الدورة الثامنة للجنة المشتركة “الكويتية – المغربية” تنطلق .. غدا
تعقد في العاصمة المغربية “الرباط” غدا الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بين الكويت والمملكة المغربية وسط تطلعات كبيرة وواعدة بمزيد من التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات.
ويترأس النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الجانب الكويتي في هذه اللجنة التي يعود تاريخ إنشائها الى عام 2001 حين وقعت الكويت والمغرب اتفاقية لانشاء لجنة عليا مشتركة تعنى بتطوير أسس التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والاعلامية.
ومنذ ذلك العام شهدت أعمال اللجنة تطورات نوعية تمثلت في توقيع أكثر من 38 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية غطت قطاعات واسعة في مجال التعاون الثنائي.
ولعل ما يدفع بتلك العلاقات الأخوية قدما نحو التطور والتنامي الرغبة الحقيقية والتوجيهات المباشرة من قبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وأخيه الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية لتوطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وللعلاقات الكويتية المغربية تاريخ طويل ومن أبرز محطاتها زيارة العاهل المغربي الراحل محمد الخامس الى البلاد في شهر يناير عام 1960 ووقتها لم تكن الكويت أعلنت استقلالها بعد مما يدل على الرؤية الثاقبة للملك الراحل بأهمية بناء علاقة مبكرة بين البلدين وهو ما شكل انطلاقة صلبة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتشهد العلاقات الكويتية المغربية اليوم رسوخا مشهودا لاسيما أنها في عهد سمو أمير الشيخ صباح الاحمد الذي خبر منذ وقت بعيد العمل الدبلوماسي والعلاقات الدولية منذ كان على رأس وزارة الخارجية فضلا عن إيمان سموه بأهمية توطيد العلاقات مع الدول العربية الشقيقة على وجه الخصوص.
وتوجت تجربة سموه بوضع العلاقات مع المغرب في أعلى مستوياتها عندما قام سموه بزيارة رسمية مثمرة للرباط في 12 أكتوبر 2012 وفي 23 الشهر ذاته قام الملك محمد السادس بزيارة رسمية للكويت ما يعكس الطبيعة الأخوية بين أسرتي الحكم في البلدين ويؤكد مجددا ما يحمله الشعبان الكويتي والمغربي من ترابط وإخاء.
ولا ينسى الشعب الكويتي موقف المملكة المغربية الشقيقة الرافض للغزو العراقي للكويت الذي جاء ايمانا منها بالحق الكويتي وضرورة مواجهة الظلم حيث دان العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني هذا الغزو منذ يومه الأول ببيان واضح وجلي لا يداخله الشك.
ووصف مراقبون موقف الملك الحسن الثاني في ذلك الوقت بأنه تعبير عن إدراك رجل الدولة بضرورة التصرف العاجل في إطار القانون الدولي وعلى وجه السرعة أرسل المغرب 13 ألفا من جنوده إلى الخليج للمشاركة في حرب تحرير الكويت.
وظل المغرب على الدوام يطالب النظام العراقي السابق بتنفيذ جميع الالتزامات التي نتجت عن غزوه للكويت مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة واستقلال دولة الكويت ووحدة أراضيها.
ومن أبرز محطات انطلاق العلاقات الكويتية المغربية عام 1966 حين بدأت أول شراكة تنموية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي قدم منذ ذلك الوقت 37 قرضا لمشاريع تنموية في المغرب تستهدف قطاعات اقتصادية واجتماعية وإنمائية فضلا عن المشروعات الخاصة بالبنية التحتية.
واستمر الصندوق في العمل على ترسيخ العلاقات بين الكويت والمغرب منذ ذلك الوقت الى الآن وفي عام 2013 وقع الصندوق سبع اتفاقيات انمائية مع المغرب في إطار المنحة المخصصة من دولة الكويت والبالغة 250ر1 مليار دولار .
إلى جانب ذلك تعمل الهيئة العامة للاستثمار عبر المجموعة المغربية الكويتية للتنمية التي تأسست عام 1976 على استكشاف الفرص الاستثمارية في المغرب لاسيما في قطاع السياحة والقطاع المالي وارتفع الاستثمار الكويتي في المغرب منذ منتصف عام 2003 إلى ما قبل ذلك بخمس سنوات الى معدل 150 مليون دولار سنويا.
وترتبط الكويت والمغرب بمذكرة تفاهم ثنائية تستهدف تفعيل اتفاقيات حماية الاستثمار والتبادل التجاري وتجنب الازدواج الضريبي بين الجانبين في وقت يتطلع المغرب إلى جذب الاستثمارات الخارجية من خلال سن التشريعات والقوانين التي تتيح خلق مناخ موات للاستثمار وفي ظل متوسط نمو اقتصادي بنسبة 7ر4 في المئة خلال السنوات العشر الماضية.