نائب رئيس ارامكو السابق: النفط التقليدي ينضب خلال 3 عقود وتأثير العوامل السياسية يتلاشى خلال 10 سنوات
توقع نائب رئيس ارامكو السعودية السابق عثمان الخويطر ارتفاع اسعار النفط لمستويات 100 – 120 دولارا خلال السنوات القليلة القادمة، مشيرا الى ان الهبوط المتسارع في اسعار النفط خلال عام 2014 ناجم عن وجود فائض بسيط اقل 2%، رافضا التكهن بمدى باتجاه الاسعار في الفترة القليلة القادمة. وقال خلال ندوة بعنوان ” الوضع النفطي .. الحاضر والمستقبل ” بديوان الملتقى الثقافي بالقطيف أمس الاول، ان استمرارية الانتاجية بالكميات الكبيرة لاعضاء اوبك على الرغم من انخفاض اسعار النفط يمثل خسارة كبيرة على اقتصاديات تلك الدول، خصوصا وانها تبيع بنصف القيمة، لافتا الى ان التكلفة الانتاجية في الدول الخليجية تصل الى 25 دولارا للبرميل، فيما المملكة تقل التكلفة عن 10 دولارات بينما تقدر التكلفة في روسيا بنحو 40 – 45 دولارا للبرميل.
وقال ان غياب الشفافية يكتنف اعمال غالبية جميع الشركات العالمية العاملة في صناعة النفط، فالارقام المعلنة عن الاحتياطي ليست واقعية على الاطلاق، مستغربا عدم تغير الاحتياطي التابع للدول المنتجة من اوبك منذ 30 عاما، متسائلا هل بقاء الارقام السابقة ناجم عن عدم وجود اكتشافات جديدة، مضيفا، ان العديد من الدول تعلن عن احتياطياتها بارقام تزيد عن الاحجام الحقيقية بنحو 25% – 40%/ مقدرا حجم النفط التقليدي بنحو تريليون برميل في الوقت الراهن، فهذه السلعة الاستراتيجية تقدم الطلب العالمي بنحو 70% من الطلب العالمي، حيث يقدر الاستهلاك الانتاج العالمي 93 مليون برميل يوميا منها 5,5 مليون برميل من النفط الصخري.
ولفت، ان ارتفاع اسعار النفط في السنوات الماضية ناجم عن ظهور بوادر بشح الانتاج بالنسبة للنفط التقليدي، خصوصا وان غالبية الدول كانت تنتج بالطاقة القصوى بعد وصول الاسعار لمستويات تجاوزت 100 دولار للبرميل.
وحذر من الاستمرار في انتاجية بالطاقة القصوى للنفط التقليدي، خصوصا وان مخاطر نضوبها حقيقية، فالتقديرات تشير الى ان النفط التقليدي في طريقه للنضوب خلال 30 عاما، مؤكدا، ان معظم الحقول الرئيسية للنفط التقليدي بلغت الذروة في الانتاجية وبالتالي فانها مهددة بالانتاجية المنخفضة، معتبرا ان ظهور النفط الصخري نعمة على المملكة، حيث ساهم في عدم اجبارها على الانتاج بالطاقة القصوى باعتبارها ملزمة بتوفير الطاقة للسوق العالمية، بمعنى آخر ان وجود 5,5 ملايين برميل من النفط الصخري شكل عامل ايجابي في عدم الضغط على المملكة لرفع الطاقة الى 12,5 مليون برميل يوميا، حيث يقدر الانتاج حاليا بنحو 10 ملايين برميل يوميا.
واعتبر استمرارية الانتاجية الكبيرة 10 ملايين برميل يوميا بالمملكة احدى الاسباب الرئيسية وراء فشل الخطط لتنويع مصادر الدخل، فحياة الرفاهية التي تعود عليها الشعب السعودي شكلت عاملا في عدم تسجيل نجاحات في عملية تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد شبه الكامل على النفط في رفد خزينة الدولة.
وبين ان عملية انتاج النفط الصخري بدأت بعد وصول اسعار النفط التقليدي للمستويات العالية، لافتا الى ان النفط الصخري يتواجد في الصخور الصماء ويتطلب انتاج عمليات ومعالجات خاصة، حيث يحتاج إلى 5 ملايين جالون من المياه وكذلك كميات كبيرة من الرمل للمعالجة تحت ضغط شديد، فضلا اعماق سحيقة من الحفر تصل الى 4- 5 الاف متر تحت الارض وبعدها يتم العمل عند مستوى افقي، مضيفا، ان العديد من الدول حظرت انتاج النفط الصخري بسبب الآثار البيئة المصابة والتلوث الذي يخلفه، الامر الذي ساهم في سنّ انظمة تمنع من الحفر في بعض المناطق، بيد ان الوضع في الولايات المتحدة الرائدة في انتاج النفط الصخري غضت الطرف عن التلوث البيئي، حيث منحت الشركات تسهيلات كبيرة بهدف خلف الاف الوظائف، لافتا الى ان التكلفة الانتاجية للنفط الصخري تتراوح بين 50 – 80 دولارا للبرميل الواحد، مشيرا الى حجم الاحتياطي من النفط الصخري بنحو 10 تريليونات برميل تقريبا.
واشار الى انتاجية حقل النفط التقليدي تتجاوز كثيرا انتاجية حقل النفط الصخري. حيث يقدر انتاج حقل النفط التقليدي بنحو 4- 5 الاف برميل يوميا فيما لا يتجاوز حقل النفط الصخري 100 – 150 برميل يوميا.
ونوه ان النفط الرملي يمثل احد انواع البترول الموجودة في العالم، حيث ينتج كندا نحو 2 مليون برميل يوميا، بيد ان عملية انتاجه مكلفة و تتراوح بين 130 – 150 دولار للبرميل الواحد، فيما لا يتجاوز السعر حاليا 50 دولارا بعد الهبوط القوي للاسعار في السوق العالمية.
وذكر الى ان انتاج النفط في المناطق المتجمدة غير مجد اقتصاديا، حيث تتراوح التكلفة بين 150 – 200 دولار للبرميل، وبالتالي فان وصول اسعار النفط لمستويات تتجاوز 200 دولار يدفع للبدء في الانتاج وذلك في غضون السنوات العشر المقبلة.
واكد ان النفط الصخري لا يهدد النفط التقليدي، نظرا لارتفاع التكلفة الانتاجية، مشيرا الى ان الجهات التي تهول بالنفط الصخري لا تهتم بمستقبل الانتاج، فرفع الانتاج يمثل خطورة كبيرة على الثروة النفطية، معتبرا النفط الصخري عامل توازن في السوق، فالمملكة ملزمة بتغطية نقص السوق فهي تنتج 9- 10 ملايين وامريكا تنتج 3,5 ملايين برميل من النفط الصخري يوميا، ويرتفع الى 5 ملايين في غضون 4- 5 سنوات قادمة، مضيفا، ان التكلفة الانتاجية للنفط الصخري خارج الولايات المتحدة تصل الى 140 – 150 دولارا للبرميل.