إشهار مركز الكويت الإسلامي في ولاية يوتا الأمريكية
دأبت الكويت على التعريف بالإسلام المعتدل الذي ينشر السلام ومفهوم تقبل الآخر وسعت على الدوام الى رفع شأن المسلمين في مختلف العالم.
وتجسدت احدث مساعي الكويت في التبرع بمبلغ مليون دولار أمريكي لإقامة مركز إسلامي في ولاية يوتا غرب الولايات المتحدة (مركز الكويت الاسلامي في يوتا) والتي تشتهر أيضا بالمجتمع المحافظ جدا مقارنة بأي ولاية أخرى ما جعلها وجهة مميزة للعائلات المسلمة اذ يقطنها أكثر من 40 ألف مسلم وتضم ستة مراكز إسلامية.
وتتركز تلك المراكز في العاصمة (سالت ليك سيتي) وفي جنوبها وتقدم خدمات جمة للمجتمع الإسلامي منها أماكن لصلاة الجماعة ودروس اللغة العربية والدين الإسلامي اضافة الى خدمات الدفن للمسلمين بعد ان قام عدد من تلك المراكز بشراء أراض في المدافن العامة وتخصيصها للمسلمين.
وقال القنصل العام لدولة الكويت في لوس أنجلوس عبداللطيف اليحيا في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الكويت وحكومتها تهتم بنشر التسامح وتبادل الحضارات في جميع أرجاء العالم لاسيما الولايات المتحدة.
وبين ان الكويت رأت ان قيام هذا المشروع سيعود بالمنفعة على آلاف المسلمين في ولاية يوتا لاسيما الطلبة الخليجيين هناك.
ورأى اليحيا ان ريادة الكويت في تقديم المساعدات الإنسانية ومنح الأمم المتحدة سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لقب (قائد للعمل الإنسانية) يعكسان مدى سعي الكويت وحكومتها لمساعدة المنكوبين حول العالم.
وأشار الى مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي ستستضيفه الكويت قريبا والذي قال انه “يندرج في خارطة العمل الإنساني الكويتي”.
وفي تصريح مماثل ل(كونا) قال مدير (مركز شمال يوتا الإسلامي) محمد النجار الذي قال ان فكرة تأسيس المركز جاءت مباشرة بعد احداث سبتمبر من عام 2001 للتعريف بالدين الإسلامي الذي ينبذ العنف ويحث على التعايش السلمي ما بين الحضارات واحترام الديانات الأخرى “بعد ان كثر الكلام عن الإسلام والمسلمين والصد والتشنيع”.
واشار النجار الى تزايد اعداد المسلمين في شمال الولاية ومنطقة (اوغدن) بالتحديد التي تضم جامعتين يدرس فيهما مئات الطلبة الخليجيين ويتجمع حوالي 4000 مسلم من مختلف الدول العربية.
وأوضح انه مع تزايد اعداد المصلين والعائلات القاطنة في شمال الولاية بات مقر المركز الحالي صغيرا نسبة للخدمات التي يقدمها من توفير الدروس وتحفيظ القرآن ومصليات كبيرة لصلوات العيد وايام الجمع.
وبين النجار ان المركز يسعى الى تطوير خدماته بتوفير مدرسة إسلامية ومراكز شاملة لتحفيظ القرآن وإقامة صلوات الجماعة إضافة الى العديد من الخدمات الأخرى.
وفيما يتعلق ب(مركز الكويت الاسلامي في يوتا) اوضح النجار في حديثه ل(كونا) ان الكويت سلمت في اواخر نوفمبر الماضي مبلغ مليون دولار لتحويل مجمع كنسي كاثوليكي الى مركز إسلامي كبير تم اعتماد اسمه (مركز الكويت الإسلامي في يوتا) تقديرا لدعم الكويت المتواصل سواء لهذا المشروع او للجاليات المسلمة في شتى أرجاء العالم.
واوضح ان المشروع الذي يشيد على مساحة تبلغ نحو 75 ألف متر مربع تشكل مساحة المباني فيه أكثر من 2900 متر مربع وتتنوع ما بين كنيسة فخمة مواجهة لقبلة المسلمين الكعبة الشريفة ومبنى سكن للراهبات يحتوي على أكثر من 20 غرفة مجهزة إضافة الى مبنى لمكاتب التبشير والتنصير واخر للضيافة والاجتماعات يحتوي على غرف وقاعة اجتماعات كبيرة ومطبخ كبير مجهز.
وبين النجار ان ارض المركز ومبانيه مرخصة من الحكومة الأمريكية ومناسبة لاحتضان المناسك الدينية إضافة الى كون المنظمة (المجمع الكنسي الكاثوليكي) غير ربحية فان ذلك سيجعل من تحويل الدير الى مركز إسلامي وادارته أسهل واقل تكلفة من حيث الضرائب التي قد تكون عالية جدا عما اذا كان مبنى تجاريا أو ربحيا.
وأكد تحويل الكنيسة الى مسجد يتسع لأكثر من 650 مصليا في آن وتحويل مبنى مكاتب التبشير والتنصير الى مدرسة للمسلمين مرخصة وتعلم بشكل رسمي وتتسع لأكثر من 150 طالبا من مرحلة الروضة الى الصف الثامن تعلم اللغة العربية والتعاليم الإسلامية.
وقال انه من المقرر تخصيص جزء من الأراضي المحيطة بالمركز لانشاء مقبرة للمسلمين مؤكدا قابلية التحويل والحصول على الترخيص للقيام بذلك.
وأوضح ان الدير الذي بني في عام 1999 هو مبنى صديق للبيئة من حيث استهلاكه للطاقة بشكل عام بأحدث أساليب التقنية الحديثة مشيرا الى موقعه الممتاز كونه قريبا من قلب المدينة والجامعتين فيها.
وأضاف ان المركز سيحول سكن الراهبات الى غرف تؤجر بأسعار رمزية للمبتعثين الخليجيين كونها قريبة من الجامعات وستوفر ملاذا محافظا للطلبة وفي نفس الوقت ستكون مصدرا لتغطية تكاليف (مركز الكويت الإسلامي في يوتا).
وأشار النجار الى اتفاق مع احدى شركات الاتصال المحلية على انشاء برج للاتصالات في الموقع وبدخل شهري يعود للمركز إضافة الى خطة لانشاء مزرعة خلايا شمسية للكهرباء بنفس فكرة برج الاتصالات.
وعن المباشرة في المشروع قال النجار ان المركز يسعى لتغطية تكاليف شراء الدير الذي يكلف ثلاثة ملايين دولار أمريكي خلال هذا العام متفائلا باستكمال المبلغ بعد تبرع الحكومة الكويتية بثلث المبلغ واستمرار عطاء فاعلي الخير.
تقع ولاية يوتا في غرب الولايات المتحدة وتعد مسقط رأس مذهب (المورمن) المسيحي المحافظ وتقع (الكاذيدرال) الرئيسية في عاصمتها (سالت ليك سيتي) التي يقطنها أيضا أكثر من 40 ألف مسلم سواء في الجامعات او انتقالهم بسبب البيئة المحافظة التي توفرها الولاية.