عربي و دولي

تشريعات “داعش” تروق لبعض سكان الموصل العراقية

يروق لعدد من سكان الموصل، شمال العراق، تشريعات تنظيم “داعش” رغم ما يراه البعض من سطوة التنظيم وشدته في تطبيقها.

وأبرز تشريعات التنظيم فيما يخص الزي تتضمن فرض النقاب على النساء، ولا يسمح بظهور أي شيء من جسد المرأة، إلا أن السيدة الخمسينية أم عمر تجوب أسواق الموصل بنقابها وملابسها المفروضة من قبل “داعش” سعيدة بها.

وترى أم عمر بأن “هذا الرداء أفضل من غيره، فالبهرجة التي تُظهر عورات النساء غير محببة في الإسلام”.

وأضافت: “داعش أجبر النساء على ارتداء النقاب، وهو ما أوجب على بناتي ارتداءه رغم أنني عجزت عن ذلك طيلة سنوات”، لافتة أن هذا برأيها “شيء جميل”.

وقال ناشطون إعلاميون من داخل الموصل، إن تنظيم داعش ومنذ سيطرته على المدينة أطلق التشريعات الإسلامية وفق رؤيته المتطرفة، وفرض النقاب على النساء ومنع بيع الملابس في الشوارع، وتكفل بجلب ملابس “إسلامية” في محافظات سورية يسيطر عليها.

كما منع التنظيم سفر النساء إلى خارج مدينة الموصل دون محرم، أي أن يرافقها رجل من الدرجة الأولى وهو الزوج أو الأخ أو الابن، على أن يتم ذلك عقب تعهد خطي يوقع من رب الأسرة كي يضمن التنظيم عودتهم إلى الموصل.

ولم يقف الحال عند هذا الحد، بل انتعشت حياكة الزي الأفغاني في مدينة الموصل، إلا أن أغلب من يرتدي هذا الزي هم أفراد التنظيم من الأجانب وبعض العراقيين ومن المتعاطفين معهم.

ويقول سعد علي، 40 عاما، من سكان الموصل والذي ترك الملابس الحديثة وصار يرتدي الزي الأفغاني معللا ذلك بأنها “خفيفة ومُريحة في الحركة، إلى جانب أنها غير مكلفة”، على حد قوله.

وأضاف، أن “النقاب وفر الكثير (من المال) إلى جانب شرعيته الدينية، فبناتي أصبحن لا يخجلن كالسابق من ارتداء النقاب عندما كان بعض الجيران يسخرون من هذا الزي”.

وشدد تنظيم “داعش”، مؤخرا، من إجراءاته في محاسبة النسوة على ارتداء النقاب، وأوكل مهمة متابعة ذلك لأتباعه في ديوان “الحسبة”، وهو القسم المسؤول عن متابعة قوانين وتشريعات داعش التي يفرضها على السكان.

وقال أحمد الرحو، صاحب محل ملابس نسائية في سوق السرجخانة وسط الموصل، والمعروفة بأنها تضم آلاف المحال المتخصصة ببيع ملابس النسوة “كنت في السابق أسافر بين الحين والآخر إلى سوريا وتركيا بحثا عن طرز نسائية حديثة لكن الحال تغير اليوم فأنا أمام طراز واحد هو الزي الإسلامي للنسوة فلا يسمح لي بجلب غيره”.

وتابع :”لكن أعتقد أن أرباحي أكثر من السابق فالإقبال أصبح كبيرا على شراء النقاب”.

واللافت أن المعارك على جبهات القتال بمدينة الموصل لم تشغل أفراد تنظيم “داعش” من متابعة تنفيذ تشريعاته فيما يخص ملابس النسوة وفرض سطوته على سكان الموصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.