عزوا رجالكم يعزوكم

شيوخنا الكرام، نساء ورجالاً، صغاراً وكباراً، شباباً وشياباً، بسبب مكانتكم ووضعكم الخاص، ولكونكم تحملون اسم الأسرة التي تحكم البلد منذ ظهور الكويت، ولأن الأعين مصوبة عليكم أكثر من غيركم، فمن غير الحكمة ان تبدر من بعضكم تصرفات تضعكم في حرج أنتم والموالون لكم من الشعب ممن لايزالون على اخلاصهم لكم، وثقتهم بكم، وتشبثهم فيكم.شيوخنا الكرام أنتم بالذات اياكم وكسر القوانين، وتحاشوا تماما ان تقعوا في مطب لن يعود عليكم بخير، وتبعاته السلبية لابد ان تظهر في يوم ما.اياكم ثم اياكم ان ترضوا باهانة كويتي يؤدي عمله باخلاص، خاصة رجال الأمن، من أجل ارضاء موظف أو سائق يعمل عندكم، أو للأخذ بخاطر صديق أو صديقة لكم ممن يخرجون على القوانين ويخالفونها اعتمادا على تدخلكم وقت اللزوم.أبناؤنا من رجال الأمن صرفت عليهم الدولة أموالا باهظة، ودربتهم من أجل حفظ الأمن في البلد، أمننا وأمنكم، أمن الشعب وأمن الحكم، ومن غير المقبول ان يقوم وافد باهانة ضابط أو عسكري كويتي بأي شكل من أشكال الاهانة اللفظية أو الحركية، وأيضا من غير المقبول ان يتدخل لصالحه شيخ أو مواطن، وتصرف مثل هذا لا يستوجب أقل من الابعاد عن الكويت، وطامة كبرى ان يسارع أحد لانقاذ المخطئ، واخراجه من ورطته فيمشي هذا مزهوا وفخورا بانتصاره على ضابط كويتي وضعتم بين يديه حماية حياتكم وممتلكاتكم. حقيقة قهرني ذلك السائق الآسيوي الذي استهان بنقيب كويتي فعلاوة على وقوفه بسيارة فاخرة في مكان ممنوع الوقوف فيه، فقد أشاح بيده بوجه الضابط حين أمره بالوقوف في مكان آخر، ورفع زجاج المركبة استهانة به، مع التمتمة بكلمات مثل (ياالله روح).ذلك السائق تم انزاله من السيارة، وأخذ للمخفر كما تم قطر السيارة، ولكن لم يمر وقت الا وقد جاء من يخرجه من الحجز، هب لاخراج سائق الوالدة، ولو كنت من هذا الشاب، أو من السيدة والدته لعرفت كيف أؤدب ذلك السائق، ولما رضيت ان يظل في البلد يوماً إضافياً، ولكن ما العمل ودودنا من عودنا، وماذا نفعل ونحن السبب في كل ما يحدث في الكويت من سلبيات.هل يمكن ان ننكر ان بعض الكويتيين- شيوخا ومواطنين- هم السبب الرئيسي في ذلك التطاول من بعض الوافدين على رجال الشرطة، في الماضي والحاضر وربما في المستقبل، وهل ننكر ان هؤلاء لم يشجعهم على تطاولهم الا ظنّهم بأنهم من الواصلين، وأن يدهم هي العليا طالما أنهم يفعلون فعلتهم ويخرجون منها بسلام آمنين، وهل ننكر ان رضا سائقنا أهم عندنا من كرامة ضباطنا ورجال شرطتنا.شيوخنا الكرام الوضع مؤلم، ولا نملك ان نقول لكم غير عزّوا رجالكم لكي يعزّوكم.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw