مقالات

يأجوج ومأجوج هذا الزمان “الجزء السابع” حقيقة يأجوج ومأجوج”٣”

عدنان بحروه

النظرية الرابعة
يأجوج ومأجوج كائنات غير أرضية
تبنّى هذا الفكر العالم المدقق المعروف ب((عالم سبيط النيلي))، وهذا المبنى الفكري قائم على منهجية لغوية حيث تفيد نظرية العالم النيلي بأن للغة حلاًّ قصديّاً وليست اللغة موضوعة على سبيل الإعتباط، ومن هنا بدأ بجولة تحقيقية في القرآن الكريم بناءً على الحل القصدي للغة، فالحل القصدي يرفض رفضا قاطعا أنتكون دلالة اللفظ خارجية جاءت من الإتفاق الجزافي وإنما هي ذاتية في اللفظ ومنشقة عن عناصرها الأولى وترتيبها التعاقبي. وخلافا للإعتباط يرى أن اللفظ ينطوي على الفكرة قبل الإستعمال بعد وهو عين الفكرة…. ومن هنا اختلف الحل القصدي للغة بل تناقض مع علم اللغة السائد تناقضا تاما في كل شيء، فكان من الطبيعي أن تكون نتائجه وتطبيقاته على النصوص مختلفة عما جرى عليه في الإعتباط قرونا طويلة.
فهو يعالج النص مستقلّا من المتلقي ويحرم على نفسه استعمال كافة الزدوات والوسائل الرعتباطية من تقديم وتأخير وحذف ومجاز وغير ذلك مما هو داخل في عملية إعادة بناء الجملة.[الطور المهدوي،١٢-١٣]
ومنهج العالم النيلي له ما يبرره:-
أ-أن كلام الله عزّ وجل في القرآن لا يشابه كلام البشر.
ب- أن أخذ زلفاظ القرآن الكريم بطريقة اعتباطية جزافية على حسب ما يراه أهل التفسير من دون تأمل في نفس الألفاظ والأحرف هو بعينه كقول القائل: لقد مات واضع القرآن والعياذ بالله،،، فيلزم أولا معرفة قصد نفس القائل والواضع.
ج- أنه وكما أن لكل شيء قاعدة ونظام فإن للألفاظ واللغة قاعدة ونظام.
د- إن الحرف له دخالة في تقويم الكلمة كما أن للكلمة دخالة في تقويم الجملة فلا ينبغي اعتبار الحرف بمثابة الآلة لغيره، فربما يكون له معنى وقصدا بنفسه.
ه- عدم اعتبار المجاز والترادف والاستعارة هي الأصل في فهم النص القرآني، بل لا بد من التثبت من نفس النص أولا فإن أحالنا نفس النص إلى هذه الطرائق فبها أو لا.
و- إن المعنى يظهر من الألفاظ والأصوات وإن لم تتمثل في جملة، وبالتالي ليست الألفاظ والأصوات فارغة ومعدومة القيمة.
ز- إن كلام الخالق له معنى حركي وهو أصل المعاني.
ح- مبدأ خضوع المتلقي للنظام القرآني من حيث الحل القصدي للغة، لا أن النظام القرآني خاضع للمتلقي.
ط- مبدأ قصور المتلقي عن الإحاطة بكل مقاصد القرآن من دون إعانة نفس القرآن.
ي-مبدأ التبيين الذاتي.
وبالجملة فإن فهم القرآن الكريم عبر مبدأ الحل القصدي للغة ينتج عنه مفاهيم جديدة مغايرة لما هو متعارف عليه، علما بإن هذا المنهج كان موجودا قبل تبلوره وتطبيقه على القرآن الكريم من قبل (العالم النيلي) ،فقد كان موجودا سابقا على يد غير واحد، لكن ما تميز به العالم النيلي رحمه الله أنه أعطى للنظام القرآني بعدا خاصا من حيث القصد الحلي للغة ورفض تشبيه ما في القرآن بما في غيره حتى على صعيد اللغة.
وعودا على بدأ فإنه ووفاقا لهذا المنهج ((القصد الحلي للغة)) فإن نظرية يأجوج ومأجوج أخذت طريقها للتبلور لتعطينا نتيجة مفادها: أن يأجوج ومأجوج ظاهرة غير أرضية بل هي فضائلية، وقبل أن نذكر نظرية العالم النيلي بالنص حول يأجوج ومأجوج فإننا نرشد القراء الأعزاء إلى ضرورة الوقوف على منهاج[العالم النيلي] لفهمه فهما كافيا، لأن منهجه في التحليل والبحث القرآني له مقدماته ،وطبيعته ومفرداته الخاصة ومن هنا ننصح القراء بقراءة كتابه الموسوم ب((النظام القرآني)) مقدمة في المنهج اللفظي المطبوع في مطابع الرز، بيانات النشر عمان: دار أسامة،سنة ١٩٩٩م.
قال العالم النيلي:
إن قصة ذي القرنين مختلفة عن جميع القصص القرآنية، وأكثرها غموضا على الإطلاق. ويكفي في ذلك أنهم اختلفوا في شخصيته
على عشرة أقوال وسبب تسميته على أحد عشر قولا…كما اختلفوا في ثمانية عشر لفظا وردت في القصة رغم قصرها الشديد… وبقيت القصة إلى اليوم لغزا محيرا عند العلماء إذ وجدوا أن العبارات مثل: ﴾فَأَتبَعَ سَبَبًا ﴿ ﴾سَاوَى بين الصدفين﴿﴾وَجَدَها تَغرُبُ في عَينٍ حَمِئَةٍ  ﴿  ﴾لَم نَجعَل لَهُم مِن دونِها سِترًا﴿ ،وجدوها مع القوم يأجوج ومأجوج أشياد مستعصية على الفهم.
والذين حاولوا تفسير جميع الألفاظ، بحسب ما فهموه من غير ما نظر لأجواء السورة نفسها وأغراضها تورطوا أكثر حينما الكثير من الأسئلة بغير إجابة؟؟؟
قالوا إن السد الذي بناه ذو القرنين في أذربيجان ولم يعثر أحد في المنطقة على ذالك السد.. وقالوا ربما يكون ذلك سور الصين.. علما أن سور الصين من حجر والمذكور في القرآن من حديد ونحاس. وتساءل الناس من هم يأجوج ومأجوج وأين يقطنون، فافترض البعض أنهم سكان الصين، بالرغم من أن صفتهم في المأثور النبوي لا تشبه صفة بني الإنسان على أرضنا من قريب ولا بعيد.
وقام صاحب الميزان بإحصاء الصور المحتملة لسرد القصة بناء على المعاني المتعددة والوجوه المحتلفة للمفسرين فوجدها بلغ أكثر من مليون صورة محتملة، واستنتج من ذلك أن أي كتاب مهما بلغ من العلم لن يتمكن من صياغة قصة غامضة على هذا النحو لتعطي هذا العدد من الصور، مما يدل على سماوية القرآن!!!
ولا نريد مناقشة هذا الاستنتاج بالمقارنة مع وصف القرآن لنفسه بأنه مبين ..لقد استخدمت في القصة لغة قرآنية بخلاف القصص القرآني وورد ذكر إسم أقوام مجهولين عندنا هم [ يأجوج ومأجوج ]، إذ لا يوجد على الأرض قوم اذانهم طويلة تستخدم عندهم فرشا وغطاء وبمقدورهم شرب ماء بحيرة طبرية عن آخره، كما ورد في الحديث، كما لا يوجد قوم على الأرض لا ستر لهم من الشمس ولا يوجد سور في الأرض يشبه سد ذي القرنين، مما يدل على أن أي تفسير يحاول فك رموزها على نطاق الأرض.
ولا أعلم لماذا أغفل المفسرون قول الإمام علي عليه السلام: { كل البشر ولد آدم إلاّ يأجوج ومأجوج } إذ تكفي هذه العبارات بمفردها على التيقن من أن الرحلة كانت لخلق ليسوا من ولد آدم وبالتالي فإنها ليست رحلة أرضية.
إن الحديث يعني أنهم مجبولون من الطين ولكنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة الادمية وبإمكاننا أن نفترض أنهم إذا كانوا في أرض أخرى في كوكب آخر فإن لهم طباعا مختلفة وعلاقة بالجاذبية والمجالات المغناطيسية وأوزانا شديدة الوطأة بالنسبة لنا لكننا نتفوق عليهم بالقدرات العقلية وباجتياز مراحل من الآدمية.
ماهي الدلائل على أن هؤلاء من كوكب آخر وأن رحلة ذي القرنين كانت في الفضاء:-
إن الدلائل كثيرة وسنذكر أهمها الأسلوب القرآني نفسه:
فلم يذكر القرآن سفراً أو رحلة بمثل هذه العبارة ﴾ ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا ﴿ … فهذه العبارة بمفردها تدل على السفر في الفضاء، ذلك لأنها في القرآن لم تستخدم إلاّ في هذا المعنى فقط :-
المورد الأول:- {{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾سورة غافر}}
المورد الثاني:-{{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴿١٥﴾الحج}}
المورد الثالث:- {{أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠﴾سورة ص }}
فهذه الموارد واضحة في معنى الإرتقاء إلى الفضاء ، والموارد الأخرى الأربعة في نفس القصة، ومجموع الموارد ولهذا اللفظ [الأسباب] هو ثمانية موارد.
،هنالك مورد واحد فقط لا يصرح بالرقي إلى السماء هو قوله تعالى في سورة{ البقرة} ((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) ))
وهو أيضا للرقي إلى السماء، رذ سيأتيك البرهان في فصل جنات الطور المهدوي وعذابه إن هذا عذاب المرحلة المهدوية حيث سيحاول الكفرة الهرب من الأرض عند رؤية العلامات الكونية-لإعتقادهم بدمار الأرض- وهو الذي يفسره في سورة الرحمن {{لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾}} {{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ﴿٣٥﴾}} … وفي الآيات دليل على أن الطور المهدوي يبدأ عند محاولة البشر تجربة القيام برحلات إلى الفضاء. ولذلك قال تعالى تقطعت (بهم) ولم يقل تعالى تقطعت بينهم الأسباب، ليدل على أن الفشل يلاحق الأسياد وعبيدهم على حد سواء.
