مقالات

تبادلنا التهاني.. شنو صار؟!

هنأنا المسيحيين بأعيادهم وهنأونا بأعيادنا.. احتفل المسيحيون بأعيادهم، ونحتفل نحن بأعيادنا.. كلنا على أرض واحدة.. ماذا حصل؟ ما تأثير ذلك فينا ككويتيين على هذه الأرض؟ ماذا خسرنا؟ هل أدى كل ذلك إلى خلل في مجتمعنا أم ماذا؟

علامات أسئلة كثيرة راودتني بعد أن انتهت احتفالات ميلاد رسولنا الأعظم وعيسى عليه السلام.. كل منا احتفل برسوله الذي أنزله خالقنا سبحانه وتعالى.. فوجدت أن شيئاً لم يصبنا أمة الإسلام من مشاركتنا إخوتنا المسيحيين احتفالاتهم وأفراحهم.. والحال نفسها عند المسيحيين في مشاركاتهم مناسباتنا الدينية في عالمنا العربي.

لقاء رائع للوطن مع راعي كنيسة مارمرقس للأقباط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي قال فيه: «الأديان لا تتصادم إلا حين يكون هناك فهم خاطئ لها». وأضاف «إذا هدموا الكنائس فسنصلي في المساجد، وإن هدموا المساجد فسنصلي مع المسلمين في الشوارع».. وهذا ما يجب أن نفهمه جميعنا، لأن الأديان كلها نزلت من السماء، وربها واحد هو رب العباد، فلماذا نرفضها ونعتبرها كفراً؟!

شعب المسيح وشعب محمد واحد كلهم يعبدون الواحد الديانا

بيت شعر يلخص فلسفة الأديان والغاية منها، والهدف منها، وهو ما يجب أن نتعامل على أساسه مع من يختلف عن ديننا من الأديان السماوية الأخرى، لأنها في النهاية تصل إلى خاتمة.. روعة بالحب والتواصل والتسامح.

وكما نحب أن يتسامح الآخرون معنا نحن المسلمين.. ويسمحوا ببناء المساجد على أرضهم.. علينا أيضاً أن نتفهم حاجة الآخرين لدور عبادة يلجأون إلى الرب منها.

وأكاد أجزم بأن من يعارض بناء الكنائس في الكويت لا يفهم سماحة الأديان.. ويخاف على دينه من مجرد بناء كنيسة، علماً بأننا نعيش فترة تعصب ديني والتزام يفترض أن يكون حصناً حصيناً.. بحيث لا يؤثر في ديننا شيء مهما كان قوياً ومهما كانت قوية تلك المؤثرات الخارجية، فالملتزم والمتمسك بدينه لا تؤثر فيه أي ممارسات دينية لدين آخر.

عندما جاءت الإرساليات التبشيرية المسيحية إلى الكويت وبنت المستشفيات في كويت الثلاثينات والأربعينات بغرض جذب المواطنين إلى المسيحية من خلال أعمال الخير، لم يتحول كويتي واحد من إسلامه إلى المسيحية، لأن الكويتيين – آنذاك – كانوا أكثر إسلاماً وتفهماً لمعنى الإسلام الحقيقي، قبل أن تضاف إليه كثير من الاجتهادات الشخصية التي فرضت على الجميع بحجة العادات والتقاليد، وإسلامنا غير.

أتمنى من السلطات المختصة في الكويت تفهم حاجة جموع المسيحيين في الكويت لكنيسة جديدة تستوعب أعدادهم الكبيرة، حتى يدخلوها ويصلوا بها.. ويتوجهوا الى خالقهم.. وهو الخالق ذاته سبحانه الذي نتوجه إليه نحن المسلمين في مساجدنا.. لندعوه ونشكره على نعمه.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.