النفط الكويتي يرتفع إلى 49.91 دولار للبرميل
ارتفع سعر برميل النفط الكويتي في تداولات أمس 94ر3 دولار ليستقر عند مستوى 91ر49 دولار مقارنة ب 97ر45 دولار للبرميل في تداولات يوم الاثنين الماضي وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية اليوم.
وفي أسواق النفط العالمية ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام لليوم الثالث على التوالي أمس مسجلة أكبر مكسب لها في يوم واحد منذ يناير عام 2009 رغم بيانات أظهرت نمو مخزونات النفط العالمية وساهم في دعم الاسعار تراجع سعر صرف الدولار الامريكي وإعلان عدد من الشركات النفطية خفض نفقاتها الرأسمالية لعام 2015.
وفي بورصة لندن ارتفع سعر نفط خام الاشارة مزيج برنت في العقود الآجلة عند التسوية 16ر3 دولار ما يعادل 77ر5 في المئة ليصل إلى مستوى 91ر57 دولار للبرميل أما في بورصة نيويورك التجارية فارتفع سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند التسوية 48ر3 دولار ما يعادل 02ر7 في المئة ليصل إلى مستوى 05ر53 دولار للبرميل.
وقال الخبير في استراتيجيات النفط محمد الشطي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم إن الأجواء الايجابية بشأن أسعار النفط بدأت منذ فعاليات منتدى اقتصاديات الهيدروكربونات في الكويت الذي تحدث فيه وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي وأوضح خلاله أن اسعار النفط ربما وصلت إلى القاع.
وأضاف الشطي أن ذلك التصريح تلاه تصريح للسكرتير العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) عبدالله البدري وآخر للامين العام لوكالة الطاقة الدولية والذي أوضح فيه أن أسعار النفط لخام برنت وصلت الى القاع عند 45 دولارا للبرميل ولن تهبط عن ذلك وقد بدأت مرحله التعافي.
وذكر الشطي أنه منذ شهر أكتوبر الماضي لغاية الان سجل عدد ابراج ومنصات الحفر انخفاضا يقارب 400 منصة وبرج وجاء غالب الخفض في ابراج الحفر العمودي موضحا انه خلال الاسبوعين الاخيرين انخفض عدد ابراج الحفر الأفقي والذي يؤثر مباشرة في نشاط وعمليات انتاج النفط الصخري.
ولفت الشطي الى أن هناك انخفاضا في الزيادة المتوقعة بانتاج النفط الصخري مشيرا الى ان هذه المؤشرات سيبدأ تأثيرها في النصف الثاني من عام 2015.
وبين أن بعض المراقبين يرى أن انتاج النفط من خارج (أوبك) سيشهد خفضا فعليا عام 2016 بمقدار 500 ألف برميل يوميا ما يعني ارتفاعا في الطلب على نفط (أوبك) “ما يعني اننا بصدد إعادة توازن السوق النفطي وإن بوتيرة ضعيفة لكنه أمر إيجابي يدعم اسعار النفط الخام”.
وأوضح أن من أسباب ارتفاع اسعار النفط أخيرا اعلان العديد من الشركات النفطية في العالم سواء داخل الولايات المتحدة الامريكية او خارجها ومنها (بي بي) و(شل) و(شيفرون) خفضا في الموازنة للانفاق الرأسمالي.
وأضاف أن ذلك من شأنه التأثير على نشاط تطوير انتاج جديد من خلال الانفاق في قطاع التنقيب والاستكشاف ما يعتبر أمرا إيجابيا يزيد من مخاوف السوق بشأن إمدادات النفط في المستقبل مع تناقص الاستثمارات التي تضمن كفاية المعروض في المستقبل وهو ما يعني دعم للأسعار.
وذكر من الاسباب أيضا استمرار اضراب المصافي في الولايات المتحدة والمخاوف من تأثير ذلك على إمدادات الغازولين وزيت الغاز في السوق الامريكي في وقت يرتفع فيه استهلاك الغازولين مع ضعف اسعاره ما من شأنه دفع أسعار النفط الخام الى الارتفاع.
وقال الشطي إن موجة البرد في الولايات المتحدة ومؤشرات استمرار تعافي أداء الاقتصاد الامريكي ايضا تدعم أسعار النفط الخام مؤكدا أن رؤية وقناعة المراقبين والمضاربين بأن اسعار النفط وصلت الى سعر القاع اسهم في انطباعات ايجابية في السوق.
وبالعودة الى الاسباب السابقة رأى أن مرحلة تعافي أسعار النفط الخام لها ما يبررها مع تزايد مؤشرات إعادة توازن السوق “ولعل هبوط أسعار النفط بوتيرة سريعة خلال الفترة الماضية بناء على توقعات السوق أثبت الواقع خلافها وأسهم في تحسن وتصحيح مستويات الاسعار”.
وعاد الشطي وأكد أن الامر لا يخلو من محاذير حيث السوق مقبل على خروج عدد من المصافي من العمل خلال الأشهر (أبريل – يونيو) ودخولها برامج الصيانة ما يعني اجواء ضعف الطلب على النفط وارتفاع احتمالات بناء المخزون بشكل كبير.
وفضلا عن ذلك لفت الى أن مؤشرات تباطؤ التوسع الصناعي في الصين تضعف معدل نمو الطلب وتزيد من احتمالات استمرار اختلال ميزان الطلب والعرض خلال هذه الفترة وعودة ضعف الاسعار قبل أن تبدأ مرحلة التعافي في النصف الثاني من عام 2015.