وزير.. ماشفش حاجة!
خفت نجم الشيخ محمد العبدالله بعد ان دخل د.علي العمير الساحة بتصريحاته، فجذب الأضواء وأصبح حديث الشارع.
من المعروف ان الوزير جيء به الى وزارة النفط لسد فراغ ليس الا، تماما كما حوِّلت له مسؤولية هيئة الزراعة للتغطية على ما كان يقوم به الشيخ محمد العبدالله من توزيع للمزارع على «المستحقين» والمؤلفة قلوبهم.
الطريف في الأمر، ان هناك اعتقادا خاطئا لدى أكثر المواطنين ان د.العمير قد أمر بتشكيل لجنة تحقيق في توزيعات وعطايا الشيخ محمد العبدالله للمزارع.. ولم ينتبه أحد الى تصريح خطير للعمير، جاء فيه: «الرقابة اللاحقة مستمرة.. وستكون صارمة لمن لا يلتزم بشروط الهيئة باستغلال الحيازة لما خُصصت له.. بغض النظر عن الطريقة التي حصل عليها»!
أي، بالكويتي البسيط، يقول مولانا د.العمير: «انا حدود رقابتي فقط في التأكد ان المزرعة يتم استغلالها لما خُصصت له.. أما شلون حصلوا على المزارع.. فهذا مو شغلي.. وكان الله غفورا رحيما»!
٭٭٭
لا نعلم تحديدا متى نشأت الرغبة الملحة للوزير العمير في اطلاق التصريحات «النفطية» من الوزن الثقيل، فهل أكثر من العشاء يوما ونام ليلته فرأى في منامه ان التاريخ سيخلد اسمه تحت اسم أحمد زكي يماني وفوق اسم هشام ناظر؟!
كل ما نعرفه ان د.العمير استيقظ يوما، وبدأ تصريحاته «النفطية».. وما ان يكتشف أنه «جاب العيد» بتصريح، الا وأطلق تصريحا أقوى ليكحل سابقه.. وهكذا لم يستطع التوقف!
فحين رأى أسعار النفط تتهاوى وتصل الى الثمانينات، أطلق تصريحا يطمئن فيه الأسواق، بأنه لا يتوقع ان ينخفض سعر برميل النفط عن 77 دولارا!
فلما انخفض سعر البرميل عن 77 دولارا، أطلق العمير تصريحا آخر بأن الأسعار «لزما ولابداً» ستعاود الارتفاع.. وذلك استنادا لرأي «خبراء النفط» الذين أكدوا له أنه.. «ما طاح برميل ووقع.. الا كما طاح ارتفع»!
استمر تدهور سعر برميل النفط، واكتشف العمير ان «الخبير يبي فوطة»، فأطلق تصريحا لانقاذ ما يمكن انقاذه، موضحا فيه أن.. «انخفاض النفط هو شيء طارئ ومؤقت.. واستراتيجيتنا لا تُبنى على أي حدث مؤقت»!
.. وبعد ان هوى سعر البرميل الى 40 دولارا، ختمها أخيرا الوزير العمير بتصريح رومانسي، تناقلته وكالات الأنباء العالمية، أعلن فيه معاليه عن خيبة أمله وحزنه الشديد!
«لم أتوقع ان تنخفض الأسعار لهذا الحد»!.. قد تصلح تلك العبارة للممثل عماد حمدي حين يتفاجأ وهو راجع للبيت من الدوام، بأن عشيقته التي أقسمت على ان تظل معه عالحلوة والمرّة، قد تركته وهربت.. لكن ان يصرح بها وزير النفط الكويتي، وكأن أسعار النفط قد غدرت به وخانت العيش والملح!
٭٭٭
لو سألنا أي ربة بيت شهادتها ثانية ابتدائي: «ماذا ستفعلين لو انخفض دخل أسرتك الى الثلث»؟.. لاستغربت ربة البيت من هذا السؤال الساذج، ولأجابت دون تردد بأنها ستضطر الى.. «تقليل الانفاق»!
يبدو ان الثلاثي المرح.. الشيخ محمد العبدالله وأنس الصالح ود.على العمير، لا يدركون أهمية هذه المعلومة البسيطة.. اذ على الرغم من ان سعر البرميل وصل الى ثلث ما كان عليه قبل أشهر، يستمر هؤلاء الثلاثة بالتأكيد على ان مشاريع الدولة ماضية كما هي ولن تتأثر.. وأن امتيازات المواطن الكويتي لن تُمس!
كنا نضحك من حكاية طبيب المستوصف الذي يكتب لك وصفة العلاج حبة «بنادول».. حتى قبل ان يكشف عليك ويشخص حالتك! لكن حين يتضح من تصريحات الوزير العمير أنه «ضايع بالطوشة» ولا يملك أدنى مؤشر عن أبعاد الأزمة الحالية أو الفترة التي ستستمر فيها الأسعار منخفضة، ثم بعد ذلك يظهر معالي الوزير على الفضائيات ليقول بأن الأمور ستتحسن في النصف الثاني من السنة، وأننا سنبني ميزانيتنا للسنة الجديدة على سعر 45 دولاراً للبرميل (مجرد رقم عشوائي)!.. فاعرف حينها ان الحكومة قد وصفت للشعب الكويتي.. حبة «بنادول»!
وليت الأمر توقف عند هذا الحد.. فقد أفاض واسترسل زميله، الشيخ محمد العبدالله، بأن الدولة مستمرة في خطتها التنموية وفي مشاريعها الاستراتيجية وفي الحفاظ على كل امتيازات المواطنين.. وفوق هذا وذاك سوف تقوم الدولة بترشيد الانفاق وتخفيض نفقات الحكومة %25.
.. اشلون بيسويها «دايفيد كوبرفيلد»، عفوا أقصد الشيخ محمد العبدالله؟.. مادري!
٭٭٭
سمردحة: بسنا.. بسنا مشاريع وامتيازات يا حسين!
د.طارق العلوي
“الوطن”