رأينا في الأحاديث والروايات السابقة أنهم عليهم السلام يشيرون إلى جهة المغرب أكثر من مرة.. لوصف كواكب وأقوام. فما هو الموجود في جهة الشمس لحظة الغروب؟؟؟ الموجود عند غروب الشمس-باتجاه الشمس- هي الكراكب الداخلية الزهرة وعطارد فمن الممكن أن نتصور أن الرحلة كانت باتجاه هذه الكواكب وبخاصة أن الرحلة تمت بثلاث مراحل : ((وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا ﴿٨٣﴾ إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾فَأَتبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾الكهف))
تبدأ القصة على هذا النحو.. فالسفر في الفضاء شيء وقد زتاه الله من كل شيئ سببا فليكن السفر الفضائي من جملة ما آتاه.
حديث(١٣):-
عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى {{وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا }} قال: وأعطيناه من كل شيئا علما وقدرة وآلة يتوصل بها إلى مراده [ قصص الجزائري/ذو القرنين].
يذكر الإمام عليه السلام هنا وجود علم وآلة توصله إلى مراده. وهكذا بدأت السفرة بثلاث مراحل:-
الأولى: {حَتّى إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشَّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ في عَينٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَها قَومًا} ، لقد تحرك باتجاه الشمس لحظة غروبها، إذن فهو متجه نحو مدار الزهرة، وفي كل سنة تمر الزهرة بهذا المدار حيث تصبح مع الأرض في جهة واحدة.عند الغروب أيضا وصل إلى الزهرة لأنه لا يستغرق أي وقت يذكر. فوجد الشمس تغرب عليه في عين حمئة.أي في كرة أرضية عالية الحرارة داكنة اللون. لقد نص عبر الأئمة مرارا عن الكواكب بلفظ [عين] كما في النصوص الآتية:-
حديث (١٤) :-
في البحار عن الصادق عليه السلام:[ إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين شمس ].
حديث (١٥):-
فيه أيضا عن الصادق عليه السلام: [ إن من وراء عين قمركم أربعين عين قمر ].
حديث (١٦) :- في البشارة في علامات المهدي عليه السلام عن الأئمة عليهم السلام:- [يرون بدنا برزا نحو عين الشمس] . العين في اللغة لها سبعون معنى …لكن الأصل اللغوي لها هو: الشيء المكور بذاته والواضح وضحوحا كافيا [باب العين] ولذا سميت كرة الأبصار عينا وكرة الماء المتدفق ذاتيا من الأرض عينا.. أما كونها حمئة : فهو أوضح لأن الزهرة مرتفعة الحرارة إذ تقدر الحرارة فيها أكثر من مائة درجة مئوية ..مقابل سبعون درجة أقصى حرارة في الأرض. وهي شديدة اللمعان إذا شوهدت من الأرض ، لكن سطحها مظلم لكثافة الغيوم على طول السنة.
حديث (١٧) :-  الجزائري في قصص الأنبياء عن علي عليه السلام :[ قال ذو القرنين إني أريد أن أسلك هذه الظلمة..قالوا إنك تطلب أمرا ما طلبه أحدا قبلك من الأنبياء و المرسلين..قال لا بد لي من ذلك].حينما تكون الزهرة في منطقة قريبة من الأرض، وينطلق ذو القرنين إليها فإنه يصل بطبيعة الحال إلى الجزء المظلم منها. لأنها كوكب داخلي. لاحظ الرسم.
الرسم يمثل قطع مدار الزهرة عند الإنطلاق من الأرض وقت الغروب باتجاه الشمس،لاحظ أنه إذا اتجه عند الغروب إلى مطلع الشمس فإنه يتجه إلى الزهرة.
كوكب الزهرة كما تظهر في الأرض عند الغروب
وَوَجَدَ عِندَها قَومًا قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا ﴿٨٦
الزهرة مشابهة تماما للزرض حجما وسنتها قريبة من سنة الأرض (٢٢٧) يوما من أيامنا، ووجد فيها قومٌ بطور يقرب من طور الأرض وخيّره الله بين العقاب والقوة وبين الإقتناع والإحسان فاختار الجمع بين الفريقين:
﴾ قالَ أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذابًا نُكرًا ﴿٨٧﴾وَأَمّا مَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُ جَزاءً الحُسنى وَسَنَقولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسرًا ﴿٨٨
إذن (فوجد عندها) عند العين أي الكرة الأرضية لا عند الشمس،وقوله : سوف نعذبه، يدل على أنه وضع لهم قوانين وأنظمج وعقوبات وأفهمهم أمر الدين وعين لهم مرشدين، وإذن لم يكن مسافرا بمفرده. كما أنه بقي عندهم مدة كافية ثم ذهب إلى مطلع الشمس.
