مقالات

راحت السكرة..

ول كما قال أهلنا من قديم راحت السَّكْرَة وجاءت الفِكْرَة، أو جاءت الصفعة التي نبهتنا إلى واقع دأبنا على تجاهله أو التغافل عنه وذلك عندما استعرض وزير المالية السيد أنس الصالح بيانات الموازنة العامة للدولة لعام 2016/2015، فالإيرادات بمجملها انخفضت بانخفاض أسعار النفط وبنسبة مفزعة بلغت %48 عن ايرادات الميزانية السابقة لتقف عند عشرة مليارات ونصف المليار دينار.. ومصروفاتنا مع كل جهود تخفيضها وقفت عند 19 مليار دينار، حيث بلغت الرواتب والأجور وحدها 9.9 مليارات دينار أي أن إيرادات النفط تساوي ما يُصْرَفْ على الرواتب والأجور فقط.. وبلغ عجز الموازنة ما يزيد قليلاً على 8 مليارات دينار.. فماذا نحن فاعلون؟ وماذا هنالك غير القضم من احتياطي الأجيال القادمة التي ستظل تُحّملنا مسؤولية عجزنا عن تنويع مصادر دخلنا وإسرافنا على أنفسنا دون اعتبار لحقوقهم المستقبلية في مصدر الدخل الوحيد الناضب، فما أحوجنا اليوم إلى المكاشفة والصراحة والشروع ببرنامج للإصلاح الاقتصادي وضغط النفقات مع تحمل أعباء هذا الإصلاح المطلوب والمستحق حتى نضمن لبلدنا واجيالنا القادمة موقعا كريما في عالم الغد.

وعاشوا أهلها..

كثيرا ما نَنْعَتْ شعب الكويت بالشعب المدلل ونساء الكويت بالبَطر والكسل.. ولكن دعونا نقترب قليلاً من الواقع ونركز على أجزاء خاصة من تلك الصورة النمطية لنلقي الضوء على أعدادٍ ومجموعات متزايدة من شباب الكويت ونسائها ممن يعملون بصمت وبجد في العمل الإنساني والإغاثي، فهذه مجموعة تتطوع لجمع التبرعات والسفر إلى اليمن.. وأخرى تتداعى لمساندة الشعب المصري في محنته، وثالثة تنتقل بين مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا للتخفيف من بؤس تلك الصورة المرعبة للاجئين في تلك المخيمات الذين بلغ عددهم 3 ملايين لاجئ سوري.. ولا تختلف كثيرا الأوضاع داخل سوريا عن الأحوال في المخيمات، فهناك أربعة ملايين عاطل عن العمل في الداخل ممن هو غير قادر على توفير قوت يومه وأسرته، ولا ننسى البطالة والعوز بين إخواننا في اليمــن.. والصورة أكثر سوءا في العراق.. إنها مآسٍ إنسانية بكل معنى الكلمة.. تهز الإنسان وتدفع المتطوعين والمتطوعات من الكويت ممن آثروا العمل والتعب لمساعدة الآخرين، فلهؤلاء من أهل الكويت تحية وإجلال ومن الله خير الجزاء.. ودامت الكويت بلد خير وعطاء بفضل من الله.. والله الموفق.

د. موضي عبدالعزيز الحمود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.