مقالات

ادعوا إلى سبيل ربكم..

ذهب راضيا مرضيا الى رحاب ربه بعد ان ساعد على بناء آلاف المساجد، وكفل آلاف الأيتام، وأطعم آلاف الجوعى، وعالج آلاف المرضى، فكانت النتيجة ان أسلم على يديه 11 مليون انسان استطاع ان يكسب قلوبهم وعقولهم بالحب والعطف والانسانية، لا بالكراهية والقتل والارهاب، ذلك هو المغفور له الدكتور الكويتي عبدالرحمن السميط، أسطع مثال على مقولة رجل بأمة.
هي أيضا نفعت الاسلام فاجتذبت اليه 1000 شخص أسلموا على يديها على مدى ثماني سنوات، تلك هي السيدة فيرونيكا كولز المسلمة البلجيكية التي حوّلت منزلها في بلجيكا لمركز اسلامي يسهل عليها مهمة الدعوة إلى الاسلام، وهي أيضا مثال ساطع على من أسلم وحسن اسلامه.الدكتور السميط والسيدة كولز اتبعا الطريق السليم في الدعوة الى الدين الحنيف، وهو نفس ما كان يقوم به التجار المسلمون القدماء ممن كانوا يجوبون البلدان للتجارة، واشتهروا بأمانتهم، وصدقهم، وحسن أخلاقهم ما جعل كثيرا من أبناء الشعوب الأخرى يعجبون بهم، ويدخلون الدين الاسلامي على أيديهم، بدون ان يهدف التجار أو يخططوا لذلك، فجاء الدخول الى الاسلام سلسا طبيعيا، وبرغبة صادقة ممن دخلوا فيه، وتعال وتفرج على ما يحدث الآن.يخرج على شاشة التلفاز معتوه من معاتيه أمتنا العربية وما أكثرهم، وبلا احم ولا دستور يدعو غير المسلمين الى الدخول في الاسلام، وكأنه وصحبه بذلوا من الجهود في رفعة شأن ذلك الدين ما يجعل الأمم تتسابق في الدخول اليه، وأبناؤها يبذلون الغالي والرخيص في سبيل ان يصبحوا مسلمين.لنواجه الموقف ونكون صرحاء مع أنفسنا فالمجتمع الدولي صار يتقزز من المسلمين، وان تظاهر بغير ذلك تحاشيا لعمليات ارهاب تطول البلاد والعباد، وهو تقزز وصل حتى الى المسلمين أنفسهم، وكله بسبب الخوارج الجدد الذين مارسوا ولايزالون أبشع الجرائم في حق الناس الآمنين، وقاموا بكل ما نهى عنه رسولنا الكريم من اعتداء على حياة الناس وأعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم، والمضحك في الأمر هو الغرور الذي يشرّ ويخرّ من بين كلمات بعض هؤلاء وهم يخاطبون الآخرين بتكبّر وألاطة، فيخيرونهم بين الدخول في الاسلام أو دفع الجزية أو القتل، متناسين أنهم حيا الله شوية مجرمين يعيشون خارج الزمن الحديث.ديننا الاسلامي الحنيف يسير الآن متعثرا بذلك البلاء الذي أصابه، والسبب جماعات فاقدة للعقلانية والانسانية، غير متبحرة بالدين، مع ذلك تسربلت بأثواب العصبية والتطرف، وأخذت تطوف البلدان لتطبيق شريعتها في قتل الآخر المختلف، وكأن العالم سيتركها تمارس جرائمها، ويقف مكتوف الأيدي متفرجا عليها.في ديننا الاسلامي حديث عن الشعث الغبر الذين لو أقسموا على الله لأبرّهم، ومنذ ان ظهر الخوارج الجدد وهم يقلدون أولئك بالشكل لعلهم يكونون مثلهم، ولكن شتان بين تقي يخاف الله ويخشاه، وشقي شبعت الأرض من دماء ضحاياه، وان كان هناك من شيء يثير الابتسام في خضم تلك التراجيديا السوداء التي نعيشها فهو ادعاء التكفيريين بأنهم يقتلون الأبرياء لكي يرفعوا راية الدين، ما يجعلنا نتساءل ماذا كانوا سيفعلون لو أرادوا انزال راية الدين؟

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.