الإرهابيون وداعموهم أساءوا لمسيرة باريس
باسل الجاسر
حرصت على متابعة مسيرة باريس لإدانة الإرهاب والتطرف والتضامن مع ضحايا الهجمة الإرهابية الشنيعة في باريس وأسرهم..وكان هذا بسبب سخطي وتعاطفي، وعلى أمل أن يراجع الغرب سياساته ودعمه المعلن للإرهاب الصهيوني ودعمه المستتر لبعض القوى الإرهابية وفي مقدمتها حركة الإخوان المسلمين، إلا أنني صدمت عندما شاهدت الإرهابيين الصهيونيين الكبيرين بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان يتصدران المسيرة وهما من يغتصبان الأرض الفلسطينية ويذيقان الشعب الفلسطيني فنون الإرهاب والتنكيل الممنهج من العقاب الجماعي إلى القتل الجماعي! ناهيك عن رعايتهما ودعمهما ونظامهما الذي يدعم بشكل يكاد يكون معلنا لجبهة النصرة وهي فرع تنظيم القاعدة في سورية وهو التنظيم الذي قام بعملية شارلي ايبدو في باريس!
كما تصدر المسيرة السيد رجب اردوغان وهو الداعم العسكري لفروع حركة الإخوان المسلمين في بلاد المسلمين عسكريا في مصر وسورية وليبيا وتونس واليمن وغيرها..كما انه من تبنى البغدادي الذي قال عنه القرضاوي إنه من عناصر الإخوان وقام بتأسيس تنظيم داعش، تبناه أردوغان وتبنى تنظيمه وقدم لعناصره السلاح والعلاج بل حتى الاستراحة على الأراضي التركية!
والحقيقة أنني أحبط وتبدد تعاطفي وأنا أشاهد عتاة الإرهاب والتطرف وداعميه يتصدرون مسيرة تستنكر الإرهاب..! وأجزم بأن هذا المشهد احبط الكثيرون من العرب والمسلمين، بل حتى الفرنسيون والغربيون المعتدلون وهم الأغلبية الساحقة، فقد نقلت وسائل الإعلام الغربية الكثير من اعتراضات شخصيات وتيارات سياسية على وجود هؤلاء في صدر المسيرة، بل واعترضوا وجودهم فيها.. فقد كانوا إساءة كبرى للمسيرة التي كانت تستنكر التطرف والإرهاب.
وكانت إساءة كبرى لضحايا الإرهاب الذين سقطوا في باريس واسرهم! خصوصا ان نتنياهو وفي هذه الأجواء الحزينة المخيمة على باريس لم يتوان وبمنتهى قلة الحياء في دعوة يهود فرنسا للهجرة للكيان الصهيوني، بما يشي بأن هذه العملية كانت بتحريض منه فهو يقدم لجبهة النصرة دعما كاملا وصل لحد التدخل بالطيران كلما ضغط عليهم الجيش العربي السوري، أي انه له دالة عليهم، وهذه العملية تحديدا تحقق مصالح استراتيجية لطرفين فجبهة النصرة استهدفت مجلة شارلي ايبدو، التي أعادت نشر الرسومات المسيئة واستهدفت محلا لبيع الأغذية الحلال وفق العقيدة اليهودية.. فدغدغت النصرة مشاعر الجهلاء وبات واضحا أنها ستجني الكثير من المتطوعين وستنافس داعش التي احتكرت المتطوعين بالشهور الأخيرة، والكيان الصهيوني استقطب الكثير من المهاجرين اليهود، فعلى اثر هذه العملية يتوقع هجرة عشرة آلاف يهودي فرنسي لفلسطين وفق وكالات الأنباء، وإذا كنت أنا الإنسان المتواضع الذي لا يملك أجهزة استخبارات والصورة واضحة أمامي، فهل يعقل أن دول عظمى لديها أقمار صناعية وأجهزة تجسس واستخبارات لا تعلم؟!
والحقيقة الأهم أن ممارسات الغرب في الشرق الأوسط وتمكينها للمحفل الماسوني من العبث بدماء العرب والمسلمين، وخصوصا في العراق وسورية وما كاد يحدث في مصر لولا العناية الإلهية، باتت تثير سخط وغضب المسلمين المعتدلين الذين يتمنون السلامة للإنسان أيا كان دينه، المتسقين مع شريعتهم الإسلامية التي تعصم دماء وأرواح البشر إلا بالحق، وما زاد الطين بلة هو وجود الإرهابيين وداعمي الإرهابيين في صدر مسيرة باريس التي كانت لنبذ الإرهاب والتطرف، فهل من مدكر؟
baselaljaser@hotmail.com
baselaljaser@