داعش ينشئ جهاز أمن جديد لملاحقة “الفارين من الزحف”
أنشأ تنظيم داعش جهازاً أمنياً جديداً، يعنى بالمهاجرين والمقاتلين المنضمين إلى صفوفه في محافظة الرقة السورية، أطلق عليه اسم “الشرطة العسكرية”.
وبحسب وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، اليوم الأحد، قال أحد قادة التنظيم أبو عزام “بعد كل الانتصارات التي حققتها الدولة الإسلامية، ونجاحها في كل المجالات العسكرية والإدارية والمؤسساتية، وتكامل البنية التحتية لها، أخذت على عاتقها توفير المؤسسات والإدارات اللازمة لضبط المخالفات وتسيير أمورها، ولهذا أنشأنا كتيبة الشرطة العسكرية، والتي تعنى بالشؤون العسكرية، وتتابع أمور المقاتلين في صفوفها، وضبط مخالفاتهم وتجاوزاتهم”.
وأضاف “نحن في الدولة الإسلامية لا نفرق في المحاسبة بين قادتنا وعناصرنا أو المدنيين، فكلهم يحاسبون ضمن شرع الله، ولهذا أقدمنا على إنشاء كتيبة تتابع وتحاسب كل المنضوين في صفوفها”.
ولم ينف أبو عزام أنه من أسباب إنشاء كتيبة الشرطة العسكرية ظهور بعض الخلافات والمناوشات بين بعض المقاتلين في الرقة، وقال “في الفترة الأخيرة، وتحديداً بعد بدء ضربات التحالف الدولي، أتانا متطوعون كثر من شتى بقاع الأرض لينصروا دين الله، ويقاتلوا في صفوف الدولة الإسلامية هذا الحلف الكافر الذي يقتل المسلمين، مما جعل حمية المسلمين مشتعلة، وهبوا لنصرتنا في أرض الشام والعراق”.
وتابع “هذا ما جعلنا نتجاوز في بعض الأوقات عن إخضاع المنضمين الجدد إلى صفوف الدولة للمعسكرات التدريبية والشرعية لتجهيزهم للقتال في صفوف الدولة، وهو ما أدى إلى حصول بعض حالات الفرار من المعارك من الذين لم يتدربوا على القتال أو يجهزوا له، وهذا كان أحد أسباب إنشاء الشرطة العسكرية لضبط هذا الأمر وتقييده”.
وقال ناشط إعلامي أحمد العلي، في الرقة “إن القسم الجديد نصب حواجز في الرقة وريفها، ويطلب القائمون عليها البطاقات الشخصية من جميع المارة سواء أكانوا مدنيين أو من عناصر التنظيم”.
وذكر العلي أن تلك “الشرطة العسكرية” تحرص على طلب الأوراق الثبوتية من قادة وعناصر التنظيم عند الحواجز “بغية التأكد من أنهم ليسوا هاربين من جبهات القتال بغير عذر أو إذن، وإن ثبت ذلك يتم اعتقالهم على الفور والتحقيق معهم وبعدها يتم إرسالهم من جديد إلى الجبهات للقتال في المعارك”.
وعن أسباب إنشاء هذا القسم، قال العلي “إن التنظيم سارع إلى إنشاء كتيبة الشرطة العسكرية بعد أن انتشرت حالات هروب عدد من عناصره سواء من المهاجرين أو السوريين من المعارك، وتحديدا ًمعركة عين العرب بسبب ارتفاع أعداد القتلى إلى المئات، وهذا شكّل توتراً كبيراً لدى قادة الصف الأول للتنظيم في الرقة”.
أمر البغدادي
ونقل العلي عن “مصادر خاصة، من داخل تنظيم داعش قولها “إن أمر إنشاء الشرطة العسكرية في الرقة أتى من أبو بكر البغدادي شخصياً، لملاحظته هروب عشرات مقاتلي التنظيم من جبهة عين العرب، بعد عدة زيارات له لتلك الجبهة ولقائه قادة غرفة عمليات جبهة عين العرب”.
وأضاف نقلاً عن تلك المصادر “إن وجود البغدادي في الرقة منذ أكثر من شهر جعله يشدد رقابة التنظيم على المنضوين في صفوفه بعد حالات اقتتال وتوتر وقعت عدة مرات في صفوف التنظيم في الرقة وهروب جماعي من جبهات القتال، مما اضطره إلى إنشاء الشرطة العسكرية لمحاسبة واعتقال كل من يتهاون في قوانين وأساسيات بقاء التنظيم، وتحديدا قادة وعناصر التنظيم في الرقة”.