هولاند وميركل في موسكو لإقناع بوتين بخطة السلام
وقال متحدث باسم الكرملين لفرانس برس “بدأت المحادثات”، موضحاً أن القادة الثلاثة يجرون محادثات في غياب مساعديهم.
المبادرة الألمانية الفرنسية
وتحمل المبادرة الألمانية الفرنسية التي يدعمها الاتحاد الأوروبي وواشنطن وحلف شمال الأطلسي كل صفات وساطة اللحظة الأخيرة بعد عشرة أشهر على بدء النزاع الذي أوقع أكثر من 5300 قتيل، وأدى إلى ازمة دولية تذكر بالتوتر بين الغرب والشرق خلال الحرب الباردة.
وقبل توجهها إلى موسكو، قالت ميركل في برلين اليوم الجمعة “إن المبادرة الألمانية الفرنسية هدفها الدفاع عن السلام الأوروبي”، غداة زيارتها وهولاند لكييف”.
ميركل تنفي سلام مقابل الأرض
وحرصت ميركل على التأكيد أنها لا تنوي البحث في مسألة أي أراضٍ”، بينما ذكرت صحيفة ألمانية أمس الخميس، معلومات نفتها برلين من قبل، تفيد أن الخطة الألمانية الفرنسية تتضمن تنازلات عن أراضٍ للانفصاليين الموالين لروسيا مقابل وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت “إنها مسؤولية كل بلد إجراء هذا النوع من المفاوضات”، وأضافت إنه “من خلال هذه الزيارات إلى موسكو اليوم نلتزم وقف حمام الدم وإحياء اتفاق مينسك”.
وتابعت ميركل إن “كل الاحتمالات واردة، ولا نعرف إن كنا سننجح في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإن كنا سنحقق ذلك اليوم أو يحتاج الأمر لمفاوضات اضافية… لكن علينا أن نحاول ما بوسعنا للتوصل إلى تسوية لهذا النزاع”.
من جهته، قال هولاند “إن هذا اللقاء يهدف إلى البحث عن اتفاق لتسوية الأزمة الأوكرانية”، مؤكداً أن “الجميع يدرك أن الخطوة الأولى يجب أن تكون وقفاً لإطلاق النار لكن لا يمكن أن يكفي ذلك، ويجب السير باتجاه تسوية شاملة”.
وأضاف: “نحن نعمل لكن لا يمكن الحكم مسبقا على النتيجة”، موضحاً أنها “المبادرة التي يجب اتخاذها، أي فعل كل شئ من أجل السلام حتى لا نأسف على شئ”.
وأعلنت الرئاسة الاوكرانية خلال الليل بعد عدة ساعات من المفاوضات بين القادة الثلاثة أن المبادرة “تثير أملا بوقف إطلاق النار”، وذلك بعد مقتل مئات الأشخاص غالبيتهم من المدنيين في عمليات قصف ومعارك منذ مطلع العام.
وفي مؤشر إلى خطورة الوضع، ابرمت كييف والمتمردون الموالون لروسيا هدنة بدأ تطبيقها اليوم الجمعة، لإجلاء المدنيين من ديبالتسيفي، إحدى النقاط الأكثر سخونة في الحرب في شرق أوكرانيا، كما أعلن الجانبان.
وفي الوقت نفسه قتل جندي واحد على الاقل في المعارك في الساعات ال24 الاخيرة.
وقال بترو بوروشنكو إن “على كل الاطراف احترام اتفاقات السلام الموقعة في مينسك في سبتمبر (أيلول) وهي الوحيدة التي وقعت عليها السلطات الاوكرانية والانفصاليون المدعومون من روسيا والذين حققوا انتصارات عسكرية في الاسابيع الاخيرة”.
وأشارت مصادر عدة إلى أن خطة السلام هي في الواقع عبارة عن “اقتراح مضاد” للأفكار التي عرضها بوتين قبل أيام على ميركل وهولاند اللذين أبلغا الولايات المتحدة وأوكرانيا بها قبل إعداد اقتراحهما.
الاقتراح الجديد يضمن وحدة أراضي أوكرانيا
وأكد الرئيس الفرنسي أن هذا الاقتراح الجديد لحل النزاع، يضمن “وحدة أراضي أوكرانيا”، وحذر روسيا من ان الوقت ضيق وأن “خيار الدبلوماسية لا يمكن أن يمدد إلى ما لا نهاية”.
دور أمريكا
من جهته، اكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، اليوم الجمعة أن “أوكرانيا تكافح حالياً من أجل بقائها”، متهماً روسيا بتصعيد النزاع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بتجاهل كل الاتفاقات الموقعة”.
كييف والحرب
وتقول كييف إنها بحاجة إلى “معدات اتصال وتشويش الكتروني ورادارات”، وإلى “طائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للدبابات ، بحسب تقرير مستقل اعده عدد من المؤسسات الاميركية.
إلا أن قرار واشنطن بإمداد كييف بالأسلحة يمكن ان تعتبره موسكو “مبرراً” لإعلان الحرب، وأن يؤدي إلى تدهور إضافي في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا والتي تشهد أسوا أزمة لها منذ الحرب الباردة.