وقد يقال: رذا بقي مدة طويلة فلا بد أن الشمس طلعت عليه عدة مرات؟ الجواب كلا لم تطلع الشمس وهو الذي انطلق إلى مطلعها لأن الزهرة هي الوحيدة من الكواكب السيارة التي يومها طويل جدا بدرجة غريبة..
نص علمي: [ولم نكن نعرف مدة دورتها حتى عام ١٩٦٢ حيث كشف الرادار أن يومها يساوي ٢٤٧ يوما من أيامنا] دليل النجوم- ص٦٠ د.عبالرحيم بدر.
ولهذا بقي في الظلمة عدة أيام مواصلا السير .
حديث (١٨) :- الجزائري في قصصه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سار ذو القرنين في الظلمة ثمانية أيام وثماني ليال ومعه أصحابه.
من الواضح أنه عليه السلام يقصد ما يساوي هذا العدد من أيام الأرض لا من أيام (الزهرة) حسب الفرض.
المرحلة الثانية:-
ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا ﴿٨٩﴾ حَتّى إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشَّمسِ
إنطلق بالسرعة الفائقة ،لكن باتجاه مطلع الشمس.إذا كان دوران الزهرة حول محورها بطيئا جدا ويومها ما يقرب من سنة فيفترض أن يتجه إلى مغرب الشمس أيضا ليذهب إلى الكوكب الداخلي الآخر، (عطارد) فلماذا اتجه نحو مطلع الشمس؟ الجواب أنه لو تحرك باتجاه مغرب الشمس لعدا إلى الأرض وهو لا يريد ذلك إنه يريد الإنطلاق إلى عطارد..والسبب هو أن الزهرة الوحيدة من السيارات التي تدور من الشرق إلى الغرب مخالفة بذلك حميع أفراد المجموعة الشمسية كما في النص العلمي:
[ولكن الرادار نفسه اكتشف شيئا مذهلا حقا. وجد أن الزهرة تدور حول نفسها في اتجاه معاكس للكواكب الأخرى.فكل الكواكب تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق.أما الزهرة فتدور من الشرق إلى الغرب.] الدليل ص٦٠
وَجَدَها تَطلُعُ عَلى قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دونِها سِترًا ﴿٩٠
تحرك إذن باتجاه مطلع الشمس ووجد هؤلاء القوم على كوكب (عطارد). وهؤلاء ليسوا من العلم بحيث يمكن تعليمهم وليسوا أشرارا ليعاقبهم إنهم شبه عراة يمرون بطور بدائي يشبه الطور الذي مرت به الأرض قبل الزراعة وبناء المساكن.ولذا يفعل باتجاهم أي شيء :- ﴾ كَذلِكَ وَقَد أَحَطنا بِما لَدَيهِ خُبرًا ﴿٩١ ، أي كنا نتابعه خلال حركته بعلم إحاطي.
المرحلة الثالثة:-
﴾ ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا ﴿٩٢﴾ حَتّى إِذا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ
سار ذو القرنين بنفس الإتجاه نحو الكواكب الداخلية، والمشرق والمغرب أمر يخص الكرات الأرضية وهو لا علاقة له بذلك، ولذا لم يذكر القرآن هذه المرة المغرب والمطلع لأنه حدد لنا اتجاهه[بنقطتين يمكن رسم مستقيم بينهما] فلا ضرورة للكلام الزائد.
وَجَدَ مِن دونِهِما قَومًا لا يَكادونَ يَفقَهونَ قَولًا ﴿٩٣
هؤلاء درجة تطورهم أدنى من القوم السابقين وهم مساكين لا يحسنون حتى التعبير.فجعل تخلف اللغة دليلا على تدني معارفهم وهو أدق المقاييس إطلاقا. لم يعرف القوم من هو ذو القرنين، لذلك عرضوا عليه مطلبهم بسذاجة لمجرد أنهم رأوه بعساكر وقوة لا مثيل لها. عرضوا عليه أن يحميهم من يأجوج ومأجوج. مقابل ثمن:
﴾ قالوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا ﴿
لكنه كان بين السدين فأين يريدون وضع السد الجديد؟ إن أكثر الفقرات غموضا هو بناء السد، بالرغم من أنه ليس سدا كما سنرى. ولكن بناء على اقتراحنا السابق فإن هؤلاء القوم كانوا بين كوكبين في منطقة تعادل الجاذبية حيث هو المعبر عنه[بين السدين] وهذه هي طبيعة هذا الخلق، ذلك لأن السد في التعبير القرآني هو الحاجز المانع عن الحركة وغير المرئي-استخدم ثلاث مرات فقط، مرتان هنا في فقرات بناء السد، ومرة واحدة بالمعنى الذي ذكرناه في سورة يس:
وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾
أما يأجوج ومأجوج فإنهم على الكوكب الصغير نفسه، فهل كان يأجوج ومأجوج يهاجمون القوم منطلقين من كوكبهم؟؟؟؟
ففي رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام يذكر فيها أن ذا القرنين استمع في طريقه وهو بالرحلة إلى شرح مفصل من (أحد الملائكة) لعملية نشوء الزلازل، وعند التأمل فيها يظهر واضحا الربط بين الزلازل وبين القوى المغناطيسية للكوكب-وسوف نفصلها لاحقا- ولكن الذي يهمنا منها الآن أن الكوكب قريب من الشمس والمجال المغناطيسي فيه شديد الوطأة يدل على ذلك (إن كثافته مقاربة لكثافة الأرض رغم أن حجمه خمسة بالمائة منها وسرعته في المدار ضعف سرعتها تقريبا رغم أن يومه ٥٨ يوما من أيامنا مما يدل على شدة المجال المغناطيسي فيه).
