الأردن: مجلس النواب يتهرب من الموازنة بانتظار اتفاق حكومي
ورغم أن هذه المعلومات غير مؤكدة، إلا أنها تشير إلى أن الائتلاف الذي يضم 5 كتل نيابية تشمل 82 نائباً من أصل 150 هو كامل عدد مجلس النواب الأردني، سيذهب أعضائه مع الحكومة إلى أكثر مما تتوقعه في حال أصرت على تجاهل مطالب الائتلاف.
وتؤكد مصادر من داخل الائتلاف أن سفر رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة العضو القوي في الائتلاف، إلى تركيا للمشاركة في مؤتمر للبرلمانات الإسلامية في هذا التوقيت بالذات، جاء من باب إتاحة الفرصة لزملائه في الائتلاف لاتخاذ قرارات صعبة، دون أن يتعرض هو لأية ضغوطات من قبل أي جهات عليا تجبره على دفع أعضاء الكتلة إلى اتخاذ مواقف لينة تجاه الحكومة، خصوصاً فيما يتعلق بالموافقة على الموازنة العامة للدولة.
وبحسب المصادر، فإن الائتلاف سجل أكثر من ملاحظة على الموازنة العامة للدولة، من شأنها أن تطيح بشعبية أعضاء الكتلة لدى قواعدهم الانتخابية، خاصة ما يتعلق برفع الأسعار والتي تأتي في مقدمتها أسعار الكهرباء، وعدم تخفيض أسعار المشتقات النفطية بالتوازي بشكل دقيق مع انخفاضه عالمياً، في وقت يرزح فيه الشعب الأردني تحت وطأة لهيب الأسعار.
رد الموازنة ونواب يقاطعون
ووفق ما يتحدث به رئيس الائتلاف النائب خالد البكار في الجلسات المغلقة، فإن الائتلاف قد يذهب بـاتجاه رد الموازنة العامة للدولة كما قدمتها الحكومة للمجلس، والتي تتضمن رفع أسعار الكهرباء، وربما يستخدم الائتلاف حقه في حجب الثقة عن الحكومة في وقت لاحق.
يأتي ذلك وسط استمرار نواب المقاطعة الذين انسحبوا من الجلسات الأخيرة يرفضون أي نسبة رفع على أسعار الكهرباء ويرفضون التسوية التي اقترحتها اللجنة النيابية الحكومية المشتركة.
وبحسب ما قال النائب علي السنيد لـ24 فإن قرار رفع أسعار الكهرباء سيزيد في حدة الاحتقان الشعبي، ويؤثر على القطاعات الاقتصادية المنتجة في المملكة، ولا يراعي الحقائق الاقتصادية في ظل انخفاض أسعار النفط إلى ما دون الـ50 دولاراً للبرميل الواحد.
وأضاف السنيد أن نواب المقاطعة يؤكدون بأنهم مستمرون في موقفهم الرافض لهذه التسوية التي دعت إليها اللجنة النيابية المشتركة والتي كان يجب أن تنحاز إلى نبض الشارع الأردني وحق الأردنيين في العيش بحياة كريمة.
يشار إلى أن النواب خليل عطية وعلي السنيد وهند الفايز ومازن الضلاعين وعساف الشوبكي ويحيى السعود وسمير عويس ونايف الليمون يقاطعون جلسات المجلس منذ بداية العام، احتجاجاً على رفع الحكومة لأسعار الكهرباء.
ضرر كبير في حالة إلغاء أسعار الكهرباء
غير أن الحكومة ترى في إلغاء قرار رفع أسعار الكهرباء ضرراً على الخزينة وعلى برنامج التصحيح الاقتصادي، مثلما سيكون له عواقب على المساعدات والمنح الدولية التي تأتي للأردن.
وبحسب تصريحات لرئيس الوزراء، الدكتور عبدالله النسور، أثناء اجتماعه بمجلس الأعيان أمس، فإن إلغاء القرار سيكون له أثر سلبي على القروض والكفالات التي يسعى الأردن للحصول عليها، لافتاً إلى أن أي تقرير سلبي لصندوق النقد الدولي عن تراجع الأردن عن برنامج التصحيح الاقتصادي سيحفز الدول والجهات المانحة على وقف مساعداتها للأردن.
الائتلاف النيابي
وكان أعلن عن إشهار الائتلاف النيابي العريض الذي يضم خمس كتل نيابية منتصف الشهر الماضي، بحيث أصبح الائتلاف الأول والأكبر الذي يشهده المجلس النيابي الحالي على هذا المستوى.
ويضم الائتلاف 82 نائباً يمثلون كتل وطن وتمكين والوسط الإسلامي والاتحاد الوطني ووفاق المستقبل.
وقال رئيس مجلس النواب، عاطف الطراونة، في حفل الإشهار: إن “الائتلاف تطبيق لفكر الملك عبدالله الثاني بالعمل النيابي الجماعي المنضوي تحت ألوية الكتل والائتلافات بشكل يهيئ مستقبلاً، لتشكيل الحكومات البرلمانية القائمة على الائتلاف النيابي أو حزب الأغلبية، ويقابلها حكومة الظل من المعارضة النيابية، وذلك جوهر العمل النيابي السياسي وهدفه الذي يصب في خدمة المصلحة العامة، لأن في الأمر غاية المشاركة الشعبية في صناعة القرار من خلال ممثلي الشعب”.