يا له من بلاء عظيم
المشاهد أمامنا واضحة تمام الوضوح، فيما نراه أمامنا عيانا بيانا في الدول المنكوبة مثل سورية والعراق وليبيا والصومال ومصر من كائنات ﻻ تختلف عما وصفت به من شعور مرخاة كشعور النساء، وأسماء تحمل الكنى وانتساباً الى القرى فهذا بغدادي والثاني دمشقي، والثالث زرقاوي الى آخره، الى جانب (الرايات السود) التي يحملونها وهم يتنقلون بين اﻷماكن ﻹلقاء الرعب والهلع في قلوب الناس اﻵمنين.
نقل عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوﻻ عن أناس يحملون في صدورهم قلوبا كزبر الحديد، ويتصفون بعدم الوفاء بعهد أو بميثاق، ويدعون الى الحق وهم ليسوا من أهله، يدخلون المدن يقتلون وينكلون، وعلى من يشاهدونهم ان يلزموا أرضهم، وﻻ يحركوا أيديهم أو أرجلهم، وينتظروا نهايتهم التي ستأتي حين تنشب الخلافات بينهم، ويقتل بعضهم بعضا لسبب أو ﻵخر.
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ذكر في أحد اﻷحاديث التي وردت عنه: سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث اﻷسنان، سفهاء اﻷحلام، يقولون من خير قول البرية، ﻻ يجاوز ايمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة.
تلك اﻹشارات تبين ان الدواعش هم الذين ذكرهم سيدنا علي بن أبي طالب وأوصى بتجنبهم اتقاء لشرهم الى ان يأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، ويكفي ان التصرفات التي يقومون بها فيها مخالفة شديدة لتعاليم اﻹسلام، وفيها خروج عن توجيهات الرسول الذي جاء رحمة للعالمين، ﻻ سيفا ينال من رقابهم، ويسعى وراء ذلك الهدف في الليل والنهار.يبقى القول ان هؤلاء هم سلالة ذي الخويصرة، المتغطرس المتكبر، الذي اعترض على نبينا عليه الصلاة والسلام واتهمه في حادثة مذكورة في السيرة بعدم العدل في توزيع الغنائم، ولم يرضه ان يحصل البعض على نسبة أكبر حتى لو كان الهدف من ذلك تحبيبهم في اﻹسلام بسبب حداثة دخولهم فيه، يعني المسألة مسألة غنائم وسبايا، ويا حلو الاثنين على قلوب الشباب خاصة الساقطين في بئر الحرمان، فهل اذن تلومون وزير بيت مال الدواعش الحرامي الذي تصرف بناء على تلك القمندة فسرق الغلة وهرب من البلد للتمتع بما سرق، وهل تلومون تلك اﻵﻻف التي تنضم لهم باستمرار تحت اغراء المال وأيضا السبايا، دع عنك الفرصة المتاحة للسفاحين لسفك الدماء بلا حدود!
عزيزة المفرج