“المنبر الذي يفضح كل ما يسيء للكويت”
لم يكن خافيا على أحد وقتها أنها تتسرب من بين أيدي أهلها وكنا نرى بكل بوضوح أنها على وشك أن تضيع، فالظروف والعوامل داخل الكويت وخارجها تساعد على ذلك، فما كان من كل محب لها، عاشق ﻻستقرارها، وفي لحكامها إلا أن يهب لكي يدفع أﻷضرار عنها وجريدة الوطن كانت في مقدمة هؤلاء.
كانت الوطن المنبر الواضح الصريح الذي اشتعلت فيه أقلام كتابها من أجل تحقيق ذلك الهدف. لم تهتم الوطن بكم الشتائم التي طالتها صحيفة وملاكا وكتاب ففي سبيل الوطن يهون كل شيء، ولا يمكن أن ترد أصوات تافهة لأناس يتبعون أجندات خارجية جريدة بحجم الوطن المعروفة بتوجهها الوطني عن خطها في الدفاع عن بلدنا الحبيب.
الوطن وقفت سدا منيعا أمام اطماع جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم في الاستيلاء على الكويت ووقفت أمام من يريدون مزج المال بالسياسة للمزيد من المكاسب المادية، ووقفت أمام أﻷبطال الورقيين الذين تتناقض أقوالهم مع أفعالهم، ووقفت أمام ذوي الهوى المزدوج الذين ﻻ يحملون للكويت ما تستحقه منهم من حب، فحصدت بذلك كراهية جميع هؤلاء وصاروا يتربصون بها الدوائر، أيهم يظفر بشرف ذلك أول وها هو صاحب ” تبون الحكم والا ما تبونه ” يفعلها.
الوطن، الجريدة ألأولى في الكويت، لم تنفع معها عمليات إيقافها أياما أو أسابيع، صار المطلوب إسكات صوتها وإخماده للأبد ولا يكون ذلك إلا بسحب الترخيص منها وقد كان بمحاولة غير قانونية تثير الشبهات.
أوقفوا الوطن من أجل طمس المنبر الذي يفضح كل ما يسيء للكويت كبلد يستحق أن يكون أﻷفضل ولكن ذلك ﻻ يحدث، ويزداد اﻷمر سوءا بمجلس يقدم مصالح التجار ألأثرياء على مصالح أبناء الشعب الذين أوصلوا أعضاءه لكراسيهم.
هذا الإغلاق الجائر وغير القانوني للوطن قد يكون مفرحا لمن يزعجهم أن تفضح مصالحهم أو توجهاتهم أو أطماعهم أو خيانتهم ولكن هناك غير هؤلاء من أهل الكويت ممن ﻻ يختلفون عن ملاك الوطن وكتابها وموظفيها في حبهم للكويت، وتمسكهم بنظامها السياسي، ومن هؤلاء رجال لن يرضوا بهذا الظلم للجريدة ومن موقعهم سيتصرفون وإن غدا لناظره لقريب.
عزيزة المفرج