المباركي: يد الخير الكويتية وصلت الى أرجاء العالم
قال مدير ادارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية جاسم المباركي ان الكويت قدمت في ظل توجيهات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الكثير للعالم وامتدت يد الخير الى الانسان في اسيا وإفريقيا وأرجاء العالم.
وجاءت كلمة المباركي في ندوة بعنوان (الامير قائدا انسانيا.. الكويت مركزا انسانيا عالميا) اقامها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب اليوم ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي ال21 وتناولت بمحورها الاول (المؤتمرات الانسانية ودور الدبلوماسية للقيادة في خدمة الشان الاقليمي والدولي).
ورأى المباركي ان عدة اعتبارات ادت لتبني القيادة الكويتية السياسة الانسانية ومنها العادات والتقاليد التي جبل عليها الكويتيون باعتبار ان عمل الخير فطرة انسانية عندهم وان صاحب السمو امير البلاد هو رب هذه الاسرة وهو ابن هذا البلد المعطاء الطيب ومن هنا جاءت سياساته الانسانية.
وذكر ان من الاعتبارات الاخرى ان الكويت جزء من المجتمع الدولي المترابط ولا يمكن للدول ان تعيش كجزر معزولة مؤكدا أن التعاون الدولي من شأنه أن يحافظ على الامن بمعناه الواسع الاقتصادي والسياسي.
واشار الى ان دولة الكويت تساهم ايضا في تحقيق الاهداف الانمائية للألفية الجديدة وهي اهداف نبيلة وجزء من المنظومة الدولية.
وقال ان من بين تلك الاهداف تقليص نسبة الذين يكسبون دولارا ونصف في اليوم ويعيشون في فقر مدقع ودعم التعليم الابتدائي لان هناك دولا غير قادرة على تعليم ابنائها حتى فى المراحل الاولى وكذلك تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المراة وتحسين حالتها الصحية واقامة شراكة عالمية لتحسين الوضع الانساني.
ولفت الى أن هذه السياسات التي تعتبر استثمارا سياسيا واقتصاديا مكنت الكويت من تحقيق مكانة مرموقة و”تجلى ذلك في كثير من المواقف فجنينا ثمار هذه السياسات الانسانية ورأينا كيف وقف العالم مع الكويت خلال محنة الغزو”.
واشار الى ان الكويت مرشحة لمقعد غير دائم في مجلس الامن عامي 2018 -2019 موضحا ان هناك دولا كثيرة تدعم ذلك.
وعدد المباركي الانجازات التي حققتها الكويت من خلال القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت عام 2009 ونبعت فكرتها بالكامل من سمو أمير البلاد وكانت فكرته ان ما تفرقه السياسة يقربه الاقتصاد منوها بمؤتمري المانحين لسوريا الاول والثاني اللذين استضافتهما الكويت.
وقال ان هناك حاليا توصية رفعها مجلس الوزراء لسمو امير البلاد من اجل عقد مؤتمر ثالث خاص بسوريا بعد طلب الامين العام للامم المتحدة ذلك.
واشار ايضا الى القمة العربية التي استضافتها الكويت تحت شعار (شركاء في التنمية) والتي كان هدفها توفير فرص الاستثمار.
وعرض كشفا للمنظمات الدولية التي تقدم لها الكويت مساعدات سنوية منتظمة منها اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمفوضية السامية لحقوق الانسان واليونسيف وصندوق الامم المتحدة لضحايا التعذيب ومنظمة الصحة العالمية.
من جانبها قالت استاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتورة ندى المطوع ان العبء الاكبر تتحمله دول الخليج العربية بعد ما يسمى بالربيع العربي باعتبارها الاكثر استقرارا حاليا لمواجهة الازمات والكوارث وسد الفجوات في الدول التي تشارف على الانهيار.
وشرحت المطوع مفهوم التدخل الانساني عبر المساعدات الانسانية وحماية الرعايا والاستجابة للرأي العام لافتة الى أن طبيعة علاقة الكويت بالمجتمع الدولي اهلتها للدور الانساني واختيارها عاصمة للانسانية.
من جهته قال استاذ الفلسفة بجامعة الكويت الدكتور محمد الوهيب ان النهج الذي انتهجته السياسة الكويتية بقيادة سمو أمير البلاد يفسر المسار الانساني متخذا من الازمة السورية نموذجا للتدليل على ذلك المسار.
واستعرض الصعوبات التي تواجه التدخل الانساني تحت مبدأ السيادة لهذه الدول لافتا الى الازمة السورية ونتائجها الكارثية بالأرقام من قتلى ومصابين ومشردين.
وشدد على ان التدخل الانساني ليس امرا سهلا ذلك لان هناك الكثير من المخاطر التي تحيط به مضيفا ان السياسة الكويتية ادركت المخاطر المحيطة بأي تدخل خارجي في القضية السورية واهمها انتشار الازمة في دول الجوار.
وذكر الوهيب ان التدخل من اجل اهداف انسانية لن يؤدي الا الى زيادة وطأة المأساة وعدم التدخل من ناحية أخرى والتمسك الزائف بمبدأ السيادة هو تجاهل مخز لمعاناة المنكوبين لذا اتخذت الكويت مسارا ثالثا ينهل من مصدرين اولهما هو النزوع الطبيعي لفعل الخير وعدم الصمت امام ممارسة الشر وثانيهما هو الحكمة والحصافة السياسية.
وقال ان سمو امير البلاد لم يقم بالتبرع لصالح الشعب السوري فقط بل قام بحملة انسانية تذكر دول العالم بواجباتها فكان مؤتمر المانحين الاول والثاني متخذا المسار الانساني والتوجه مباشرة للشعب السوري اي الطرف الاضعف الذي ذاق الويلات من هذه الازمة.
ودعا الى ضرورة تجاوز تقلبات السياسة الدولية وتوازناتها والمصالح الوطنية بكل دولة على حدة من اجل تجاوز هذه الكارثة الانسانية وتداعياتها مؤكدا نجاح الكويت بقيادة هذه الحملة الانسانية فاصبحت (مركزا انسانيا عالميا) بفضل قائد استحق لقبه ك(قائد للعمل الانساني).
يذكر ان ندوة (الامير قائدا انسانيا..الكويت مركزا انسانيا عالميا) تختتم جلساتها غدا بمحور (الدور الانساني للمؤسسات الكويتية اقليميا ودوليا) ويتحدث فيها المدير العام لبيت الزكاة ابراهيم الصالح ورئيس جمعية الهلال الاحمر الدكتور هلال الساير ومدير العمليات في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية فوزي الحنيف ومن جمعية العون المباشر فيصل الزامل ومن الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية علي الحمدان.