مقالات

لا للعنف.. والحل بالتي هي أحسن

حسن الهداد

بعد حادث الاعتداء على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الذي سقط على إثره 12 قتيلا، بدأت مظاهرات في باريس ضد الإرهاب، والمقصود هنا إرهاب الإسلاميين.
ومواقع إخبارية أكدت أن دافع الاعتداء على الصحيفة من قبل مسلمين جاء نتيجة نشر كاريكاتير مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بداعي حرية التعبير.

أولا: لابد أن ندين ونستنكر الهجوم على الصحيفة الفرنسية وأيضا نرفض الإساءة التي أطلقتها «شارلي إيبدو» ولا نقبلها على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن نوافق على أسلوب العنف وقتل النفس تحت مبررات ليست من مبادئ الإسلام ولا تمت لأخلاق الإسلام الحقيقي بصلة.

ثانيا: نوجه رسالتنا إلى الإعلام الأوروبي وتحديدا الفرنسي بسؤال واقعي، هل الإساءة لنبي يؤمن به أكثر من مليار و600 مليون نسمة، بنسبة تفوق 23% من سكان العالم تعتبر من حرية الرأي المزعومة؟!

وهل بعد الإساءة للنبي كنتم تعتقدون أن لن يخرج شخص أو اثنين أو ثلاثة على الأقل ستكون لديهم ردة فعل عنيفة نتيجة نشر كاركاتير مسيء؟ أليس الأمر بحاجة إلى مراجعة حريتكم التي تسيء لرموز تحت خدعة حرية الرأي؟ فأين الحرية المسؤولة التي تكمن في احترام الأديان؟

ثالثا: نوجه رسالتنا لمن يبررون حادثة الهجوم على الصحيفة تحت فكر معاقبة أعداء الإسلام.

طبعا الحديث عن فكر التطرف، طويلا وعريضا، وفيه زوايا توجهاتها مختلفة، ولا يمكن أن نشرح بدايته التي شاركت فيه أياد أجنبية في صناعته والأمثلة أشهر من أن تذكر، ومن أجل حماية الإسلام من التشويه علينا محاربة الفكر الذي شوه جمال ديننا، دين الرحمة، كما جاء به رسول الرحمة، وليس كما يريد نشره المنحرفون والمتهورون عقائديا.

٭ هل ردود الفعل لأي إساءة للإسلام هو حل يقبله منهج الإسلام الذي يدعو لسلام والمحبة والتعايش السلمي؟

هذا التطرف للأسف جعلنا دائما متهمين أمام العالم بالإرهاب، بل أصبحت هذه الأعمال المشينة ذريعة لأعداء الإسلام بأن يبرهنوا للعالم صحة قولهم بأن دين الإسلام دين قتل ويجب محاربته، وها هي حركة «أوروبيون ضد أسلمة الغرب» في ألمانيا تدعو أيضا لمظاهرات حاشدة على خلفية الاعتداء على الصحيفة الفرنسية، فماذا سنجني غير الكراهية نتيجة أعمال غير مسؤولة أتت بفكر منحرف عن حقيقة الدين السمح.

• تغيير نظرة العالم تجاه ديننا بعد ممارسات المنحرفين بحاجة إلى ممارسة أخلاق سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي شهد له الله سبحانه بقوله تعالى(وانك لعلى خلق عظيم) منهج سيد الخلق لا يرد الإساءة إلا بأخلاق عظيمة تجاه الأعداء، وهذه الأخلاق كان لها دور فعال في تحويل الأعداء إلى أصدقاء ومسلمين، لأن الإسلام دين معاملة وهو الذي جاء به سيدنا محمد وصل هذا النهج للقلوب من خلال جوهره الإنساني الذي عمل به بالتي هي أحسن، وكان يفترض على كل مسلم أن يحمل الرسالة ويسير على نهجه ولو كنا كذلك لأسلم العالم من خلال الأخلاق والإنسانية.

٭ ها نحن اليوم نعاني ونرى نتائج التطرف وخيمة على الإسلام والمسلمين نتيجة فكر منحرف هو من أساء للإسلام قبل غيره وعكس كل ما هو جميل بالدين، والأيام المقبلة ستكون أسوأ على المسلمين تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.