في وفاة ملك
لا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس بأي أرض تموت، والمسافة ما بين الميلاد والموت طويلة كانت أم قصيرة قدرها وكتبها رب العزة جل شأنه، وحين تموت شخصية بحجم وقامة وقيمة المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وينتقل إلى رحاب الرحمن وهو الحاكم الإصلاحي الهموم بقضايا شعبه وأمته، فلا أهمية لشرذمة من الأصوات الخبيثة الناطقة بالفرح والسعادة، ولن يضره بشيء نبح الكلاب. هناك مثل معروف يقول أن العيب إذا خرج من أهل العيب ﻻ يكون عيبا، وأشكال من البشر التي يسوؤها ويزعجها أن يقف في وجه فسادها أحد، تفرح إذا ذهب من طريقها من له يد بمنع أو إيقاف ذلك الفساد، فدولة الخوارج في الشام والعراق احتفل أتباعها من المسخ والمتوحشين بوفاة الملك رغم ادعائهم الاسلام وأبسط أخلاقيات هذا الدين أنه لا شماتة في الموت فكل نفس ستتوقف طال الزمان أم قصر. الموقف نفسه اتخذه بعض من هم على النقيض من عصابة الدواعش، ويقفون على ضفة أخرى ولا عجب فهم أيضا لهم أجندتهم الخاصة ولا يريدون أن يعطل خططهم أحد .
الملك عبدالله حارب الإرهاب بشراسة، فأمن المملكة، الذي هو أمننا جميعا، خط أحمر ﻻ يجب ولا يمكن تجاوزه سواء من الدواعش التكفيريين وغيرهم من المتشددين، أو ممن تدعمهم إيران ممن لا يعجبهم أن يحبط الراحل خططهم ومؤامراتهم ضد المملكة، والمرتبطة بإيران وأحلامها في جزيرة العرب عبر اتباعها، هؤلاء الذين تجردوا من اﻹحساس بقيمة الوطن فباتوا كاﻷنعام أو أقل سبيلا. الراحل الكبير قامة وعامة، ومنذ أن أستلم الحكم وهو لا يتوقف عن الإنجازات فكانت له بصمات وقوانين شعبية كثيرة أكسبته حب وولاء المواطنين السعوديين المخلصين، وبالمثل كانت له مواقف خارجية لا يمكن ﻷحد أن ينكر قيمتها وأهميتها للسلام والاستقرار في المنطقة العربية والعالم مع ما كلفه كل ذلك من مبالغ ضخمة، وجهود كبيرة. الكتابة عن الفقيد الكبير تطول، وما أكثرها إنجازات التي حدثت في عهده فخلدت إسمه في تاريخ المملكة بخاصة، وتاريخنا العربي بعامة.
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته وعسى الله أن يلين ترابه وييمن كتابه، وعظم الله أجر أهلنا وإخواننا في المملكة، والله الدايم.
عزيزة المفرج