مقالات

يأجوج ومأجوج “الجزء الثامن” هل خرجوا؟؟

عدنان بحروه

هل خرجوا أم لا؟؟؟
من اليقين بأن يأجوج ومأجوج سوف يخرجون لاعتبارين اثنين :-
الأول: اندكاك السد حيث قال تعالى : {قالَ هـذا رَحمَةٌ مِن رَبّي فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا ﴿٩٨﴾}.
الثاني:- صريح القرآن الكريم حيث صرح الله تعالى بخروج يأجوج ومأجوج بقوله تعالى:سورة الأنبياء{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦
فالخروج إذن متيقن ،أما السؤال الجدير بالإهتمام هو : هل أن يأجوج ومأجوج خرجوا أم لا؟؟؟!!!!
الجواب عن هذا السؤال يعود إلى استنتاجات سابقة على أساسها نعلم بخروجهم او عدمه، فحاولت أن أحصر الإجابة بعدة نقاط:
أ-هل يأجوج ومأجوج هم بشر أم لا؟
ب- هل يأجوج ومأجوج هم ظاهرة مفاهيمية رمز إليها بمصطلح يوحي بأنهم بشر.
ج- هل يأجوج ومأجوج هم ظاهرة غير أرضية وبالتالي هم كائنات من كواكب أخرى؟
د- هل يأجوج ومأجوج يخرجون قبل ظهور المهدي عليه السلام أم لا؟
ه- هل يأجوج ومأجوج يخرجون بعد ظهور المهدي عليه السلام أم لا؟؟
و- هل أن يأجوج ومأجوج يخرجون مقارنة مع نزول المسيح عليه السلام ،أم أنهم يخرجون قبل نزوله، أم أنهم يخرجون بعده ؟
ز- هل أن يأجوج ومأجوج من علامات يوم القيامة؟
ح- هل أنهم إذا كانوا من علامات يوم القيامة أو من أشراط الساعة ، فإنه لا يشترط بأشراط الساعة أن تكون قريبة من يوم القيامة؟
ووفقا لهذه الأسئلة تأتي الإجابة،وعلى أي حال فإنه وفقا لصحة كونهم بشرا فهنا احتمالات:
الأول:- بناءً على صحة نظرية أنهم مغول والتتار فإنهم خرجوا بلا شك، ولكننا لم نسمع باندكاك سد ما ،وكما أن الروايات تحدثت عن موتهم وهلاكهم ولكن ما سمعناه ورأيناه أن المغول والتتار قد دخلوا في الإسلام!!!! فهذا الإحتمال ساقط.
الثاني:- إذا لم تتحقق نظرية المغول والتتار فهذا يعني أنهم لم يخرجوا جزما وذلك بالإعتماد على أنهم بشر.
أما إذا قلنا بأنهم ظاهرة مفاهيمية بناءً على أطروحة الشهيد السيد محمد الصدر فإنهم كمادية عالمية حديثة قد خرجوا بالمعنى الرمزي للكلمة، أو أن بداية خروجهم قد حلّت، وعلى أبعد التقادير سيخرجون قبل ظهور المهدي عليه السلام.
وإنما قلنا بأنهم خرجوا –بالمعنى الرمزي- لأن المادية الحديثة قد غزت المسلمين وأذاقتهم الويلات و المحن كما لا يخفى عنكم، نعم ما زالت في بداياتها والقادم أعظم.
وأما بناءً على نظرية الكائنات الغير أرضية فإنهم لم يخرجوا بعد اللهم إذا قلنا بأن غزو الغربيين لنا بواسطة الإمكانات التي حصّلوها من استخدام الفضاء قد تم وهو في اتساع واطراد، لكننا لا نعلم إذا كان المراد بالكائنات الفضائية كائنات جسمانية مستقلة،أم أن المراد أمر رمزي يشير إلى نفوذ البشر في الفضاء؟؟
وعلى جميع هذه التقادير فإن قضية خروج يأجوج ومأجوج تتبلور بشكل أحسن وأفضل وأجلى من خلال الوقوف على الإجابة عن سؤال: متى يخرجون؟؟؟؟؟؟ والإحتمالات ثلاث
الإحتمال الأول:- خروجهم قبل ظهور المهدي عليه السلام، وقبل نزول المسيح عليه السلام وهنا يكون احتمال خروجهم سابقا وهو قول ضعيف من وجهة نظرنا.
الإحتمال الثاني:- خروجهم بعد ظهور المهدي عليه السلام، ومع نزول المسيح عليه السلام أو بعده، وهنا احتمال خروجهم سابقا يكون ساقطا بالكلية لماذا؟ لأن المهدي عليه السلام لم يظهر بعد فكيف لنا القول بأنهم خرجوا.
الإحتمال الثالث:- إن خروجهم قبل قيام الساعة، وهنا اليقين بعدم خروجهم سابقا متحقق كامل التحقق.
ومن هنا نعلم بأن احتمال تحقق خروج يأجوج ومأجوج في زمن مضى أو في أيامنا هذه مرهون بكونهم يخرجون قبل ظهور المهدي عليه السلام، وإذا ما ثبت لدينا عدم بشرية يأجوج ومأجوج ،وعدم كونهم من الخارجين قبل ظهور المهدي عليه السلام فإن القول بأنهم المغول والتتار يكون ساقطا وغير صحيح كليا، بينما القول بعدم خروجهم سابقا غير مرهون بكون موعد خروجهم قبل ظهور المهدي عليه السلام أو بعده، فربما يكون موعد خروجهم قبل ظهور المهدي عليه السلام ولكنهم لم يخرجوا سابقا..
متـــــــى يخـــــرجــون
إن معرفة موعد خروج يأجوج ومأجوج مرتبط ارتباطا وثيقا وعضويا بالآيات القرآنية الواردة بشأنهم من جهة ،وبالروايات الصادرة عن النبي صلى عليه وآله وسلم، والمعصومين عليهم السلام.
وقد صرّت الآيات والروايات بثلاث حقائق:
الحقيقة الأولى:- أنهم حبسوا في دائرة السد المعروف بسد يأجوج ومأجوج.{ قالوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا ﴿٩٤﴾ }
الحقيقة الثانية:- أنهم باتوا فترة غير قليلة داخل السد دون قدرتهم على تجاوزه لا من فوق ولا من تحت.{ وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا ﴿٩٩﴾} في قصص الأنبياء جاء الحديث: ( أن يأجوج ومأجوج يدأبون في حفر السد ليلهم ونهارهم حتى إذا تعبوا قالوا غدا نعيد الكرة.
الحقيقة الثالثة:- أنهم سيخرجون يوما ما حتما وذلك بعد اندكاك السد وهدمه.{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦الأنبياء}
يجب أن نقف ما حددته الآيات والروايات حول موعد خروج يأجوج ومأجوج :
أ-إن موعد خروجهم هو مجيء وعد الله عزّ وجل، واقتراب وعد الحق.{فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا ﴿٩٨﴾} وقال تعالى : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ …٩٧(سورة الأنبياء}، فتعبيره عزّ وجلّ ب(وعد ربي) (واقترب الوعد الحق) ،شاهد على موعد خروج يأجوج ومأجوج ولكن الخلاف وقع حول المراد بمجيء وعد الله، واقتراب الوعد الحق على أربعة أقوال:
الأول : قبل ظهور المهدي عليه السلام، ونزول المسيح عليه السلام.
الثاني : بعد ظهور المهدي عليه السلام ونزول المسيح عليه السلام.
الثالث: قبل قيام القيامة.
الرابع: موعد خروج يأجوج ومأجوج مطلقا.
ب- إن موعد خروجهم هو قريب من عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا ما يوحي به الحديث المروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم ،،،
حيث ورد أنه عليه الصلاة والسلام استيقظ من نومه وهو يقول: لا إله إلا الله ،ويل للعرب من شر قد اقترب،فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه،وعقد عشرا.
وهذا الحديث يوحي بأن موعد خروج يأجوج ومأجوج قريب من عهده عليه الصلاة والسلام، ويتبادر إلى الذهن مباشرة هجوم المغول والتتار على البلاد الإسلامية. ولكن هذا يختلف اختلافا تاما لو أعمقنا بالتفكير والتحقيق.
ج- إن موعد خروج يأجوج ومأجوج في عهد نزول عيسى عليه السلام، وفي الحديث:
فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور.ويبعث الله يأجوج ومأجوج ،وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها ثم يمر آخرهم فيقولون: لقد كان في هذا ماء مرة.
ويحضر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم. ويرغب نبي الله عيسى وأصحابه ،فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة.
ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر، إلاّ ملأه زهمهم ونتنهم ،فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله. ثم يرسل الله مطرا لا يكنّ منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ،ثم يقال للأرض :أنبتي ثمرتك وردّي بركتك. فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها. ويبارك الله في الرسل حتى أن اللقمة من الإبل لتكفي ألفا من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة، واللقمة من الغنم لتكفي الفخذ.[م.س]
فمن الحديث نستنتج عدة نقاط:
الأولى:- حضور النبي عيسى عليه السلام في موعد خروج يأجوج ومأجوج .
الثانية:- أن المسيح عليه السلام يحصن المؤمنين ((فحرز عبادي إلى الطور)) من أذى يأجوج ومأجوج.
الثالثة:- أن يأجوج ومأجوج يموتون بدعاء عيسى عليه السلام وأصحابه (ويرغب نبي الله عيسى وأصحابه).
د- أن موعد خروجهم حين قيام الساعة، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: لن تكون أو لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات :…وعدّ منها: خروج يأجوج ومأجوج.[الإلهيات للسبحاني]
ه- أن موعد خروجهم في ظل وجود المسلمين، وزوالهم أيضا في ظل وجود المسلمين ،وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،قال: سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين.[م.س]
مناقشة المواعيد الخمسة :-
١-الموعد الأول:- وهو موعد مجيء وعد الله عزّ وجلّ واقتراب الوعد الحق، وهنا نناقش الإحتمالات الأربعة التي ذكرناها سابقا، ونذكرها هنا وهي:-
الأول: موعد خروجهم مطلقا، وهذا لا يفيدنا لأنه أمر يقيني.
الثاني: قبل قيام القيامة، أي الإلتزام بأن موعد خروج يأجوج ومأجوج هو موعد تحقق أشراط الساعة وعلامات القيامة، وهذا الموعد مبني على قوله تعالى :{{فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴿١٨﴾محمد}}.
والآية غير متضمنة لتعيين ماجاء من الأشراط، لكن قال ابن عباس: والنبي من أشراطها، ولقد قال بعثت أنا والساعة كهاتين.[الإلهيات للسبحاني ،ج٤، ٢٤٢].
وكون بعثة النبي من معالم الساعة، لا ينافي وجوده هذه الفترة الطويلة بينه وبين القيامة،وذلك لأن ما مضى من عمر الأرض والمجتمع الإنساني أزيد بكثير مما بقي منه، فيصح جعل ظهوره من معالم الساعة.[م.ن ]
وهذا ومما يرجح عدم احتمال كون موعد خروج يأجوج ومأجوج من موعد دنو قيام القيامة:
أولا: إذا كانت بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أشراط الساعة، وقد بعث صلى الله عليه وآله وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، فمن باب أولى كون موعد خروج يأجوج ومأجوج من أشراط الساعة لا ينافي خروجهم قبل ظهور المهدي عليه السلام ونزول المسيح عليه السلام أو بعد ذلك.
ثانيا: إن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ويل للعرب من شر قد اقترب)) يدل على سبق خروج يأجوج ومأجوج من موعد القيامة القريب جدا.
ثالثا: إن وجود خوف بين المسلمين من ظاهرة يأجوج ومأجوج كما ورد في الروايات من قبيل: (تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون…
فيعمون الأرض وينحاز منهم المسلمون، حتى تصير بقية المسلمين في مدائنهم وحصونهم، وضمون إاليهم مواشيهم.[م. س.]
إن وجود هذا الخوف يدل دلالة واضحة على أن هذا الخوف حاصلٌ قبل ظهور المهدي عليه السلام لأنه وبعد ظهوره عليه السلام لا يوجد ثمة خوف، لأن الله عزّ وجل يقول: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ…} الآية. [55].سورة النور
نعم يمكن كون احتمال موعد خروجهم حين قيام الساعة قويا من خلال سياق الآيات الواردة بشأن يأجوج ومأجوج ، فتعبير {هِيَ شَخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، {يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ} ، {حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } من دلالات القيامة.
وذلك في قوله تعالى : {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هذا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)الأنبياء} .
ولكن هذا الفهم من سياق الآيات يمكن التنازل عنه لصالح القول بأن الوعد الحق هو ظهور المهدي عليه السلام من خلال القول بأن : (( تطبيق الأطروحة العادلة الكاملة بعد الظهور، يصوغ المجتمع البشري بشكل جديد وقويم لا قبل للكافرين والمنحرفين به، ومعه يكون من الطبيعي أن تكون {شَخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} . ومن الطبيعي أيضا أن يقولوا في ذلك المجتمع الكريم : {يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا } في عصر الغيبة الكبرى : عصر الفتن والإنحراف: {فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } فاشلين في التمحيص الإلهي.
والتوبة لا تكون مقبولة من المنحرفين، بل يبادر الإمام المهدي عليه السلام في قتلهم واستئصالهم . ومن هنا ينطبق فيهم الوعد الربّاني في قوله تعالى : {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ} من أشخاص ومصالح كانت مقدسة في عهد الفتن والإنحراف {مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } .
والخلاصة في هذا المقام أن أرجحية عدم كون موعد خروجهم قبل قيام الساعة بقليل قائمة، ولا أقل من عدم دلالة هذا الإحتمال على نفي الإحتمالات الآخرى، وذلك لأن قرب القيامة يصدق على أحداث ما قبل ظهور المهدي عليه السلام وما بعده.
الثالث:- أي بعد ظهور المهدي ونزول المسيح عليهم السلام.
وهذا مما يتعارض مع أمرين اثنين على أقل تقدير :
١)أن الروايات أظهرت بأن المسلمين خائفين وهذا لا محل له بعد قيام المهدي ونزول المسيح عليهم السلام وقيام الدولة العالمية ا
الآمنة من كل خوف.
٢) إن الروايات الواردة حول ما بعد ظهور المهدي عليه السلام ،ونزول المسيح عليه السلام خالية من ذكر يأجوج ومأجوج.
الرابع:- قبل ظهور المهدي عليه السلام ونزول المسيح عليه السلام،
وهذا المرجح لعدة أسباب:-
أ-بانضمام جميع الكلام السابق.
ب- انتشار الخوف بين المسلمين وهذا يدل على عدم هيمنة المسلمين وسيطرتهم، بينما نرى بأن للمسلمين الأمن والإستقرار بعد قيام المهدي عليه السلام.
ج- عدم تعرض الروايات المتحدثة عما بعد الظهور ليأجوج ومأجوج .
د- إن ظاهرة يأجوج ومأجوج في حال كانت ظاهرة بشرية فإن الفصل بين المصلحين والمفسدين سوف يتحقق عند ظهور المهدي عليه السلام،وبعد ذلك سوف تكون الظواهر تكوينية لا بشرية.
•قد يقال بأن خروج يأجوج ومأجوج يكون عند نزول المسيح عليه السلام، وقد ظهرت الأخبار بأن نزول المسيح عليه السلام متأخر زمانا عن ظهور المهدي عليها لسلام، فيكون خروج يأجوج ومأجوج بعد ظهور المهدي عليه السلام، ولكن يقال للجواب على هذا:-
أولا:- إن الروايات المتحدثة عن مرحلة ما بعد الظهور لا تشير من قريب ولا من بعيد إلى يأجوج ومأجوج رغم شهرة ظاهرتهم.
ثانيا:- إن الخبر الوارد عن المسيح عليه السلام وكيفية تعامله مع يأجوج ومأجوج مسكوت عنه في الروايات الكثيرة الباقية.
نعم ثمة روايات تتحدث عن انتشار يأجوج ومأجوج بعد الظهور، وفي الحديث: (( ويظهر المسلمون فيكسرون الصليب ويقتلون الخنزير ويضعون الجزيه فبينما هم كذلك أخرج الله أهل يأجوج ومأجوج.(م . س )
ولكن كما ذكرنا فإن هذا معارض بالأخبار المتضمنة لوجود الخوف بين المسلمين، وهو منتف بعد قيام المهدي عليه السلام بلا شك، كما أن أحداث ما بعد الظهور لم تشر صراحة ولا حتى تلميحا إلى ظاهرة يأجوج ومأجوج.
ومهما يكن فإن احتمال موعد خروج يأجوج ومأجوج قبل ظهور المهدي عليه السلام قوي جدا،
تشبيه المهدي عليه السلام بذي القرنين عليه السلام، وفي الحديث عن الباقر عليه السلام : (إن ذا القرنين قد خيّر بين السحابين، واختار الذلول، وذخر لصاحبكم الصعب. قال: قلت وما الصعب؟قال: كل سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة وبرق فصاحبكم يركبه، أما أنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضيين السبع خمس عوامر وإثنان خرابان.)قصص الأنبياء.
ومما يرجح القول بأن موعد خروج يأجوج ومأجوج هو قبل ظهور المهدي عليه السلام تفسيره قوله تعالى: {فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي} بأن المراد بوعد ربي أي ظهور المهدي عليه السلام.
•ولئن قلنا بإن احتمال موعد خروج يأجوج ومأجوج قبل قيام القائم المهدي عليه السلام هو احتمال قوي ، إلّا أنه ليس أمرا يقينيا كما لا يخفى،
• وإذا عرفنا خلاصة ما توصلنا إليه فإنه يظهر لدينا عدم منافاة ما استخلصناه من نتيجة، مع مواعيد خروج يأجوج ومأجوج الخمسة التي ذكرناها، فقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم(( ويل للعرب من شر قد اقترب)) لا ينافي ذلك، كما أنه لا ينافي كون ذلك في عهد المسلمين، ولا ينافي ذلك كون موعد خروجهم قبل قيام الساعة لأن ظهور المهدي عليه السلام أيضا هو قبل قيام الساعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.