الغرب غذى الإرهاب وها هو يكتوي بناره
باسل الجاسر
خلال بضعة أيام حدثت أربع عمليات إرهابية في الغرب، واحدة في سيدني وثلاث في باريس وما أراها إلا بداية وستتوسع هذه العمليات الإرهابية، وستصبح أكثر تعقيدا واكثر تدميرا وستشمل معظم دول الغرب.
فالغرب كان ولايزال يغذي التطرف الإسلامي ويقدم له الذريعة، ويقدم لمفكريه الملاذ الآمان، ويقدم له مسارح العمل، ويقدم له الدعم اللوجستي، فالغرب يدعم الكيان الصهيوني على حساب الشرعية الدولية والحق والعدالة، فحرموا اكثر من مليار مسلم من اولى قبلتيهم ومهوى قلوبهم وهو القدس الشريف كان هذا منذ اكثر من 50 عاما، ما أطلق أولى الحركات المتطرفة في تاريخنا المعاصر وهي حركة الإخوان المسلمين التي ما قوى عودها إلا على حس دغدغة مشاعر المسلمين بتحرير القدس، ومن خلال هذه الحركة وعرابها سيد قطب انطلق فكر التكفير وأجاز الخروج الأنظمة والحكام وأجاز العمليات ألإرهابية بل والعمليات الانتحارية وجعل أجرها ذروة سنام الجهاد، بالرغم من أن المنتحر مذنب وفق الغالبية الساحقة من علماء المسلمين المعاصرين واسلافهم عبر التاريخ.. أي ان الذريعة الحقة والمنطقية كانت تحرير القدس من الغاصبين الصهاينة ولتحقيق هذا يجب توحيد المسلمين، وكما ذكرت بالمقال السابق تأسيا بما قام به القائد البطل صلاح الدين الايوبي، فهو لم يحرر القدس الا بعد ما وحد البلاد الإسلامية بالشرق، وشتان بين صلاح الدين وهؤلاء الأفاقين.
والغرب قدم ولايزال الدعم الكامل والملاذ الآمن لأموال وقادة جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص وباقي الحركات المتطرفة الأخرى، في وجه الملاحقات من قبل دولهم فالإخوان ومنذ عهد الملكية في مصر الى عبدالناصر الى السادات وحتى عهد الرئيس السابق مبارك ولغاية اليوم في عهد الرئيس السيسي وهم على خلاف مع الغرب بسبب الإخوان، وكذلك هو الحال بالنسبة لسعودية والأردن والمغرب والكثير من الدول الأخرى..
والغرب هو الذي قدم البيئة والمسرح لإخراج هذه التنظيمات الإرهابية، فقد بدأ الأمر في إسقاط النظام الموالي للاتحاد السوفييتي في أفغانستان ما أدى لظهور دولة طالبان وتنظيم القاعدة، وقبل بضع سنين قاموا بتنفيذ ودعم ما سمي بالربيع العربي، وان كنت اعلم أنه كان بتخطيط المحفل الماسوني ولكن الغرب هو الذي نفذ لتولية حركة الإخوان المسلمين المتحالفة مع اغلب التنظيمات المتطرفة السلطة في بلاد المسلمين بالشرق، ولهذا تم إسقاط القذافي بالقوة، فصارت ليبيا مرتعا للإرهاب والإرهابيين، وفتحوا حدود الجمهورية العربية السورية بعد ان صمد نظامها في وجهه ربيعهم، لدخول كل أنواع التنظيمات الإرهابية فوجدنا دولة الدواعش وأخرى لجبهة النصرة وأخرى لأنصار الشريعة وهكذا دواليك.. والمصيبة الكبرى ان الغرب مازال يقدم الدعم اللوجستي لهذه التنظيمات المتطرفة بالشرق ويجرمها عنده فقط..؟ فقد ثبت دعم الكيان الصهيوني لجبهة النصرة، وثبت دعم تركيا لداعش وهذا ما أثبته في هذه الزاوية اكثر من مرة، وتل أبيب وأنقرة حلفاء رئيسيون للغرب ولن يقدموا على هذا الدعم لو لم يجدوا الضوء الاخضر من الغرب..
فكيف يدعم الغرب القوى الإرهابية التي لا تمثل حتى 1% من مجموع المسلمين..ليطلقوهم في بلاد المسلمين ليمارسوا عنفهم وإرهابهم ودمويتهم على المسلمين فيعيثوا فيها فسادا وذبحا ولا يكتون بنارهم..؟ خصوصا ان جميع دول الغرب فيها جاليات إسلامية ومن الطبيعي انتشار هذه الافكار المتطرفة بين أبنائها، وفي ظل وجود الكثير من مفكريهم الكبار في الغرب.. لذلك فإنني أتوقع في حال عدم ولادة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وكف الغرب عن دعم التنظيمات الارهابية في بلاد المسلمين.. فان ما حدث من عمليات إرهابية ولغاية الأمس ما هو الا عمليات بسيطة تافهة وسيرى الغرب قريبا الارهاب الاسود الذي يكابده المسلمون كل يوم بسبب دعم الغرب لهذه التنظيمات الإرهابية.
أقول ما قلت وأنا أنكر واستنكر كل عمل ارهابي غادر يستهدف الأبرياء سواء في استراليا أو في فرنسا او في بلاد المسلمين وأراه حراما وفق الشريعة الاسلامية السمحة.. وأتمنى ان يرى الغرب بهذا الشكل فليس مقبولا دعم الإرهابيين في الشرق واستنكاره في الغرب.. فهل من مدكر؟
baselaljaser@hotmail.com
@baselaljaser