مقالات

للاستقرار ثمن!

يتساءل كثيرون عن سبب الاهتمام العالمي، والعربي خاصة، بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه.. وبسيل البرامج الحوارية التي امتدت لأيام على مختلف الفضائيات، تتحدث حول انجازات المغفور له ومناقب الملك الجديد وخلفياته السياسية ودوره فى ادارة امور المملكة. الا ان اكثر ما كان يتداول في هذه البرامج وما تكرر في نشرات الاخبار هو موضوع الانتقال الانسيابي والسريع للسلطة والترتيب السريع لأمور البيت الملكي السعودي، بعض مما تعودنا عليها وتعود عليه السعوديون أنفسهم.. بمعنى ان الترتيب تجاوز المسافة القريبة الى الأبعد منها.

والاكثر دهشة واعجابا في الوقت نفسه.. كان موضوع الانتقال من الخط الاول لوراثة المملكة من الجيل الحالي، الذي لا يخفى على احد ان اعمارهم دخلت في خانة الشيخوخة، حسب ما هو متعارف عليه علميا، الى الخط الثاني او جيل الشباب من دون اي توترات او اضطرابات.

وبغض النظر عما دار داخل شؤون البيت السعودي في الساعات الاخيرة او ما قبلها، فان مجرد الاعلان عن مثل هذه القرارات الملكية السريعة في هذا الوقت الصعب، وبهذه السلاسة والانسيابية والهدوء، يحمل اكثر من معنى.

الاول ان من يتطلع الى استقرار بلاده يفكر بمثل هذا التفكير.. فيختصر الوقت والجهد.. ويحول دون تسرّب اي شرارة قد تضرم النار في اضعف ركن بالبيت، فتنتشر بلحظات وتأكل الاخضر واليابس.

ثانياً: ان هذا النوع من التفكير المسبق، وهذا الحزم في اتخاذ القرار، وان كان هناك اي اعتراض عليه لاي سبب كان، هو تفكير وقائي يفيد اكثر مما يضر، فالدول لا تضعف الا في فترات خلو السلطة من رأسها لأي سبب كان، في حال لم يترتب امر البيت.. وهنا تقفز النوايا الخبيثة وتعلو موجة الثأر والاقتصاص، لتصبح هي المحرك للتطورات القريبة والسريعة.

ولكن ما ان يسد الطريق على كل النوايا السيئة في حال وجدت.. بترتيب امور البيت مسبقاً، فذلك بالتأكيد سيكون مبعث راحة واستقرار للشعوب قبل السلطات.

نحن في الكويت لا نختلف كثيرا عن المملكة. فأمور بيتنا محكومة بخطوات استباقية داخل الاسرة نفسها، وان كان نظام الحكم يختلف في بعض الامور وفق دستورنا الرائع، فإننا في النهاية نتطلع الى الاستقرار وننشده في كل وقت وزمان.

ان التغييرات المهمة التي لا يمكن إغماض العين عنها داخل مجتمعنا وفي محيط الدول حولنا، تحتم الاستعداد للتعامل معها اليوم قبل الغد.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.