الخطوط المغناطيسية تخرج من دائرة صغيرة في القطب الشمالي ممتدة إلى دائرة مثلها في القطب الجنوبي-وفي القطب بالذات ينعدم تأثير القوة المغناطيسية- وهذا هو المنفذ الوحيد لخروج يأجوج ومأجوج… يؤيد ذلك طبيعتهم القائمة على سرعة الحركة:
حديث (١٩) :-
البيضاوي في أنوار التنزيل وأسرار التأويل في يأجوج ومأجوج قال:
{وقيل إنهما من الترك وقيل إنهما إسمان أعجميان بدلالة منع الصرف}.
أقول إنه ليس في القرآن ما هو أعجمي :- سورة فصلت الآية ٤٤
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ
فالإسم مشتق من أج أي أسرع كما شرحته سابقا ،،،،
ما الذي فعله ذو القرنين؟ قام أولا بتصحيح لغوي لطلبهم، فهم أرادوا سدا لكنه أخبرهم بأنه سيجعل بينهم ردما !!! فما هو الفرق بين الردم والسد؟ فالسد رغم كونه قرآنيا غير مرئي لكن صورته الذهنية هي صورة الجدار الطولي. أما الردم فهو إغلاق فتحة علوية.
القاموس( ردم الثلمة وردم الكوة إذا سدها أو أغلقها.)
فالكوة التي تدخل فيها الشمس تردمها ولا تسدها، تخيل الخطوط المغناطيسية الخارجة من قطب مغناطيسي لآخر أو انظر للرسم سترى معنى الثلمة المغناطيسية
إذا أمعنت النظر والتدقيق في الرسم فإن شكل الخطوط يشبه شكل الصدفة، صدفة المحار ولكن الصدفة نفسها عليها نقوش خطوط تشبه تماما خطوط الفيض على كرة ممغنطة، فهناك أيضا في المحار دائرة صغيرة في الأعلى تخرج منها الخطوط على المحارة. إن الخطوط المغناطيسية (تنقطع) عند القطبين وفي هذه النقاط تضعف القوة ويمكنهم الإفلات منها. والطريقة الوحيدة لمنع القوم من الخروج هو توصيل الفيض ما بين الصدفين ولا يتم ذلك إلاّ ببناء مغناطيسي شديد الفيض فوق القطب، فاللازم إذن إستخدام الأسلوب العلمي لصناعة مغناطيس يوضع على القطب لسد الثلمة التي تبلغ ثلاثة أميال. فالمجال يسد الثلمة لكن المغناطيس يوضع على الجهتين وهو أصغر حجما من الثلمة كثيرا…. كيف تصنع المغانيط الحديثة؟ يجيب على هذا السؤال النص العلمي الآتي:
فبناء على نظرية الدايبولات الحديثة تكون ذرة الحديد هي أفضل المواد الفيرو مغناطيسية لأنها تحتوي على أربعة إلكترونات لا ازدواجية في الطبقة الثالثة متشابهة في اتجاه البرم. وتصنع المغانيط الحديثة من خليط الفيرات وهي عبارة عن أوكسيدات الحديد مخلوطة مع أوكسيدات مواد فيرو مغناطيسية أخرى كالنحاس،،،إذ يأتي في الدرجة الثانية بعد الحديد بالقابلية على التمغنط حيث تطحن أو
تضغط ثم تحرق بالنار فنحصل على مغانيط قوية ذات خصائص قوية فريدة]-الفيزياء-كلية العلوم-جامعة بغداد.
لقد قام ذو القرنين بالعمل على هذا النحو:-
قال :  {{آتوني زُبَرَ الحَديدِ}}
قرئت زُبَر الحديد –بفتح الباء- والمعنى القطع العظيمة الكثيرة (القاموس). لكنهم في قوله تعالى {{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا}}
اختلفوا بين الفتح والضم، وخالف ابن بري الجميع بما في ذلك خالويه حينما قال: ( من قرأ زبُرا بالضم فهي جمع زبور، أي جعلوا دينهم كتبا كثيرة. ومن قال زبرا بالفتح فهي جمع زبرة، أي قطعة أي تقطعوا قطعا قطعا).
ومن هذا الخلاف سننتقل إلى موضوعنا! ولأنهم تركوها اعتقادا منهم بأن السد عظيم فالقراءة بالفتح حتما هو المقصود،،،
فلو قرأناها بالضم لوجدنا المعنى أن نجمعها قطعا قطعا صغيرة اي المسحوقة سحقا.. وهذه هو سبب قوله {{فَأَعينوني بِقُوَّةٍ }} أحتاج قوتهم لتقطيع الحديد لا لحمله… ونكتفي هنا بشرحه…ونصل لمعنى واحد هو : آتوني القطع المقطعة من الحديد لأحرقها واخلطها بالنحاس وأصنع منها أكاسيد  تكون مغانيط فريدة!!
وهذا ما فعله، فلكي لا يضطر لنقل المغناطيس العظيم هذا فقد وضع الحديد بنفس المكان وبالشكل المطلوب بحيث يساوي في فيضه المغناطيسي بين الصدفين ثم أحرقه إحراقا شديدا ثم رمى في النحاس:
حَتّى إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتوني أُفرِغ عَلَيهِ قِطرًا ﴿
أراد القرآن الكريم بقوله جعلها نارا تأكيد عملية الإحراق في الجو لتكوين الأكاسيد، إتفق الجميع أن القطر هو النحاس ولكن اختلفوا في نوعه:
قال جماعة : هو النحاس المصهور لقول ابن عباس [قطر ان] فجزأه إلى قطر و ان أي في أوج حرارته.
لكن صاحب القاموس وصاحب اللسان قالا: إنه نوع من النحاس ولم يحدداه إذن فهو أوكسيد النحاس الذي إسمه القديم (زنجار النحاس). ولذلك أحرق الحديد وحده وأخّر النحاس لكونه متوفرا لديه كأوكسيد جاهز فيكفي المتبقي من الحرارة لإدخاله الخليط وصهره كون درجة انصهاره أوطأ من درجة انصهار الحديد…وإذن فعلى قراءة ابن عباس يكون معنى أن جاهزا لا مصهورا!! فأين هذا من قول المفسرين أنه بنى الحديد بالنحاس كما يبنى الحجر بالطين وسمّوه سد ذي القرنين رغم تصحيحه لخطئهم اللغوي وتسميته ردماٍ؟؟؟؟؟؟؟؟
فَمَا اسطاعوا أَن يَظهَروهُ وَمَا استَطاعوا لَهُ نَقبًا ﴿٩٧﴾
لم يقل يظهروا عليه، لأنهم أول مرة رأوا الطريق مفتوحا إلاّ هذا الشيء العجيب كحدوة الحصان..إنها تعني لم يقدروا على خرق المجال وهي عبارة بالغة الدقة وتخلو من التاء لهذا الرمز  {{وَمَا استَطاعوا لَهُ نَقبًا}} ، عندئذ عرفوا أن هذا الشيء الغريب(المغناطيس) هو السبب فأرادوا هدمه فما استطاعوا:-
اللسان: نقبت خف البعير إذا تآكلت وتهرأت إذن لم يحاولوا ثقبه كما ظن المفسرون بل حاولوا تهديمه لأن الثقب لا فائدة منه فالفيض متصل في الفراغ.
قالَ هـذا رَحمَةٌ مِن رَبّي فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا ﴿٩٨
وهذا الوعد هو يوم المهدوية –كما سنبرهن عليه لاحقا- ولهذا السبب إقترن خروج يأجوج ومأجوج بنزول المسيح عليه السلام-لأن دك الردم عند حدوث الوعد فيتمكنون من الخروج ثانية، ولما كان نزول المسيح عليه السلام مقترنا بظهور المهدي عليه السلام ، دلّ ذلك على أن الوعد مفردة استخدمت للإشارة لهذا اليوم.
أدلة أخرى متفرقة من المأثور على صحة التفسير:-
حديث (٢٠) :-
الجزائري في النور المبين عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى {إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ } قال : سخّر له السحاب ومدّ له في الأسباب فكان عليه الليل و النهار سواء.
حديث (٢١) :-
الجزائري أيضا عن الأئمة عليهم السلام في الإجابة عن سبب تسميته ذي القرنين قالوا عليهم السلام: لأنه دخل النور والظلمة.
ويحلل بالتحليل نفسه فهو يدخلهما بوقت واحد من غير انتظار لحركة الفلك لامتلاكه السرعة الفائقة ،وإلاّ فلا معنى للحديث، لأن أي فرد منا يمكنه الدخول إلى النور والظلمة.إن هذا يفك الرموز في حديث آخر حول شكل الأرض، جيث مرد في المأثور إجابة عن السؤال عن شكل الأرض أنها[ على قرني ثور]. أي على شكل قرني ثور فتعطي صورة الشكل المفلطح للأرض بدقة علمية أكير وإذن فلا مكان للسخرية من هذا الحديث الشريف من قبل أولئك المتحذلقين بغير ما دراسة في نصوص وآثار دينهم، يدل عليهم قولهم عليهم السلام عن ذي القرنين [أنه بلغ قرنيها] أي الأرض،أي بلغ جزأيها المتقابلين كقرني ثور شرقها وغربها.
