“الأوقاف”: حرق “الكساسبة” حيًّا عمل محرَّم في شريعة الرحمن
أصدرت وزارة الأوقاف بياناً حول جريمة حرق الطيار معاذ الكساسبة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ، جاء فيه ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية حول جريمة حرق الطيار معاذ الكساسبة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فإنَّ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت تعربُ عن إدانتها البالغة، واستنكارها الشديد، للجريمة البشعة التي أقدمت عليها عصابة (داعش) بحرقها للطيار الأردني معاذ الكساسبة، والله المسئول أن يغفر له ويرحمه ويتقبله في الشهداء؛ والوزارة تبعث بتعازيها إلى المملكة الأردنية الهاشمية ملكًا وحكومة وشعبًا، وتخصُّ أهل الفقيد وذويه بالعزاء، أحسن الله عزاءهم، ورزقهم الصبر والاحتساب.
وإن الوزارة لتؤكد في هذا المقام: أن ما أقدمت عليه هذه العصابة الإرهابية من حرق الطيار معاذ الكساسبة حيًّا؛ عمل محرَّم في شريعة الرحمن، ولا يمتُّ إلى دين الله بصلة، وغايته تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وتنفير الناس عن شريعة ربِّ العالمين، وإرهاب الأبرياء الآمنين، وهو مناف كلَّ المنافاة لأحكام ديننا الحنيف، كما هو مقرَّر في كتب الفقه الإسلامي، ومشهور معلوم عند أهل العلم، فقد أخرج الإمام البخاري – رحمه الله – في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال:
((ﺑﻌﺜﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺚ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ: ﺇﻥ ﻟﻘﻴﺘﻢ ﻓﻼﻧﺎ ﻭﻓﻼﻧﺎ – ﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻤﺎﻫﻤﺎ – ﻓﺤﺮﻗﻮﻫﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ،ﻗﺎﻝ: ﺛﻢ ﺃﺗﻴﻨﺎﻩ ﻧﻮﺩﻋﻪ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺩﻧﺎ اﻟﺨﺮﻭﺝ، ﻓﻘﺎﻝ:ﺇﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻣﺮﺗﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﻗﻮا ﻓﻼﻧﺎ ﻭﻓﻼﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺇﻥ اﻟﻨﺎﺭ ﻻ ﻳﻌﺬﺏ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﺧﺬﺗﻤﻮﻫﻤﺎ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻤﺎ )).
وقال ابن قدامة – رحمه الله (أما العدو إذا قدر عليه فلا يجوز تحريقه بالنار، بغير خلاف نعلمه).
إن هذا النصَّ الفقهيَّ بدليله من السنة إنما هو في العدو المحارب من غير المسلمين ، فكيف بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله ويقيم الصلاة، لا شكَّ أن الإقدام على إحراقه حيًّا أشدُّ حرمة، وأعظم جُرمًا. وقد جاء في ((الموسوعة الفقهية)) 4/209 أن الأصل في أَسرى القتال بين المسلمين أنَّهم لا يُقتلونَ لعصمةِ دمائِهم بإسلامِهم.
فكان واجباً بيان الحقِّ لشباب المسلمين ولعامة الناس، حتى لا يغترُّوا بباطلهم، ولا ينخدعوا بشبهاتهم، وليعلم غير المسلمين ببراءة دين الإسلام من الظلم والبغي والفساد.
والله المسئول أن يحمي المسلمين وديارهم من كل شر وفتنة
صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية