حكومة النكوص
ما زلنا كما نحن ﻻ نتغير وﻻ أننا سنفعل.ﻻ نزال نتبع نفس المنهج، ونمشي على نفس الطريقة، ونمارس ذات السلوك، نقدم على شيء نظنه مفيداً للمجتمع، وما ان ترتفع بضعة أصوات متذمرة معلنة عن اعتراضها، حتى نتراجع خطوات للخلف، ونلغي الفكرة من أساسها، لكي نريح أنفسنا، وكفانا الله شر الصداع.الحكومة هي المسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة تحدث في المجتمع، وقوة أو ضعف سياساتها وقراراتها وتوجهاتها، هو ما يجعل المجتمع سليما متماسكا، أو مخلخلاً منفلتاً، وحكومتنا – للأسف الشديد وفي بعض اﻷحيان – نجدها تقف خائفة مترددة أمام زمجرة واعتراض الشارع حتى لو كان فيما تفعله النفع الكبير، والفائدة الجمة للصالح العام، حكومتنا سريعة اﻻهتزاز أمام غضب المواطنين الباحثين عن مصالحهم الشخصية، وبدﻻً من ان تستخدم سلاح اﻹعلام ﻹقناع الناس بمنطقة قراراتها، تتراجع وترضخ لمن ﻻ يملك ما تملك هي من حقائق وبيانات واحصائيات وكأنها تقول لنا (بالشيطان) فكرة اغلاق المطاعم والمقاهي والمحلات عند منتصف الليل طرحها من قبل اللواء عبدالفتاح العلي، وﻻ أظنه كان سيفعل ذلك لوﻻ ما لمسه بحكم وظيفته من انفلات أمني وجرائم وممارسات خارجة عن القانون تحدث في آخر الليل، وحين يفكر مدير البلدية باصدار نفس القرار فهذا يؤكد ان وراء اﻷكمة ما وراءها، وأن اﻹغلاق أمر مطلوب، الشعب الكويتي غالبيته موظفون وطلبة، وكلاهما عليه اﻻستيقاظ مبكرا اما للعمل أو للجامعات والكليات، فما مبرر السهر خارج المنزل في المطاعم والمقاهي في شيشة وكلام فاضي، الى أوقات متأخرة من الليل، ومتى سيصحو هؤلاء لكي يلحقوا بأعمالهم أو دراستهم.فكرة اﻹغلاق المبكر للمحلات يبدو أنها خرجت لجس النبض، والدليل سرعة التراجع عنها، استجابة لحجج مختلفة طرحها البعض من أجل ابقاء الوضع على ما هو عليه، تاركين الشباب، ذكورا واناثا، ﻻهثين في الشوارع، معرضين أنفسهم لمروجي المخدرات، وتجار الرذيلة، الباحثين عن العناصر الفلتانة والضعيفة من أجل استغلالها والسيطرة عليها.سلامة شباب الكويت، واستقرار اﻷسر الكويتية مسؤولية الدولة، ويجب عليها ان تقي الجميع وبقوة القانون سلبيات ما يمكن ان يحدث من أمور سيئة خارج البيوت، خاصة للشباب وصغار السن، ولمن يتحجج بأن الجرائم تحدث في النهار أيضا نقول ان ذلك ﻻ يعني فتح المجال للمزيد منها، فشتان بين النسبتين، والليل ستار مهما كان، أما من لجأوا للجانب السياحي، وتأثير ذلك عليه فنقول لهم: صلوا على النبي وخلوا السياحة ﻷهلها.بقيت كلمة أخيرة نوجهها للحكومة: قرار اﻹغلاق قرار صائب ومؤسف ان تطلقوا عليه الرصاص.
عزيزة المفرج