مقالات

عفوا مستشارينا، أين دوركم؟

سعر الديزل ارتفع، طبعا مو بكيفه، وقد قيل ان ذلك الارتفاع في السعر لن يتأثر به المواطن، وهات يا وعود بذلك، ويا سبحان الله لم يمر يوم على الزيادة واذا بأسعار سلع أخرى كثيرة (تكفخ) الى أعلى بعضها لتجار وشركات لم تكن معنية بالزيادة في سعر الديزل أصلا، ولم تتأثر به لسبب أو لآخر، ولكنهم وجدوها فرصة للمزيد من الأرباح، والا كوجه مرحبا ترتفع أسعار مواقف السيارات مثلا، واللي ماكلها المواطن المسكين ما غيره.شكوانا لله بس لا تزيدونها علينا، فإن يخرج علينا وزير المالية ويبشرنا بأنهم سيدرسون تداعيات رفع الدعم عن الديزل والكيروسين، ثم وبدلا من انتظار نتائج الدراسة لكي يعرف الجميع ما لهم وما عليهم، يصدمنا بالقول أنهم يدرسون خيارات لرفع الدعم عن خدمات أخرى، وأن هذا التوجه سيتم البت فيه حسب ما تقتضيه الحاجة، فهذا خبر نتيجته جلطة عصبية اي والله، وتعالوا عاد عالجوا. هذا الخبر يعتبر من النوع الصاعق الذي سيؤدي للمزيد من الأعباء على المواطن صاحب الدخل المحدود ولذلك، وما عليكم أمر ودنا نعرف شيئا واحدا، المستشار هذا اللي قاعد يقبض من الأموال آلافا كل شهر رواتب ومكافآت وسفريات شنو وظيفته بالضبط، وشنو فايدة وظيفته للدولة، واذا كانت هالوظيفة مهمة، وأصحابها نافعين للمسؤولين الكبار ولا غنى عنهم، ولديهم من الخبرة والحكمة وبعد النظر ما يجعل وجودهم في دواوين الدولة ووزاراتها ومؤسساتها ضروريا حسب ما نرى ونسمع، عيل ليش هالحالة الكسيفة اللي احنا فيها، وفي كل مجال.ليش هالمستشارون ما يعطون للمسؤولين الآراء الصائبة اللي تخليهم، أي المسؤولين والقياديين، يتخذون قرارات سليمة ومفيدة حالنا حال غيرنا من البشر، وخل ناخذ قضية الديزل على سبيل المثال. بداية ما أعتقد ان قرار رفع سعر الديزل قرار اتخذه شخص واحد ديكتاتور على أبو ان الأمر بايده وبكيفه، والوكاد ان القرار كان جماعيا، وأكيد دخل فيه رأى مستشارين، بالتالي وين هذا اللي يسمونه التفكير الجمعي، والعصف الذهني، ودراسة الوضع العام، والخروج بنتائج بناء على المعطيات ووو.ليش محّد فكّر ان سلعة الديزل مهمة، وأن رفع سعرها سيؤدي (تماتيكي كما يقول أهل العراق) لارتفاع أسعار سلع أخرى تعتمد عليه كقطاع النقل على سبيل المثال. لماذا لم يفكر أحد ان أصحاب الأعمال والشركات سيقومون بابعاد الخسارة عن حياضهم بكل ما يملكون من قوة، وسيدفعونها باتجاه الطرف الأضعف، الذي سيكون المواطن ولا أحد غيره. لماذا لم يستبصر هؤلاء المستشارون النتائج السلبية لذلك القرار، وهم أهل الخبرة والعلم والمعرفة فيدلوا بدلوهم في الأمر، فيوفروا على الشعب أموالا ستشفط منهم لتدخل في كيس التجار بلا أي وجه حق، واذا كان الأمر أكبر منهم، فلماذا لم يطرحوا تصورات وآراء تعالج أي خلل عند تطبيق قرار الزيادة طالما أنه لا مجال لرده، يعني وفي كل الأحوال أين دوركم أيها المستشارون الكرام؟.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.