كيف نصحح خيباتنا؟!
نبارك للزميل المهذب الخلوق الكابتن سامي النصف قرار انصافه من قبل القضاء الذي ألغى القرار الوزاري الذي ظلمه، وتسبب له بمضايقات وكلام وإضرار بالسمعة ﻻ يستاهلها رجل في مثل خبرته ونزاهته وكفاءته، ونحمد الله على وجود قضاء كويتي عادل ونزيه، يستطيع ان يضرب على يد الظالمين، وينهي ظلمهم للناس، ويعيد الحق ﻷصحابه، ويعيد اﻷمل في قلوب الناس خصوصاً العاديين منهم. هذا الحكم القضائي يجعلنا مقتنعين بأن بعض من توسدوا سدة المسؤولية، وتولوا دفة القيادة في منشأة أو مصلحة ما ﻻ يصلحون لذلك، واختيارهم لها كان خطأ كبيرا، الكويت وأهلها هم من يتحملون تبعاته وآثاره، فقرار مثل اقالة الكابتن سامي من منصبه، وما سيترتب عليه من تعويض مادي وأدبي له، تتكلفه خزينة الدولة، ﻻ يحمل اﻻ أحد تفسيرين: اما التعسف في اتخاذ القرار ﻷسباب تتميز بالخصوصية البحتة كأن تكون مرجعيتها شخصية أو سياسية، أو سوء تقدير لموقف ما، اﻷمر الذي يظهر نقصاً في المعلومات، وهشاشة في الخبرة، وضعفاً في الشخصية ﻻ يجوز ان توجد في مسؤول رفيع المستوى بمرتبة رئيس وزراء أو وزير أو مدير أو رئيس مجلس ادارة، وفي الحالتين ﻻ يصلح ذلك المسؤول للبقاء على كرسيه، ويجب تغييره بمن هو أفضل منه، من دون تعطيل أو ابطاء.تعلمنا في المدارس حديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والوزير أو المسؤول راع مسؤول عن رعيته، والوزير أو المسؤول راع ومسؤول في موقعه ووظيفته، وحين يفرط في تلك المسؤولية، فيسمح لمشاعره الشخصية، أو أطماعه الخاصة ان تتدخل وتظلم انسانا، وتنتزع منه حقا، فهو مسؤول ضعيف وفاسد، ﻻ يصلح بتاتا للبقاء في وظيفته.قرار انصاف سامي وغيره من قرارات أنصفت موظفين آخرين يعملون في أماكن أخرى، وأعادتهم لوظائفهم، يحمل في وجهه اﻵخر ادانة لمن أصدروا قرارات غير منصفة، ظلموا فيها غيرهم، والواجب ان يتحمل هؤلاء المخطئون بصفتهم الشخصية التعويضات المالية التي تأتي مع بعض اﻷحكام، وﻻ تتحملها خزينة الدولة أوﻻ: ﻷننا كشعب غير مسؤولين عن خسارة أموالنا لتغطية تكاليف أخطاء من ﻻ يحسنون اﻹدارة وثانيا: لكي يحرص غيرهم من مسؤولين كبار عند اصدار القرارات التعسفية غير المدروسة، مطمئنين الى أنهم لن يتضرروا في حال الخطأ أو العيب، فيحسنوا الأداء.المعضلة الكبيرة والرئيسية التي نعانيها في الكويت وتتسبب لنا بمختلف المشكلات التي يجب حلها بسرعة وبلا تأخير هي اﻹدارة، التي ﻻ يجب ان تسلم اﻻ الى (نواخذة متمكنين) فهؤلاء وحدهم هم المنقذ لما نحن فيه.
عزيزة المفرج