مكسورة وتبرد
نحن كشعب هل لنا نصيب فيما يحدث أم نرى أنفسنا أبرياء براءة الذئب من دم ابن يعقوب؟، والحكومة التي ننتقدها على الدوام، ونلومها طول الوقت، ونقطع جلدها قايمين قاعدين، هل من المنطق ان نراها مخطئة طول الوقت، ما يجعلنا ننثر في اﻷجواء يأسنا منها بلا كلل وﻻ ملل، مستندين الى ثقة قوية وراسخة بأنه ﻻ رجاء منها أبدا؟ أﻻ يجب علينا ان نتنازل قليلا فنعترف أننا كمواطنين لنا نصيب وافر من أخطاء الحكومة، وأن الحكومة في اﻷساس تتكون منا؟ تلك اﻷسئلة وغيرها ﻻ بد ان تمر ببال أي منصف يرى ويلمس أمورا تحدث كل يوم، المواطن الذي يشن الهجوم على الحكومة، هو المتسبب اﻷول فيها، ولنأخذ جانب النظافة على سبيل المثال.آليات البلدية وعمالها يشتغلون يوميا، ومنذ ساعات الفجر اﻷولى في تنظيف الشوارع والساحات، ومن يخرج من منزله مبكراً متجهاً للدوام، أو لقضاء حوائجه من الجمعية التعاونية سيشاهد الشوارع والساحات نظيفة، وبعد عدة ساعات تتحول بفعل المواطنين الى بانوراما مزبلية فاﻷوراق والنايلونات وأكياس المطاعم، وعلب وزجاجات المشروبات الغازية، وأكواب العصائر البلاستيكية، وأعقاب السجائر، وبصاق و(نخام) الآسيويين ملأت المكان.عدد كبير من سكان الكويت، مواطنين ووافدين، ﻻ يحفلون كثيرا بالنظافة، وبدﻻً من ان يساهموا في المحافظة على النظافة التي اهتمت الحكومة بتوفيرها لهم، يقومون بالقاء قمامتهم وأوساخهم في الشوارع، مطمئنين لعدم وجود من يخاطبهم، متناسين ان النظافة من اﻹيمان أوﻻ، وأنها مسألة ذوق وتربية ثانيا، وأنه اذا كان العاملان – اﻹيمان والذوق – مفقودين، فمن الوقاحة وقلة الحياء ان ينتقد قليل اﻹيمان والذوق الحكومة على شيء هو المتسبب فيه.آخر مرة ذهبت فيها للسينما الله ﻻ يراويكم، وشتان بين منظر القاعة قبل عرض الفيلم وشكلها بعد انتهائه، كارثة، والمصيبة ان غالبية الرواد هم من الشباب الذين ﻻ يتعبهم وﻻ ينقصهم ان يحمل كل منهم الكيس أو العلبة التي أكل وشرب منها، ويلقيها في حاوية القمامة وهو خارج من القاعة.فلنعترف اذن بالحقيقة: نحن شعب ﻻ يهتم كثير من عناصره بأن يكونوا أعضاء عاملين في منظومة اﻻنتقاد واللوم والهجوم على اﻵخرين بحق وبدونه، وما ينطبق على النظافة ينطبق على غيرها من أمور ومواضيع، ولن يتغير نهج الحكومة اذا لم يغير الشعب نهجه، وعلينا أﻻ ننسى مقولة (كما تكونوا يولى عليكم).
عزيزة المفرج