مقالات

يا الربع طمنونا

قرأنا تحذيرات عن كارثة اقتصادية عظيمة ومرعبة ستحل بالولايات المتحدة في شهر مارس المقبل سنكون من ضحاياها على اعتبار ان الكويت تستثمر المليارات في الولايات المتحدة، مع ذلك لم نسمع تطمينات من أي مصدر حكومي أو مسؤول من الهيئة العامة للاستثمار التي تدير صندوق الأجيال القادمة عن ذلك الموضوع، ولم يخرج أحد من الحكومة كوزير المالية لكي يفعل المثل.لم يخرج علينا أحد لكي يخفف الوجل عندنا، ويقول لنا ان بلدنا بأمان خاصة مع ذلك التدهور السريع لأسعار النفط الذي فقد أكثر من سبعين دولارا في البرميل، ولا يبدو في الأفق ما يدعو للتفاؤل بارتفاع سعره قريبا.الخبر يقول إنه سيكون من المستحيل تجنب ذلك الانهيار الاقتصادي الضخم الذي ستتأثر فيه الولايات المتحدة الى حد كارثي يبلغ 100 تريليون دولار، فما هو موقف الكويت اذا حدث ذلك، وهل هناك خطط للتعامل مع مصيبة كبيرة كتلك اذا – لا سمح الله – صدقت التوقعات وحدثت أم ان القضية سيتم التعامل بها بطريقتنا الكويتية الشهيرة القائمة على ترك الأمور تسير عالبركة، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.لن يستطيع أحد ان ينكر ان ما يحدث حولنا في العالم مخيف، فالكرة الأرضية برمتها تبدو كأنها تجلس على صفيح ملتهب، ما يجعل كل واحد منا يضع يده على قلبه من الخوف، فدول تتعاون مع أخرى من أجل اغراق دول ثالثة بالديون، والعجز المالي، والعملة المنخفضة، ودول تتكاتف مع بعضها من أجل اسقاط أنظمة دول ثانية حتى لو لم تكن على خلاف حاد معها، ودول تريد تغيير جغرافية دول معينة لأهداف تخصها، وعصابات تكفيرية خرجت من غياهب الظلمات، تقتل الجميع بمن فيهم أهلها، وتترك من يجب عليها قتاله من الأعداء، وأموال ضخمة تذهب في مصارف الخراب والدمار في نفس الوقت الذي تذهب فيه ملايين الأرواح الى خالقها بسبب الجوع والمرض، ومقاتلون من كل حدب وصوب اختاروا الدمار على العمار، وفضلوا الخسائر على الأرباح، وتسابقوا على قتل الأنفس بدلا من التسابق على احيائها، وأرواح تذهب ضحية بسبب دينها أو مذهبها أو معتقدها أو آرائها، ونتيجة ذلك كله كراهية شديدة تعمّ الأنفس في كل مكان، وحقد كبير يسكن الصدور في مختلف أرجاء الأرض، والكراهية لا يقابلها حب، والحقد لا يقابله ود، والمحصلة نار تتلظّى أمامنا ستحرق معها الأخضر واليابس، فأين نحن من ذلك كله، وكيف سنحفظ أنفسنا ونحن دولة صغيرة لا تملك غير مورد رزق واحد، عائداته كريشة في مهب الريح.يا حكومة الوضع بشكل عام مش كويس، فهل لديكم خطط لتأمين سلامة سفينتنا في تلك الأمواج العاتية المتلاطمة والا تاركين الأمور تسير على البركة، وانتم ما عليكم الا الشخري.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.