحين أربع مرات تقريباً.

محور معادي للغرب
وأدت صفقة الغاز والنفط التي أبرمتها الصين وروسيا بمقدار 400 مليار دولار في مايو (أيار) الماضي إلى زيادة القلق في أوروبا والولايات المتحدة من تشكّل محور استراتيجي معادي للغرب.

ولا يوجد أي سبب من عدم تقديم بكين المساعدة لموسكو، فمن الممكن أن تؤثر المشكلات الروسية بسهولة على الصين، مثلها مثل بقية العالم.

وأوضحت الصحيفة أن بوتين مَدّ يده إلى العالم في رسائله التي بعث بها إلى الرؤساء الأجانب في العام الجديد، واستغل الذكرى الـ70 القادمة لنهاية الحرب العالمية الثانية للتذكير بأن روسيا قاتلت جنباً إلى جنب مع الحلفاء الغربيين من أجل هزيمة ألمانيا النازية.

الاحترام المتبادل
وعلى الرغم من أن بوتين لم يشر مباشرةً إلى المواجهة مع الغرب حول أوكرانيا، إلا أنه تحدث عن الحاجة إلى الاحترام المتبادل وكيف يمكن أن يكون “التعاون البناء” ضمانة للسلام، وبرأي افتتاحية الصحيفة فربما يكون الاقتصاد الروسي قد تقلص، ولكن الأمة الروسية لا تزال لاعباً دبلوماسياً مهماً، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بسوريا وإيران، فلن يتم التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا دون دعمه لهذا الحل.

ورأت الصحيفة أن يتعين على الغرب عدم النظر إلى المشاكل الاقتصادية الروسية باعتبارها انتصاراً، وإنما ينبغي أن تكون فرصة للعمل من أجل عالم أكثر استقراراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.