حديث (٢٢) :-
السمرقندي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال: سمّي بذي القرنين لأنه طاف شرقها وغربها.
المثير للسخرية حقّا بقاء الأمة أكثر من زلف وأربعائة سنة جاهلة بمعنى هذا الحديث.
حديث (٢٣) :-
العياشي في تفسيره عن علي عليه السلام بشأن ذي القرنين:-
[ثم رفعه الله تعالى إلى السماء الدنيا فكشط الأرض كلها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب]. الحديث صريح في أن رحلاته كانت في الفضاء.
كشط في اللغة –{{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11)سورة التكوير}} أي فرجت وكشفت.
فاستعمل عليه السلام لفظ كشط للدلالة على نوع الحركة لارتباطه في القرآن بالسماء فقط.
حديث (٢٤) :-
الراوندي في قصص الأنبياء عليهم السلام عن الباقر عليه السلام: [ حج ذو القرنين بستمائة ألف، فسار إلى إبراهيم عليه السلام فقال إبراهيم عليه السلام بم قطعت الدهر؟]
إن قطع الدهر يعني(اختصار الوقت)، فهو يقطع المسافات التي لا تقطع إلاّ بالدهور مثل لمح البصر. ومن الواضح أنه ليس على الأرض مسافات تستغرق دهورا، لأن الدهر حدد في القاموس على أنه ثمانون سنة.
نص آخر:- البيضاوي في أنوار التنزيل حول المرحلة الثالثة من الرحلة ثم قال:- {{ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا ﴿٨٩﴾}} يعني طريقا ثالثا معترضا بين المشرق والمغرب من الجنوب إلى الشمال.
إن هذا النص يوكد ما قلناه من تحركه للمرة الثالثة نحو القطب الشمالي للكوكب لسد الثلمة المغناطيسية.
على أن في رواية الجبل المحيط تنكشف أسرار أخرى في القرآن تأتيك في محلها. وسوف نذكر الرواية فقط مع تعليق موجز:-
حديث (٢٥) رواية الجبل المحيط :-
في إكمال  الدين وإتمام النعمة بسنده عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال:
[ثم مشى على الظلمة ثمانية أيام وثماني ليالي وأصحابه ينظرون إليه حتى انتهى إلى الجبل المحيط بالأرض كلها وهو (الجبل الأعظم). وإذا بملك من الملائكة قابض على الجبل وهو يسبّح فخرّ ذو القرنين ساجدا فلمّا رفع رأسه قال له الملك : كيف قويت يا بن آدم على
على أن تبلغ هذا الموضع ولم يبلغه أحد من بني آدم قبلك؟قال: قواني عليه الذي قواك على قبض هذا الجبل وهو محيط بالأرض كلها. قال الملك صدقت لولا هذا الجبل لانكفأت الأرض كلها وليس على الأرض جبل أعظم منه وهو أول جبل أسسه الله ورأسه ملصق بالسماء الدنيا وأسفله بالأرض السابعة السفلى وهو محيط بها كالحلقة وليس على وجه الأرض مدينة إلاّ ولها عرق إلى هذا الجبل فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أوصى إليّ فحركت العرق الذي يليها فزلزلتها].
**إن الحديث يوضح المغناطيسية الأرضية ويوضح الصلة بينها وبين الزلازل فقوله: محيط بالأرض كلها، لا يعقل بأن الإمام علي عليه السلام يقصد به جبلا مرئيا فكيف يقول ذلك ولا أحد يرى هذا الجبل؟؟ فإذن الجبل غير مرئي.
قوله: ليس على الأرض جبل أعظم منه: فهو أعلى الجبال فعلا وأكبرها حجما.
قوله: وهو محيط بها كالحلقة:تصوير رائع في جميع جهاته.لأن المنظر العلوي والجانبي والمجسم كلها تظهر المغناطيسية على شكل حلقات.
قوله:ما من مدينة إلاّ ولها عرق إلى هذا الجبل ! تصوير رائع آخر بالغ الدقة لرسم الخطوط المغناطيسية، التي تمر بكافة الأرض.
قوله: رأسه ملصق بالسماء الدنيا، أي بالسماء القريبة تحديد آخر لمدى ارتفاع الخطوط الذي يبلغ بضعة آلاف الكيلومترات.
قوله: وأسفله بالأرض السابقة السفلى: تحديد علمي آخر  فيه دقة مدهشة! فلم يكتف بالقول الأرض السابعة حتى قال السفلى ليدلل على أنه في باطن الأرض أيضا لأن الخطوط تدخل في القطب الشمالي رلى الجنوبي في عمق الأرض وفي أي مغناطيس آخر.وهذا ما يسمى بالقلب المغناطيسي للأرض.
