الرئيس الروسي يزور مصر لأول مرة منذ 10 سنوات
يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين زيارة تستمر يومين لمصر في مسعى لتوسيع نفوذ بلاده في أكبر بلد عربي في وقت ما تزال فيه العلاقات بين القاهرة وواشنطن فاترة.
وستكون هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها بوتين للقاهرة منذ عشر سنوات وخصوصا منذ الثورة المصرية التي أسقطت في 2011 الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي كان بوتين التقاه في آخر زيارة قام بها إلى مصر في العام 2005.
ويبدو بوتين أحد الداعمين البارزين خارج العالم العربي لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يواجه انتقادات حادة من واشنطن.
ويقول الخبراء إن بوتين، الذي سيحضر حفلا موسيقيا في دار الأوبرا في قلب القاهرة مساء الاثنين، يريد أن يثبت بهذه الزيارة كذلك أنه ليس معزولا دوليا على الرغم من الأزمة الأوكرانية.
وبحسب المسؤولين فإن زيارة بوتين، التي تتضمن مباحثات مع السيسي ومسؤولين مصريين آخرين، تهدف إلى تقوية العلاقات المتنامية بين البلدين.
وقال الكرملين إن السيسي وبوتين “سيوليان اهتماما خاصا لتعزيز التجارة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين”.
ويتوقع أن يناقش السيسي وبوتين كذلك الأوضاع في العراق وليبيا وسوريا والنزاع العربي-الاسرائيلي.
ومن المقرر ان يتم توقيع اتفاقيات تجارية بين البلدين واتفاقا بين وكالة الانباء الروسية روسيا سيغونديا وصحيفة الاهرام الحكومية التي نشرت الاحد تقريرا على صفحة كاملة بعنوان “بوتين بطل من هذا الزمان”.
واستقبلت روسيا الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي خلال السنة التي امضاها في السلطة على الرغم من تصنيفها الاخوان المسلمين “مجموعة ارهابية” منذ العام 2003.
وزار السيسي روسيا بعد اطاحة مرسي حينما كان وزيرا للدفاع وفي وقت شهدت فيه العلاقات المصرية-الاميركية تدهورا واضحا ثم قام بزيارة ثانية لموسكو في اغسطس 2014 بعد انتخابه رئيسا.
ومنذ الزيارة الاولي، بحث الزعيمان بيع اسلحة روسية الى مصر التي تواجه موجة غير مسبوقة من الاعتداءات تستهدف الجيش والشرطة وخصوصا في شمال سيناء وهي منطقة باتت معقلا للمسلحين من انصار داعش.
واستقبلت القاهرة كذلك في نوفمبر الماضي وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمناقشة صفقة سلاح محتملة.
وأكدت وسائل الإعلام الروسية آنذاك أن الجانبين على وشك توقيع صفقة سلاح روسية لمصر قيمتها 3 مليارات دولار تتضمن صواريخ وطائرات من بينها مقاتلات ميغ-29 ومروحيات هجومية.
وتقول انا بورتشيفسكايا وهي خبيرة في الشؤون الروسية في معهد سياسات الشرق الأدنى بواشنطن: “بوتين يواصل الاستفادة من غموض وتناقض السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط”.
وأضافت أنه طالما استمرت واشنطن في انتقاد “انتكاس الديموقراطية في مصر فإن الأبواب تبقى مفتوحة أمام بوتين لكسب نفوذ في مصر على حساب مصالح الولايات المتحدة”.