عربي و دولي

جنوب لبنان ينذر باشتعال الشرق الأوسط

خطر محدق ربما ينتظر منطقة الشرق الأوسط برمتها حال نشوب حرب بين إسرائيل والجزء الجنوبي من لبنان، فالثورة السورية والتحالف السوري الإيراني وارتباط حزب الله اللبناني بهما، والقتال الدائر لنحو 4 سنوات في سوريا بين النظام والثوار.

ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق والشام، “داعش” سابقا، في المنطقة كعدو لإيران والنظام العراقي وسيطرته على مناطق شاسعة في كل العراق وسوريا، ربما يعقد الأمر أيضا، خصوصا مع تدخل التحالف الدولي للقضاء على “داعش”.

تحذير
وفي هذه السياقات، حذر خبيران في شؤون الأمن والسياسة من أن أي رد إسرائيلي كبير على هجوم حزب الله، اليوم الأربعاء، ربما يشعل حربا إقليمية، ووصف أحدهما عملية حزب الله ضد قافلة إسرائيلية جنوب لبنان بأنها “تغيير لقواعد الاشتباك”.

وتبنى حزب الله اللبناني ما قال إنها عملية استهداف “موكب عسكري إسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل”.

الحزب أضاف، في بيان، أن “مجموعة شهداء القنيطرة” هي التي نفذت العملية، في إشارة إلى أن عملية اليوم جاءت ردا على غارة إسرائيلية، قبل نحو أسبوع، استهدفت عددا من قيادات الحزب وضابطا إيرانيا رفيع المستوى في منطقة القنيطرة السورية الحدودية مع إسرائيل.

ومقارنا بين عملية اليوم وتلك التي قام بها “حزب الله” في 2006 ضد موكب عسكري إسرائيلي وأسر جنديين إسرائيليين، قال الخبير المختص في شؤون الأمن والسياسة بمركز كارنيجي للشرق الأوسط، ماريو أبو زيد، في حديث مع وكالة الأناضول، إن “المتغير الوحيد عن 2006 هو عدم أخذ رهائن (أسرى إسرائيليين)، لكن عدد الخسائر الإسرائيليين الكبير تحتمل ردا عميقا على عملية حزب الله”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين إسرائيليين في هجوم حزب الله.

وردا على عملية 2006، شنت إسرائيل في يوليو من ذلك العام حربا على لبنان، استمرت 33 يوما، وانتهت بإصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701، الذي أوقف المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، متضمنا زيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لحفظ السلام ومراقبة الوضع على حدود البلدين، ووضع ضوابط وآليات لمنع “الأعمال العسكرية” في الجنوب.

استعداد مسبق

ومضى أبو زيد قائلا: “بحسب المعلومات الخاصة فإن حزب الله قام منذ يومين بإفراغ مراكزه في الضاحية الجنوبية لبيروت (معقله الرئيس في لبنان)، وبالتالي فهذا يدل على أن الحزب يستعد ويتوقع ردا كبيرا”.

وتابع أنه: “لأول مرة في تاريخه يرد حزب الله على عملية نفذت ضده خارج لبنان، انطلاقا من الساحة اللبنانية، وهذا موضوع خطير؛ لأنه يغير قواعد اللعبة، وبالتأكيد سيكون الرد الإسرائيلي كبيرا”.

وأضاف أن “تاريخ العلاقة بين إسرائيل وحزب الله يخبرنا أنه عند أي تغيير في قواعد الاشتباك من قبل أي منهما، فإن الطرف المقابل لا يسمح بذلك، ويرد بقوة كي يغير هذه القواعد مجددا بما يناسبه”.

ورجح أبو زيد أن “أي رد كبير ربما يفتح حربا إقليمية، لكن ليس بالضرورة أن تنتظر إسرائيل ضوءا أخضر أمريكيا للقيام بمثل هذا الرد إذا نظرنا إلى كل المعادلة الإقليمية الحاضرة، فإن مثل هذه الحرب هي لصالح إسرائيل؛ لأنها غير مرتاحة للمفاوضات النووية بين إيران (الداعم الرئيس لحزب الله) والولايات المتحدة الأمريكية، وهي لم توفر القيام بأي جهد لعرقلتها إقليميا أو داخل الكونجرس الأمريكي”.

مجبر

ورأى أنه “لا مصلحة لحزب الله في هذا الرد (على غارة القنيطرة)، خصوصا مع تورطه في سوريا (بجانب نظام بشار الأسد) والخسائر الكبيرة التي يتلقاها هناك، لكن هذا يأتي في سياق الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية، خصوصا أن ضابطا إيرانيا كبيرا قتل فيها.. عملية حزب الله اليوم أتت بأوامر إيرانية مباشرة؛ لأنها ليست من مصلحته، وهو دخل العملية مجبرا”.

ليس الرد النهائي

فيما رأى العميد العسكري المتقاعد، هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، أن “ما حصل هو رد من حزب الله على عملية القنيطرة، وليس الرد النهائي أؤكد أن هذا ليس الرد النهائي؛ لأن إسرائيل سترد بالتأكيد، وبالتالي فإن رد حزب الله في المقابل يعتمد على حجم الرد الإسرائيلي”.

ومضى قائلا إن رئيس حكومة تصريف الأعمال في إسرائيل بنيامين “نتنياهو يدرس الرد بدقة؛ لأنه لا يريد أن يرى صواريخ حزب الله تتساقط على المدن الإسرائيلية كما هدد أمين حزب الله السيد حسن نصرالله أكثر من مرة”.

وتشهد إسرائيل انتخابات برلمانية مبكرة في مارس المقبل.

هو الآخر، حذر جابر من أنه “إذا فتحت الجبهة الجنوبية بسبب رد إسرائيلي واسع، فربما يؤدي ذلك إلى حرب إقليمية، ولذلك فإن قرارا بتوسيع الرد ليس إسرائيليا فقط بل للأمريكيين دور فيه”.

وأضاف أنه لذلك “أرجح أن يكون الرد الإسرائيلي دقيقا”.

ورأى أنه “لغاية الآن لم يخرج ردود إسرائيل عن المعتاد، حيث القصف الإسرائيلي يطال حاليا مناطق لبنانية ليس فيها سكان، وأعني منطقتي تلال كفرشوبا والغجر” الحدوديتين في جنوب لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.