مقالات

تصريحات وتنبؤات نفطية!

سامي النصف

في يوم الاثنين 30/7/1990 منعت لي الرقابة مقالا كنت قد كتبته في اليوم السابق وانا في طريقي من لندن، قائما على ما كتبه كبير كبير مراسلي الصنداي تلغراف باتريك بيشوب من ان الكويت مقبلة على عملية غزو كامل، وكانت الحجة ان سياسة وزارة الإعلام قائمة على التهدئة حتى ان تصريح وزير النفط الكويتي قد سمح ثم منع ثم سمح عدة مرات لاجل تلك التهدئة.

***

وكان وزير النفط الكويتي انذاك قد صرح بأن الكويت لن تلتزم بحصتها النفطية بعد شهر سبتمبر 1990 وهو تصريح لا يعكس سياسة الدولة، كما ان فيه ما يعزز اتهامات صدام بعدم التزام الكويت بحصتها، وهو كذلك من الأمور التي «يعمل ولا يصرح بها» وكان الرد الحقيقي على دعاوى صدام يكمن في ايضاح ان الكويت كانت تنتج انذاك مليون برميل من 77 مليون هو مجمل الانتاج العالمي، والزيادة في حصتها ان تمت لا تتجاوز الـ100 ألف برميل وهي كمية لا يمكن لها ان تتحكم في أسعار النفط العالمية، وفي المقابل كان صدام قد اعلن انذاك صراحة بأن بلده لن يلتزم بأي حصة نفطية تعطى له وسيعرض بالأسواق كل ما يستطيع انتاجه، فيما بعد، وفي اول اجتماع لمجلس الوزراء الكويتي بعد الغزو تم سؤال وزير النفط عن الحكمة من التصريح كما لم يستمر طويلا بالوزارة بعد التحرير.

***

كتبنا عدة مقالات في الآونة الأخيرة نوضح خلالها حقيقة ان السعودية ليست المسؤولة هذه الأيام عن انخفاض أسعار النفط، خاصة اذا ما علمنا ان انتاجها هو 9 ملايين برميل مما يقارب الـ 100 مليون هو مجموع الانتاج العالمي، ولماذا تختص تلك التسعة ملايين بخفض قسري لانتاجها بحجة رفع الاسعار دون الحديث عن الـ 90 مليون برميل الأخرى؟ وللعلم فان عملية ايقاف استخراج النفط من الحقول المنتجة عملية صعبة ومكلفة، وفي هذا السياق وددنا لو لم يصرح وزير النفط السعودي بأن المملكة لن تخفض انتاجها حتى لو وصل سعر البرميل الى 20 دولارا، وهو أمر آخر «يعمل ولا يصرح به» خاصة ان الحسبة الاقتصادية البسيطة تظهر ان من الافضل ان تنتج 5 ملايين برميل بسعر 40 دولارا من ان تنتج 10 ملايين برميل بسعر 20 دولارا.

***

آخر محطة: 1- مع بداية كل عام ينشط المتنبؤن في محاولة الحديث عما يتوقعونه مستقبلا وقد سبق في مقال نشر لي في 1/8/2013 وكان سعر النفط مستقرا حول 110 دولارات، ان ذكرت انه ذاهب الى 50 دولارا، واعدت الأمر في تغريدة نشرتها قبل أشهر قليلة عندما قال المختصون انه لن ينزل عن 80 دولارا التي هي الكلفة التقريبية للنفط الحجري، وان سعر 50 دولارا كما ذكرت سيحدث مع بداية عام 2015، لهذا العام ساقوم بتنبؤ نفطي معاكس، واذكر ان سعر البترول سيرتفع الى 60ـ70 دولارا خلال اشهر الشتاء والربيع القليلة المقبلة، وانه قد يرتفع مرة ثانية خلال الخريف القادم الى ما يقارب 80الـ دولارا، والله اعلم!

2- في المقابل اذا وصل سعر البرميل الى 20-30 دولارا فان ذلك يعني ان اكثر من 80% من البترول في العالم ينتج ويباع بأقل من سعر التكلفة بكثير.

samialnesf1@hotmail.com

@salnesf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.