قوله: وهو أول جبل أسسه الله. تحديد علمي آخر مدهش، فإن المغناطيسية كقوة طبيعية تكون مرافقة لتكون الأرض وجزءا لا يتجزأ من طبيعة وجودها وكتلتها وهو قطعا سابق على نشوء أي تضاريس جبلية! بل فيه إشارة إلى تكون الجبال فيما بعد.حسبما زثبت العلوم الجيولوجية.
بالمحصلة أن هذا الجبل هو القابض بمجمع الخطوط الكائن في القطب وهو الذي يحدد زاوية الميل المحوري لكل كوكب. وفي الأرض تتحكم هذه الزاوية بكل شي… فزاوية الميل هي التي تتحكم في تعرض الأرض لأشعة الشمس وبالتالي تكون الرياح والأمطار….الخ
— أمّا سر المغناطيسية فلا أحد يزمل في الوصول إليه:
نص : [… وتجدر الإشارة إلى أن مغناطيسية الأرض معقدة جدا بالرغم من الفرض الجديد للألماني ولتر القائم على أساس التيارات المائعة في قلب الأرض إذ لا زالت الحقائق عنها هزيلة والمعروف منها أمور متضاربة تجعل الحصول على نظريته عن أصل المغناطيسية الأرضية أمرا بعيد المنال.]نظرية المجال/ كلية الهندسة.
وتشير معادلات ماكسويل في الحقل المغناطيسي إلى فيض الحقل يعتمد على قيمة الشكل المتجه للحقل وعلى القيمة الآنية للتمرير في المادة. وقيمة الشد تعتمد على حركة المحور وزاوية ميله .
ولذلك كان البيضاوي في [أنوار التنزيل) وابن منظور في ( لسان العرب) يحومان حول المعنى من غير أن يعرفا أسراره:
البيضاوي: فلمّا ساوى بين الصدفين الصدف بالفتح والضم لغتان وكلاهما من (الميل) ولكن أي ميل لم يكن يدري؟هكذا قالوا.
اللسان: ،الصدف منقطع الجبل المرتفع وبه قرأ {إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ َ} !والصدف غشاء الدُرّة، صدف الدرّة غشاؤها.
إن عبارة [منقطع الجبل] المرتفع ليست لغوية قطعا بل تسربت إلى المعاجم من علماء القرآن فهناك على القطب تنقطع الخطوط السبيهة بالجبال. ولا معنى آخر لعبارته.
وعلى معنى غشاء الدرّة يطابق المعنى بصورة أكثر دقة .. فهو يتضمن معنى الخيوط ومعنى الإحاطة ..فكأن المغناطيسية أشبه بغشاء يغطي الأرض كغشاء الدرة في الصدف.
هذه خلاصة شديدة التركيز لما يتضمنه هذا الحديث من أسرار وعدا ذلك فإن له صلة بالكثير من الآيات القرآنية ومعانيها. [الطور المهدوي،ص٤٢ وما بعدها.]
وإلى هنا يكون قد تم لدينا نظريات أربع حو يأجوج ومأجوج :-
أ-النظرية التقليدية وهي قائمة على الفهم التقليدي للآيات و الروايات.
ب- نظرية المغول والتتار. وهي نظرية تطبيقية.
ج- نظرية المادية العالمية. وهي نظرية تعتمد على الفهم الرمزي للآيات والروايات خاصة.
د- نظرية الكائنات الفضائية . وهي نظرية قائمة على الحل القصدي للغة والمنهج اللفظي للقرآن.
ولنا أن نسأل أي من هذه النظريات أصح وأرجح ؟والجواب:
إن كل نظرية قائمة على منهج معين فعلينا أولا أن نعترف بالمنهج ونتبناه حتى نعترف بالنظرية المتفرعة عنه، نعم إن النظرية الأولى مقبولة لأنها لم تعتمد التحليل ومحاولة الاسقاط على الواقع، ولذا نجد أن النظريات الثلاث الأخيرة لم تنكر النظرية الأولى بل ثبتتها بحسب مناهجها الخاصة بها، وأما النظرية الثانية فهي تحاول إسقاط الآيات والنصوص على الواقع فيما أنه ليس من المعلوم ذلك اللهم إلاّ على سبيل الإحتمال، وأما النظرية الثالثة وإن كانت غير واقعية من ناحية توصيفية بحسب الفرض إلا أنها نظرية تضم إلى الواقع من دون منافاة معه.
أمّا النظرية الرابعة فهي كما نرى قائمة على منهجية صعبة التفكيك فإن قبلنا بهذه المنهجية نقبل بها وإلاّ فلا، إلاّ أنها قريبة من مجريات الأحداث العلمية الأخيرة، فضلا عن تخطيها للعقبات التي حالت دون فهم النصوص الغربية المتحدثة عن يأجوج ومأجوج ، ولكننا لا نستطيع تبني هذه النظرية بنحو عام إلاّ عند دراسة المنهجية التي أنتجت هذه النظرية وغيرها، ودراسة هذه المنهجية تحتاج إلى وقت طويل وسنخصص له بحث آخر بإذن الله.
يتبع التحقيق في خروجهم أم لا،،،،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.