كوجة مرحبا
على خلفية الاعتداء الدموي في باريس، وكعادتنا في اعتبار أنفسنا أمة ﻻ يخطئ أفرادها ولا يذنبون، أعرب الزميل الدكتور في إحدى مقاﻻته في الوطن عن ثقته بأن الجرائم ضد الإنسانية في بورما والشام والعراق ومالي واليمن والصومال تقف وراءها الصهيونية العالمية بهدف إثارة الفتنة بين الشعوب بشكل عام.
إن كان هناك دليل غير قابل للشك بأن مرتكبي تلك الجرائم يهود صهاينة، وهذا مما لم يثبت، والاحتمال الثاني أن يكون مرتكب الجرائم عربا ومسلمين، ولكنهم خدام للدولة الصهيونية، تم شراؤهم بالمال، أي أنهم خونة للدين وللعروبة، وهذا الشيء ضدنا وليس معنا، ﻷنه يثبت بشكل واضح أنه ﻻ اﻷسرة، وﻻ المدرسة، وﻻ النادي نجحوا في تكوين وبناء المسلم الصحيح، الذي ﻻ يكذب، وﻻ يخون، وﻻ يسرق، وﻻ يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وﻻ وﻻ وﻻ، وها نحن نرى النتائج حولنا قتلا ودمارا في كل مكان. هذا اﻹنكار لواقعنا لن ينفعنا في شيء، فهناك شريحة منا فهمت الدين فهماً خاطئاً بفضل مشايخ يحرضون على قطع رؤوس اﻵخرين، حتى من كان منهم آمنا في دياره، لم يعتد علينا، وها هي تطبق ما اقتنعت به، فطافت البلاد تعيث فيها الفساد، متجاهلة أن المولى عز وجل سمى نفسه الرحمن الرحيم، من رحمته بخلقه، وقد أرسل رسولا كريما رحمة للعالمين ﻻ لسفك الدماء واستباحة الأعراض، كما أظهره للعالم تلك النسخ المشوهة من المسلمين المجاهرين بأفعالهم المتوحشة اللاإنسانية، الذين نجحوا نجاحا باهراً في تنفير اﻵخرين من الدين الحنيف، الإرهاب مشكلة كبيرة ولبعض المسلمين يد في البعض منها، وﻻ مبرر للتنصل من ذلك ولصقه بالآخرين، وإذا أردنا النجاة لنا ولغيرنا، فلنعمل على تغيير أفكار أولئك الذين يعتبرون الجنة حكراً ﻷنفسهم ولحزبهم، غير ذلك مفيش فايدة.
عزيزة المفرج