الصحافة الفرنسية: فرنسا ضدّ “منتخب بقميص قطر” من 11 جنسية
قبل المباراة النهائية لبطولة العالم لكرة اليد، تزايدت الحملات الإعلامية على الاتحاد الدولي للعبة وقطر المستضيفة التي ستخوض المباراة ضد فرنسا بمنتخب يتألف من 20 لاعبا، أربعة منهم قطريون بالوراثة وأغلب الباقي خاضوا المنافسة بألوان منتخبات دولهم الحالية.
واختارت صحيفة “لوموند” الفرنسية استباق المباراة بمقال رأي مطول، اعتبر فيه كاتبه أنّ منتخب فرنسا لن يواجه في تلك المباراة منتخب قطر وإنما فيلقا من مرتزقة يرتدون قميصا باللونين الأبيض والعنابي ومرسوم عليه عبارة قطر. ومضى يقول إن “هزم أعضاء كتيبة المرتزقة الإسبانية-التونسية-الفرنسية-المصرية-السورية-المونتنغرية-البوسنية-الكوبية القطرية التي يقودها المدرب الإسباني الشهير فاليرو ريفيرا، والتي باعت أرواحها، بات الآن مطلب الجميع.”
واعتبرت صحيفة لكسبرس سبورتس أن فوز قطر بكأس العالم سيكون الضربة القاصمة التي ستنهي مفهوم التنافس الرياضي وتضع مفهوم المنتخب الوطني نفسه موضع تساؤل وبالتالي الجدوى من إقامة بطولات بين الدول.
وفي الحقيقة فإنّ المنتخب الذي يحمل لواء قطر في هذه البطولة، لم يكن موجودا قبل عامين، وإنما تم تشكيله بعد أن ضمنت قطر تنظيم نهائيات بطولة العالم. وكلّف القطريون أفضل مدرب في العالم وهو الإسباني فاليرو بتشكيل فريق ممن يراه صالحا ومستعدا. كما كلفت التونسي لطفي البهلي، المدير الفني السابق للاتحاد التونسي بالإشراف الإداري والتنسيق الفني.
وجاءت النتيجة في شكل ثلاثة لاعبين من تونس ولاعب مصري وآخر سوري واثنين من إسبانيا ومثلهما من فرنسا ولاعب سوري واثنين من البوسنة وآخر من مونتنيغرو وآخر من كوبا وأربعة لاعبين من قطر. ومن ضمن هؤلاء لاعبون سبق لهم أن أحرزوا بطولة العالم مع إسبانيا وفرنسا زيادة على أفضل حارسي مرمى في العالم.
وفي الحقيقة فإنّه في حال فوز قطر فإنّ الفرحة بالتتويج ستعم 11 بلدا من 4 قارات هي أصول جل لاعبي المنتخب القطري المجنسين والذين يلعبون بألوان العنابي وهؤلاء هم : يوسف بن علي من تونس وحسن مبروك وزميله محمود حسب الله من مصر وعبد الله الكربي من الإمارات وكمال الدين ملاش وزميله آمان زكار من سوريا وزاركو ماركوفيتش وغوران ستوجانوفيتش من منتنيغرو ودانيال ساريتش ومواطنه إيلدار ممسفيتش من البوسنة وفيدال بورجا من اسبانيا وحمد مددي من إيران ورافيال كابوت من كوبا وبرتران روني من فرنسا ومع هذه الجنسيات نجد الثنائي القطري عبد الرزاق مراد وهادي حمدون
وقبل النهائيات، جرت الكثير من المشاكل بين بعض اللاعبين ومنتخبات دولهم مثل اللاعبين التونسيين واللاعب المصري لاسيما أنّ المنتخبين التونسي والمصري يخوضان المنافسة كما أنه سبق لهما أن خاضا نصف النهائي.
كما وجهت سهام النقد لرئيس الاتحاد الدولي للعبة المصري حسن مصطفى حيث اتهمه البعض بالضغط لتغيير القوانين حتى تسمح لقطر بذلك تحت شعار نشر اللعبة وبالتالي قد يتكرر الأمر مع الإمارات والسعودية والبحرين، وفقا لصحيفة لوموند.
لكن بعض الخبراء لا ينكرون أيضا عبقرية المدرب الإسباني الذي نجح في ظرف قياسي في تشكيل منتخب ينافس على بطولة العالم وهو أمر شبيه بالمعجزة، وهو ما يحسب أيضا لقطر من حيث توفير ظروف النجاح لذلك. وقالوا إنّ التجنيس بدعة ليست قطرية لأن عديد المنتخبات في كرة القدم وفي كل الرياضات ضمت لاعبين مجنسين وفازت بهم بالألقاب حتى في أوروبا نفسها والتميز القطري كان في خلق هذا الإنسجام بين 11 جنسية و11 لغة وصهرهم في منتخب يقاتل من أجل الفوز أكثر حتى من منتخبات أصيلة .
كما ذكّر بعضهم بأنّ نجاح المنتخب القطري-أيا كان لاعبوه- خلال البطولة، ساهم إلى حد بعيد في إنجاحها وكذلك في نشر اللعبة في منطقة الخليج.
وفي الأثناء، وبعد أن كانت مطالبات العودة إلى النظام السابق الذي لا يفرض قيودا على تجنيس اللاعبين تقتصر على الدول المتضررة وأبرزها مصر وتونس، انضمت الآن الدول العملاقة المؤثرة في الاتحاد الدولي بعد أن لحقتها سهام القرار الذي وافقت عليه، لدرجة أن مدربين يعتبرون الآن أنّ خسارة فرنسا في المباراة النهائية سيكون في الحقيقة قتل الروح الرياضية ودفن مبدأ العدالة في المنافسة إلى الأبد.