دوت نيت/ محرّمة
تنتقد وسائل الاعلام والدول الغربية بعض الرؤساء بشدة لاستخدامهم قنابل تعتبر محرّمة دوليا فهل يعني ذلك ان القنابل الأخرى بكافة أنواعها مسموحة دوليا على الرغم من أنها هي أيضا تقتل وتحرق وتدمر، وهل المعيار في السماح أو التحريم هو الكيفية التي يموت بها الضحايا؟ سؤال نوجهه لأصحاب الضمائر الحية فقط.
– لكل انسان الحرية باختيار الدين والمذهب والعقيدة التي يريدها، ولكن أليست الكعبة قبلة المسلمين جميعا، وموقعها على سطح الكرة الأرضية أليس ثابتا لا يتغير، فلماذا اذن يختار البعض ان يميلوا بالاتجاه قليلا أثناء الصلاة لكي يخالفوا من يصلي معهم في نفس المكان اذا كانوا من مذهب يخالف مذهبهم؟. المعذرة ولكن هذا الجهل شاهدته بنفسي في النادي الصحي الذي أذهب له، ونصيحة لتلك الفئة من المسلمين، اتقوا الله الذي له تصلون، وصلّوا كما أمركم ان تفعلوا، واذا أردتم ان تخالفوا فهذه حريتكم الشخصية، ولكن لا تخالفوا في الثوابت لأنه لا يجوز، ولا أظن ان اغضاب الله عز وجل أهون عندكم من الالتزام بقبلة نبيه.
– مستشار خامئني قال: «انتصار الحوثيين بات وشيكا ونأمل ان يلعبوا دورا في اليمن كدور حزب الله في لبنان».طيب سنكون حسني النية ونقول ان حزب الله في لبنان يواجه اسرائيل (رغم أنه في الواقع لا يفعل ذلك الا نادرا) فمن يا ترى البلد الذي يواجهه الحوثيون في اليمن ويريدون ان يلعبوا دورا فيه؟.
– سبع الى عشر سنوات دراسة، وسنة أو اثنتان امتياز، وعدة سنوات تخصص ومع ذلك تحدث أخطاء طبية تروح فيها أرواح، أو تحدث بسببها عاهات وتشوهات، فتصوروا ما سيحدث لو دخل الطالب كلية طب، وتخرج منها بعد ثلاث سنوات دراسة فقط كما أعلنت عصابة داعش التي افتتحت كلية طب في مدينة الرقة يدرس فيه الطلاب والطالبات نظريا وعمليا ويتخرجون فيها بعد ثلاث سنوات. تخيلوا الطب الذي سيدرسه طلبة طب الرقة هؤلاء في ثلاث سنوات. الدواعش بصراحة فاقوا كل حد للهبل والجنون، وها هم يريدون ان يقتلوا الناس حتى وهم يتعالجون، بالتالي لابد ان تتضافر جهود جميع المهتمين للقضاء على هؤلاء المعتوهين من خوارج العصر قضاء مبرما، وفي أسرع وقت ممكن فما يلاقيه الناس على أيديهم في الدول التي أصابها بلاؤهم مهول ولا يحتمل، ويكفي تصرفهم كقاض وجلاد في نفس الوقت، قطيعة تقطعهم.
– يتطاول شخص ما على آخر فيشكوه هذا الى القضاء، فيعاقب ذاك بحكم محكمة فتخرج الاعتراضات بأن الدولة تكمم الأفواه، وبسرعة تصلنا الرسائل من أمريكا داعية حكومتنا الى عدم الحجر على الرأي، وهذه الأمريكا نفسها هي من أرغمت اليزابيث لوتن المسؤولة الاعلامية للعضو الجمهوري في الكونغرس ستيفن فيشر على الاستقالة بعد ان انتقدت عبر موقع فيسبوك قلة أناقة ابنتي الرئيس باراك أوباما. (اليزابيث لوتن تلك ما قالت شي، اليزابيث قالت راي) ومع ذلك تعرضت لانتقادات عنيفة عبر تويتر وعبر وسائل الاعلام الأمريكية ما جعلها تفكر في الاستقالة. الأمريكان يدّعون دعمهم لحرية ابداء الآراء، ويشجعون انتقاد الأسر الحاكمة في بلادنا، ويفتحون وسائل اعلامهم للمعارضين، ومع ذلك يحظرون على صحافتهم الهجمات الشخصية ضد أسرة رئيسهم، وبينما نراهم يحظرون المظاهرات الفوضوية في شوارعهم، ويعاقبون مرتكبيها، لا يمانعون في حدوث مثلها عندنا، فهل هذا من العدالة في شيء، وهل سيأتي اليوم الذي تتوقف فيه تلك الدولة في النهي عن شيء وارتكاب مثيله بدون ان يطرف لها جفن؟.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw